اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

حين قرر ريال مدريد تعيين تشابي ألونسو، مديرا فنيًا للفريق الأول، لم يكن الأمر مجرد اختيار مدرب صاعد حقق نجاحا مع فريقه السابق (باير ليفركوزن)، بل كان قرارًا يحمل رمزية كبرى وتوجهًا استراتيجيًا نحو إعادة بناء المشروع الفني من جذوره.

ألونسو، أحد أبناء النادي، الذي عرف قيمة قميص الملكي لاعبًا وسط جيل ذهبي، يعود اليوم إلى البرنابيو كمدرب بعد مسيرة تدريبية قصيرة لكنها ملهمة وواعدة.

منذ انطلاقة مسيرته التدريبية مع ريال سوسيداد ب، ثم انتقاله إلى باير ليفركوزن الألماني، استطاع تشابي أن يفرض اسمه كواحد من أكثر المدربين الواعدين في أوروبا.

ما فعله مع ليفركوزن خلال موسم 2023-2024 كان استثنائيًا بكل المقاييس، حين قاد الفريق لتحقيق لقب الدوري الألماني لأول مرة في تاريخه، دون تلقي أي هزيمة، وأتبعه بلقب الكأس، ووصل إلى نهائي الدوري الأوروبي، في مسيرة أبهرت كبار القارة.

أسلوبه في اللعب قائم على مرونة تكتيكية مميزة، يجمع بين الدفاع المنظم والهجوم السلس، مستعينًا بخطط مثل 3-4-3 أو 3-5-2، ما يعكس قدرته على توظيف اللاعبين بذكاء وفق خصائص كل مباراة.

فرقه تلعب بثقة، تضغط عاليًا، وتتحرك بانضباط، وتحتفظ بالكرة دون رتابة.

تحدي مدريدي

لكن التحدي الذي ينتظر تشابي في مدريد مختلف تمامًا، فهو لا يستلم فريقًا في فترة استقرار، بل يدخل على واقع معقد بعد موسم وُصف بالكارثي من قبل الجماهير والصحافة.

الريال خرج خالي الوفاض من جميع البطولات الكبرى، وتعرض لهزائم مؤلمة، وفقد هويته في بعض الفترات.

جمهور البرنابيو لا ينتظر من ألونسو مجرد تحسين في الأداء، بل يريد عودة الانتصارات والألقاب سريعًا.

ومع كم النجوم الموجودين في الفريق، سيواجه ألونسو اختبارا آخر يتعلق بإدارة غرفة ملابس تضم شخصيات قوية، ولاعبين أصحاب وزن كبير وتاريخ طويل مع النادي، وهو ما يتطلب حنكة كبيرة، وقدرة على اتخاذ قرارات صارمة في الوقت المناسب دون أن يخسر ولاء اللاعبين أو دعم الجماهير.

معضلة الدفاع

واحدة من أكبر الأزمات التي تنتظر تشابي في بداية مشواره هي أزمة الدفاع التي عانى منها الفريق الموسم الماضي.

الإصابات المتكررة ضربت العمق الدفاعي، خاصة مع غياب طويل لكل من ميليتاو وألابا، وظهر واضحًا الضعف في التغطية والرقابة داخل منطقة الجزاء، ما تسبب في فقدان الفريق لنقاط كثيرة.

من هنا جاءت أولى تحركات الإدارة بدعم من ألونسو بالتعاقد مع المدافع الشاب دين هويسين من بورنموث، في محاولة لتجديد دماء الدفاع، بالإضافة إلى السعي لضم ألفارو كاريراس في الجبهة اليسرى.

كما نجح النادي في إقناع الظهير الأيمن ترينت ألكسندر أرنولد بالانضمام للفريق في صفقة انتقال حر، وهي صفقة تحمل في طياتها كثيرًا من الجدل، إذ يُعرف اللاعب بقدراته الهجومية أكثر من صلابته الدفاعية، ما سيجبر ألونسو ربما على تعديل بعض من أفكاره التكتيكية لحمايته دفاعيًا، أو إعادة توظيفه في مركز مختلف كما جرب معه كلوب في ليفربول.

ورغم هذه التدعيمات، فإن ريال مدريد ما زال بحاجة إلى تعزيزات أخرى في خط الوسط والهجوم، خاصة أن لوكا مودريتش سيرحل بعد مونديال الأندية.

