تعتبر لعبة كرة اليد من الرياضات الجماعية الممتعة والشيقة، وفي لبنان لها انتشار جيد في الجامعات والمدارس على صعيد الشباب فماذا عن الشابات؟.. وفي هذا الاطار كان للديار لقاء مع لاعبة فريق الجامعة الأميركية سيلينا الحلو.
تقول الحلو في البداية: "عمري 19 سنة وأتابع دراستي في اختصاص "الهندسة المدنية والبيئية" في الجامعة الأميركية في بيروت (AUB)، وأدرس حاليًا في الفصل الصيفي متجهة إلى السنة الثالثة. بدأت رحلتي مع كرة اليد في الصف السابع في مدرسة "شانفيل للأخوة المريميين"، بعد تجربة رياضات أخرى مثل الجمباز وكرة القدم. ما جذبني فعلاً هو روح الفريق: التواصل، الثقة، والتناسق بين اللاعبات. أحب أن ألعب كرة اليد لأنها تمنحني طاقة إيجابية وشعورًا بالانتماء.. كما أنني تدربت على اللعب في عدة مراكز، منها الوسط، والظهير الأيسر والجناح الأيمن، مما منحني مرونة أكبر داخل الفريق وفهمًا أعمق لدينامية اللعب الجماعي".
تعتبر سيلينا كرة اليد رياضة سريعة وديناميكية، تتطلب تركيزًا عاليًا، واتخاذ قرارات وردود فعل سريعة، بالإضافة إلى القدرة على قراءة تحركات الخصم – وهي مهارات اكتشفت لاحقًا أنها تفيدها كثيرًا حتى في حياتها اليومية خارج الملعب.
وعن أبرز المشاركات والمحطات في مسيرتها الرياضية تضيف: "من أبرز المحطات في مسيرتي خلال السنوات الماضية كان فوزي مع فريقي بالمركز الأول في بطولة المدارس للصفوف الثانوية، وهو إنجاز شكّل نقطة انطلاق حقيقية لشغفي بهذه الرياضة. وفي الفترة نفسها، نلت تكريمًا خاصًا من مدرّبي الذي منحني جائزة "الأكثر تطورًا"، وكانت لحظة مؤثرة بالنسبة لي، منحتني دافعًا قويًا للاستمرار في تطوير مهاراتي وتعزيز ثقتي بنفسي كلاعبة. أما على صعيد الجامعة، فقد تمكّنا هذا العام، نحن فريق كرة اليد للفتيات في الجامعة الأميركية، من إحراز المركز الثالث في بطولة الجامعات، وهو إنجاز أفتخر به كثيرًا وأعتبره خطوة مهمة في مسيرتي الرياضية. كل واحدة من هذه المحطات أسهمت في تشكيل تجربتي، وتعزيز التزامي تجاه رياضة كرة اليد التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من هويتي".
تواصل: "أشعر أن كرة اليد للفتيات في لبنان لا تحظى بالتقدير الكافي، فهي رياضة قليلة الانتشار وغير مدعومة. هناك عدد قليل جدًا من المدارس والجامعات التي تمتلك فرق كرة يد للفتيات، وهذا يعكس قلة الفرص المتاحة للاعبات الشابات لتطوير مهاراتهن والمشاركة على مستوى تنافسي.أجد هذا الأمر محزنًا، خاصة أنني كثيرًا ما أجد نفسي مضطرة لشرح ماهية كرة اليد للعديد من الناس، لأن الكثيرين لم يسمعوا عن هذه الرياضة من قبل. أعتقد أن هناك حاجة لزيادة الدعم لكرة اليد للفتيات في لبنان، فهي رياضة رائعة تجمع بين القوة والسرعة والتكتيك، وتستحق أن تُمنح فرصتها للانتشار، ولتمكين الفتيات من إبراز قدراتهن والمساهمة في تعزيز صورة المرأة الرياضية".
