وداعًا لانهيار الشبكة؟ "ستارلينك" تدخل لبنان... والانترنت على موعد مع ثورة!

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بقلم: فريق الديار

بعد سنوات من المعاناة مع بطء الإنترنت، الانقطاعات المتكررة، ورداءة الخدمة، يبدو أن لبنان يقف اليوم على أعتاب نقلة نوعية في قطاع الاتصالات، مع اقتراب دخول شركة "ستارلينك" التابعة لإيلون ماسك السوق اللبنانية بشكل رسمي.

 ما هي "ستارلينك"؟ ولماذا الآن في لبنان؟

"ستارلينك" هي خدمة إنترنت فضائي توفرها شركة "سبيس إكس" الأميركية، وتعتمد على آلاف الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض لتوفير اتصال سريع ومستقر بالإنترنت حتى في المناطق النائية والصعبة الوصول. في لبنان، البلد الذي يعاني من بنية تحتية مهترئة وكهرباء متقطعة، تبرز "ستارلينك" كحلٍّ محتمل لتجاوز قيود الشبكات الأرضية.

وبحسب ما نشر في الوكالات الاخبارية، فإن "ستارلينك" أنجزت معظم الإجراءات الإدارية والقانونية المطلوبة، ومن المتوقع أن يصدر القرار النهائي لإطلاق الخدمة رسميًا قبل نهاية حزيران 2025، بعد عرض الملف على مجلس الوزراء.

 كيف سيتأثر الإنترنت في لبنان من حيث الجودة؟

دخول "ستارلينك" قد يغيّر قواعد اللعبة:

السرعة: تقدم "ستارلينك" سرعات تتراوح بين 50 و250 ميغابت في الثانية، وهي أضعاف السرعات المتاحة حالياً عبر شبكات Ogero والإنترنت المحلي.

الاستقرار: بفضل الأقمار الصناعية، لن يكون المستخدمون مرتهنين للبنى التحتية المتهالكة أو انقطاع الكهرباء المحلي.

التغطية: ستتوفر الخدمة حتى في المناطق الجبلية والنائية غير المخدّمة حالياً.

 الأسعار: بين الطموح والقدرة الشرائية

تشير التقديرات الأولية إلى أن كلفة الاشتراك الشهري لخدمة "ستارلينك" في لبنان ستكون بحدود 100 دولار أميركي، وهو رقم لا يزال مرتفعاً مقارنةً بمعدل الدخل المحلي. ومع ذلك، يرى مراقبون أن هذه الكلفة قد تصبح مبرّرة لبعض القطاعات مثل:

المؤسسات التعليمية والجامعية

المراكز الصحية

الشركات الإعلامية والتقنية

الأفراد في المناطق المحرومة من الإنترنت الأرضي

فرص وتحديات

الفرص:

جذب استثمارات أجنبية في قطاع الاتصالات.

تأمين إنترنت طارئ أثناء الكوارث والانقطاعات.

تنشيط قطاعات التعليم عن بُعد، الريادة الرقمية، والتجارة الإلكترونية.

التحديات:

احتكار السوق من قبل الشركات المحلية ورفضها للمنافسة.

غياب تنظيم واضح يضمن حقوق المستهلك.

التكلفة المرتفعة نسبياً في ظل الأوضاع الاقتصادية.

 ماذا بعد؟

الكرة باتت في ملعب الحكومة اللبنانية التي يُنتظر منها الإسراع في إصدار القرار الرسمي، بالتوازي مع وضع إطار تنظيمي يحمي حقوق المستخدمين ويمنع الاحتكار، مع مراقبة الأسعار وضمان العدالة الرقمية.

في بلدٍ يبحث عن الأمل في كل شبر، قد تمثل "ستارلينك" بوابة الخروج من عزلة رقمية فرضتها البنى التحتية والسياسات الخاطئة، لكن نجاح التجربة سيعتمد على حسن الإدارة، وتوفير الخدمة بأسعار عادلة، ودعم الابتكار المحلي بدل مواجهته.