ومن المنتظر أن تراقب الإدارة عن كثب أداء الفريق في بداية الموسم، وخاصة في بطولة كأس العالم للأندية، لتحديد الصفقات الإضافية التي قد يحتاجها المدرب.

أوراق الاعتماد

وهنا تبرز أهمية بطولة كأس العالم للأندية التي ستُقام في الولايات المتحدة كفرصة مثالية لألونسو كي يضع بصمته مبكرًا ويقدم أوراق اعتماده أمام الجماهير.

ريال مدريد سيخوض منافسات البطولة بصفته بطل دوري أبطال أوروبا السابق، ويواجه في مجموعته فرقًا مثل الهلال السعودي، وباتشوكا المكسيكي، وريد بول سالزبورغ النمساوي.

الفوز بهذه البطولة سيكون بمثابة رسالة مبكرة من ألونسو مفادها أن ريال مدريد عاد ليحكم، وأن المشروع الجديد ليس مجرد مرحلة انتقالية بل بداية عهد جديد.

تشابي ألونسو لم يكن يومًا مدربا عاديا، ومهمته في ريال مدريد لن تكون سهلة، لكن إن استطاع أن يطبق ما فعله في ليفركوزن، مع استغلال ما يمتلكه من تاريخ وشخصية قوية، فقد يكون هو الرجل الذي يُعيد للفريق هيبته، ويكتب فصلًا جديدًا من المجد الأبيض.

ريال مدريد يتفق مع ليفربول

توصل ريال مدريد لاتفاق مع ليفربول، يقضي بدفع مقابل مالي للسماح بمشاركة اللاعب ترينت ألكسندر أرنولد في بطولة كأس العالم للأندية.

وينتهي عقد أرنولد مع ليفربول في الشهر المقبل، وأعلن اللاعب عدم تجديد عقده مع الريدز والرحيل مجانا في الميركاتو الصيفي.

وأكدت العديد من التقارير أن ريال مدريد حصل على توقيع أرنولد، من أجل اللعب في "سانتياجو برنابيو"، بدءًا من الموسم المقبل.

ووفقًا لما أورده برنامج "الشيرنجيتو" الإسباني، سيدفع ريال مدريد 5 ملايين يورو لنادي ليفربول مقابل السماح لأرنولد بالالتحاق بالفريق والمشاركة في مونديال الأندية المقبل، ضمن صفوف الفريق الملكي.

وأشار البرنامج الإسباني إلى أن صفقة التعاقد مع ألفارو كاريراس، ظهير بنفيكا، باتت قريبة من الحسم، في ظل المفاوضات المتقدمة بين ريال مدريد والأندية الذي تملك حقوق اللاعب.

أرقام قياسية تخلد مسيرة أنشيلوتي في ريال مدريد

حقق الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني السابق لريال مدريد، أرقامًا قياسية لا تنسى في المواسم الستة التي قاد فيها الميرنجي على مرحلتين.

ومن المنتظر أن يتولى أنشيلوتي قيادة منتخب البرازيل بعد رحيله عن تدريب ريال مدريد.

وبحسب صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية، فقد تجاوز أنشيلوتي نظيره ميجيل مونيوز (14 لقبًا) ليحقق رقمًا قياسيًا بالفوز بـ15 لقبًا.

وتشمل إنجازات أنشيلوتي مع ريال مدريد، ثلاثة ألقاب لدوري أبطال أوروبا، ولقبين للدوري الإسباني، وثلاثة ألقاب في كأس العالم للأندية، وثلاثة ألقاب في كأس السوبر الأوروبي، ولقبين في كأس ملك إسبانيا، ولقبين في كأس السوبر الإسباني.

أبرز أرقام أنشيلوتي القياسية

- فاز بـ 15 لقبًا، أكثر من أي مدرب آخر في تاريخ ريال مدريد الممتد على مدار 123 عامًا.

- المدرب الأكثر فوزًا بدوري أبطال أوروبا في تاريخ المسابقة، بواقع 5 ألقاب، حقق 3 ألقاب مع ريال مدريد ولقبين مع ميلان الإيطالي، كما أنه الأكثر مشاركة بالبطولة 218 مباراة، متجاوزًا رقم السير أليكس فيرجسون البالغ 214 مباراة.

- يحمل أنشيلوتي أيضًا الرقم القياسي لأكبر عدد من الانتصارات لمدير فني في دوري أبطال أوروبا برصيد 127 مباراة متجاوزًا رقم فيرجسون البالغ 115.