تتابع الحلو: "خلال سنوات دراستي في المدرسة الثانوية، لعبتُ مع فريق مدرسة "شانفيل للأخوة المريميين"، حيث كانت بدايتي الحقيقية مع كرة اليد. ومنذ سنتين، وأنا ألعب مع فريق الفتيات في الجامعة الأميركية في بيروت، حيث أواصل تطوير مهاراتي والمشاركة في البطولات الجامعية. أجمل ذكرياتي مع كرة اليد ترتبط بالتدريبات التي تجمعني بصديقاتي في الفريق، حيث نشكل روابط قوية ونتشارك لحظات لا تُنسى. الفوز بالمباريات والاحتفال معًا بعد كل انتصار دائمًا يكون له طعم خاص ومميز. كما أن دعم عائلتي وأصدقائي المقربين في كل مباراة يشكل لي مصدر قوة وتشجيع كبير، وهذا الدعم يعزز حماسي ويحفزني على تقديم أفضل ما لدي في كل مرة ألعب فيها. ولا يمكنني أن أنسى دور المدرب الذي كان دائمًا داعمًا ومصدر إلهام لنا جميعًا".
مفتاح النجاح والتقدم
وحول نصيحتها للاعبات كرة اليد في لبنان تقول: "نصيحتي للاعبات كرة اليد في لبنان أن يحافظن على شغفهن والتزامهن باللعبة، حتى في ظل قلة التقدير والدعم أو مواجهة الخسارة. إن بناء علاقات متينة وقوية مع أعضاء الفريق والاستمتاع بكل لحظة في هذه الرحلة لا يقل أهمية عن الفوز. وأؤكد على ضرورة تقدير قيمة العمل الجاد والمثابرة، فهما المفتاح الحقيقي للنجاح والتقدم، سواء داخل الملعب أو خارجه. لو لم أكن لاعبة كرة يد، فمن المحتمل أن أعود لممارسة الجمباز، أو أجرّب الكرة الطائرة لأخوض تجربة جديدة ومختلفة".
تختم: "إلى جانب كرة اليد، أحب الغناء وأشارك في فرقة موسيقية. كما أستمتع بالعزف على البيانو، والرسم. هذه الهوايات تشعرني بالفرح والطاقة الإيجابية والتعبير عن نفسي بطريقة مختلفة خارج إطار الرياضة. في الختام، شكّلت كرة اليد جزءًا مهمًا من حياتي، حيث علّمتني قيمة العمل الجماعي والثقة المتبادلة بين اللاعبات، وأكسبتني روح المثابرة والتعلق بالشغف. لم تكن مجرد رياضة، بل كانت رحلة مليئة بالتحديات واللحظات المميزة التي أعتز بها، سواء في المنافسات المدرسية أو الجامعية. كما كانت كرة اليد طريقًا لحياة صحية ونشيطة، ساعدتني على تحقيق توازن أفضل في نمط حياتي. كل تدريب وكل مباراة شكّلا فرصة للتطور الشخصي، وبناء الروح الرياضية، وزيادة الثقة بالنفس. والأهم من ذلك، أنها منحتني فرصة لإثبات قدرة الفتيات على النجاح والتميّز في المجال الرياضي".
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
12:39
بلومبرغ عن مصادر: الاتحاد الأوروبي يسعى لشراكة مع كندا في صندوق بقيمة 150 مليار يورو لتطوير صناعات الدفاع
-
12:36
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيجري تقييما شاملا للعقود الحكومية الحالية مع رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك والدعم المالي المُقدم لشركاته.
-
12:23
مدير الإغاثة الطبية في غزة للجزيرة: كل مستشفيات الشمال بين ما هو مدمر بشكل كامل أو متضرر بشكل كبير
-
12:22
مدير الإغاثة الطبية في غزة للجزيرة: على المنظمات الدولية العمل من أجل إدخال المستلزمات الطبية والأدوية للقطاع
-
12:19
حريق كبير يلتهم حقل قمح على طريق مستشفى رياق والدفاع المدني يعمل على اخماده
-
12:18
وزير المالية الأوكراني لبلومبرغ: صفقة المعادن مع واشنطن ممتازة وتخلق فرص استثمار وتوقيعها أزال عقبات كثيرة
