اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

انطلقت امس في العاصمة الماليزية كوالالمبور القمة الـ 46 لرابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) بمشاركة قادة دول المنظمة العشر، باستثناء ميانمار التي قيدت مشاركتها بعد الانقلاب العسكري عام 2021.

وتركز القمة على التعاون والتكامل الاقتصادي وتعزيز التواصل بين دول الرابطة، كما ستسعى الرابطة إلى زيادة الضغط على المجلس العسكري في ميانمار، وتسوية القضايا العالقة بشأن طلب انضمام تيمور الشرقية إلى التكتل، ومن المنتظر التوقيع على إعلان كوالالمبور الذي ينص على رؤية دول "آسيان" لعام 2045 .

وفي كلمته الافتتاحية أمام القمة قال رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم "يشهد النظام الجيوسياسي تحولًا، ويتعرض النظام التجاري العالمي لمزيد من الضغوط، مع فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية أحادية الجانب مؤخرا وتعود الحمائية إلى الواجهة، ونحن نشهد تفكك التعددية في أوجها".

وأضاف رئيس الوزراء الماليزي أن دول جنوب شرق آسيا "ستشكل جبهة موحدة لمواجهة التحديات، بما في ذلك الرياح الاقتصادية المعاكسة الناجمة عن الرسوم الجمركية الأميركية والحرب الأهلية المستمرة منذ 4 سنوات في ميانمار".

وأضاف إبراهيم أنه يسعى إلى عقد اجتماع موحد للكتلة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمناقشة الرسوم الجمركية، ويأمل المسؤولون عقده في وقت لاحق من هذا العام.

وقال إبراهيم الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة رابطة آسيان "لطالما اعتمد سلامنا واستقرارنا وازدهارنا على نظام دولي منفتح وشامل وقائم على القواعد، لكن هذه الأسس تتفكك الآن تحت وطأة الإجراءات التعسفية".

الصين والخليج

واعتبر إبراهيم رابطة آسيان التي "وافقت على تجنب الإجراءات الانتقامية، شكلت فريق عمل لتنسيق الرد على الرسوم الجمركية الأميركية بالتوازي مع المفاوضات الثنائية بين بعض الدول الأعضاء.

وقال رئيس الوزراء الماليزي إن اجتماع قادة الرابطة غدا الثلاثاء مع رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ ومجلس التعاون الخليجي، وهو أول اجتماع ثلاثي من نوعه، من شأنه "أن يُحفّز تعاونا جديدا يُسهم في تعزيز اقتصاد رابطة آسيان".

وأضاف أنور أن قادة الرابطة سيطلقون في وقت لاحق من اليوم الاثنين رؤية جديدة مدتها 20 عاما لتعميق تكاملهم الاقتصادي والاجتماعي.

وقال محللون إن الصين، الشريك التجاري الأكبر للرابطة، تريد توسيع نفوذها من خلال تقديم نفسها كحليف موثوق في المنطقة، لكن التوترات لا تزال قائمة بسبب موقف بكين في بحر جنوب الصين المتنازع عليه، الذي أدى إلى اشتباكات متكررة، لا سيما مع الفلبين.

من جهته، قال الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن خلال القمة إن "مدونة قواعد السلوك التي تتفاوض عليها رابطة دول جنوب شرق آسيا والصين لتنظيم الممر البحري المزدحم يجب أن تكون مُلزمة وهي أحد العوامل التي أعاقت المحادثات".

وقال "نؤكد على الحاجة الملحة لتسريع اعتماد مدونة سلوك ملزمة قانونا في بحر جنوب الصين لحماية الحقوق البحرية وتعزيز الاستقرار ومنع سوء التقدير في البحر".

ميانمار الغائبة

وفيما يتعلق بأزمة ميانمار، قال أنور إن ماليزيا تمكنت من "إحراز تقدم ملحوظ" بعد تشكيل مجموعة استشارية غير رسمية برئاسة الزعيم التايلاندي السابق تاكسين شيناواترا. وكان أنور قد التقى الشهر الماضي بقائد الجيش الميانماري، الجنرال مينغ أونغ هلاينغ في بانكوك، وأجرى محادثات افتراضية مع حكومة الوحدة الوطنية المعارضة.

وصرح أنور إبراهيم بأنه يجري التخطيط لمزيد من التفاعل في ميانمار، وأضاف "التفاعل الهادئ مهم. قد تكون الخطوات صغيرة، وقد يكون الجسر هشًا، ولكن كما يُقال: في مسائل السلام حتى الجسر الهش خير من فجوة تتسع".

وقال مسؤولون إن التركيز الحالي على إيصال المساعدات في أعقاب زلزال مارس/آذار الماضي الذي أودى بحياة 3700 شخص قد يُمهد الطريق في نهاية المطاف لمحادثات السلام.

غير أن المنتقدين يتهمون الجيش بانتهاك وقف إطلاق النار المعلن من جانب واحد بشنه عشرات الغارات الجوية، ومنع وصول المساعدات بحرية إلى المناطق غير الخاضعة لسيطرته.

وتمثل حرب ميانمار، التي أودت بحياة الآلاف وشردت الملايين، تحديا لرابطة آسيان منذ فرار اللاجئين عبر الحدود إلى الدول المجاورة، كما شهدت المنطقة تزايدا في الجرائم العابرة للحدود والجرائم الإلكترونية.

ولم يُحرز التكتل تقدمًا يُذكر بعد رفض جيش ميانمار الالتزام بخطته للسلام، بما في ذلك وقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية والمفاوضات.

وقال توماس دانيال من معهد الدراسات الإستراتيجية والدولية في ماليزيا إن رابطة آسيان لا تملك نفوذا حقيقيا للدفع نحو المصالحة. وأفادت تقارير بأن جيش ميانمار فقد السيطرة على جزء كبير من البلاد، مما يزيد الوضع صعوبة.

وأضاف دانيال "الظروف على الأرض صعبة للغاية. لا أعتقد أننا وصلنا إلى مرحلة يُمكن فيها لآسيان تسهيل أي نوع من الحوار السياسي بين الأطراف المتنازعة. إنهم ليسوا مستعدين لذلك بعد".

الأكثر قراءة

قبل المخيمات: العيون العربية على سلاح حزب الله هل يُشعل نتنياهو المنطقة لعرقلة الاتفاق الأميركي ــ الإيراني و«الدولة الفلسطينية»؟