- بفوزه على ريال سوسيداد، وصل إجمالي انتصارات أنشيلوتي مع ريال مدريد إلى 250 مباراة، بنسبة نجاح 70%.

- المدرب الأكثر تتويجا بكأس السوبر الأوروبي في تاريخ النادي بثلاثة ألقاب، وفي كأس السوبر الإسباني تفوق على رقم زيدان وبينهاكر برصيد لقبين، بينما كانت الليجا هي البطولة التي فشل فيها في الوصول إلى سقف ريال مدريد، إذ حقق لقبين من أصل ستة.

- أول مدرب لريال مدريد يصل إلى نصف نهائي كأس ملك إسبانيا ثلاث مرات (2013-14، 2022-23 و2024-25) بعد ليو بينهاكر أربع مرات، منذ أكثر من 30 عامًا.

- ثاني مدرب يصل إلى 300 مباراة مع ريال مدريد، بعد ميجيل مونيوز الذي درب للفريق في 605 مباريات.

51 ضربة تعكر صفو موسم ريال مدريد

أنهى ريال مدريد موسمه في الدوري الإسباني 2024-2025، يوم السبت، دون تتويج بلقب كبير حتى الآن، بعد موسم طغت عليه الإصابات بشكل لافت.

ووفقًا لصحيفة "آس" الإسبانية، عانى ريال مدريد من 51 إصابة، بينها اثنتان خطيرتان للاعبين داني كارفاخال وإيدير ميليتاو، بالإضافة إلى 3 حالات غياب بسبب الإصابة بفيروس.

وأشارت إلى أن معظم لاعبي الفريق تعرضوا لمشكلات بدنية خلال الموسم، باستثناء لوكا مودريتش وأردا غولر.

ويُذكر أن النجم الكرواتي مودريتش، البالغ من العمر 39 عامًا، خاض موسمه الأخير مع الفريق وودّع جماهير سانتياغو برنابيو يوم السبت، بعدما شارك في 57 مباراة بمجموع 2801 دقيقة، وهو أعلى رقم في مسيرته مع ريال مدريد.

وغاب مودريتش عن مباراة واحدة فقط طوال الموسم، أمام ريال مايوركا يوم 9 كانون الثاني، بسبب فيروس، وهي الحالة ذاتها التي عانى منها كل من رودريجو ولونين مرة واحدة أيضًا.

أما اللاعب الأكثر تعرضًا للإصابات هذا الموسم فكان خيسوس فاييخو، الذي عانى من 4 إصابات عضلية، رغم كونه من العناصر الأقل اعتمادًا من المدرب كارلو أنشيلوتي. بينما سُجلت 3 إصابات لدى عناصر أساسية مثل فينيسيوس جونيور، تيبو كورتوا، فيرلان ميندي وإدواردو كامافينغا.

وكانت أخطر إصابتين من نصيب داني كارفاخال وإيدير ميليتاو، اللذين تعرضا لتمزق في الرباط الصليبي الأمامي للركبة اليمنى، وهي الإصابة الثانية من هذا النوع التي يعاني منها المدافع البرازيلي، بعد إصابة مماثلة في الركبة اليسرى عام 2023.

ووصل إجمالي الإصابات إلى 51 إصابة، بينها 37 عضلية، في موسم تطلب مجهودا بدنيا هائلًا بفعل ضغط المباريات.

ورغم نهاية الليغا، لا تعرف روزنامة ريال مدريد الراحة، مع استمرار المنافسات الدولية واستعداد الفريق لخوض النسخة الجديدة من كأس العالم للأندية، التي توفر جوائز مالية ضخمة ويضع عليها النادي آمالًا كبيرة.

وسيشارك ريال مدريد في البطولة بقيادة مدربه الجديد تشابي ألونسو، بينما لا يزال يعاني من غياب 9 لاعبين بسبب الإصابة، هم: إبراهيم دياز، إندريك، رودريغو جويس، ديفيد ألابا، فيرلاند ميندي، أنطونيو روديغر، إدواردو كامافينغا، إيدير ميليتاو وداني كارفاخال.

ويأمل الجهاز الطبي في استعادة خدمات دياز، رودريغو، ألابا وروديغر قبل انطلاق البطولة، لكن الأمر يبقى مرهونا بتطور حالتهم البدنية.

الأكثر قراءة

لمن قال مسؤول عربي... اذبحوهم؟؟