قبل أسابيع معدودة من التجديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، ورغم الضغوطات الخارجية والداخلية، يرتفع منسوب "شدّ الحبال" حول الدور الذي تضطلع به هذه القوات وصلاحياتها المتّفق عليها، لا سيّما بعد الإشكالات الحاصلة مع الأهالي في الجنوب... ومما لا شك فيه أن عملية التجديد هذا العام تختلف عن سابقاتها، كونها تأتي في مرحلة بالغة الدقة، خصوصا بعد الحرب الضروس التي حصلت وأدّت إلى ما أدّت إليه من نتائج.
وفي هذا السياق، يقول السفير رياض طبارة لـ "الديار" أن "التباينات والخلافات بين لبنان الرسمي وبين حزب الله، كما بين الحزب واليونيفيل والمجتمع الدولي، تتركّز حول إذا كان يحق لقوات الطوارئ أن تقوم بدوريات في الجنوب من دون مشاركة الجيش اللبناني، وهذا من ضمن المهام التي كان قد تم إدخالها على قرار التمديد لليونيفيل، وهو ما عارضه حزب الله منذ عامين".
ويعرب عن اعتقاده "أن الحزب لا يريد أن لا يتم التجديد لقوات الطوارئ في الجنوب، ولكنه يريد أن تحصل عملية نزع السلاح جنوب الليطاني بإشراف الجيش اللبناني، وهذه هي المشكلة اليوم، وهذا هو سبب تعرّض دوريات اليونيفيل المنفردة ومن دون الجيش اللبناني، لاعتراضات من جانب الأهالي. وبالتالي، فإن حزب الله يريد بقاء اليونيفيل، ولكن في الوقت نفسه يريد تعديل هذه المهمة التي نص عليها قرار التمديد الذي رفضه الحزب منذ عامين، والذي تقوم به قوات اليونيفيل اليوم".
وعن هذه المهام، يقول إن "التجديد مشروط هذا العام بعدم إعطاء اليونيفيل الحق في التجوّل من دون التنسيق مع الجيش، وهذه هي حدود اعتراض الحزب، وإن كان موقف حزب الله من اليونيفيل غامضا، ويحمل الكثير من الضبابية والالتباس، مع العلم أنني لا أرى أن مغادرتها الجنوب ستكون لمصلحة الحزب".
وعن الموقف "الإسرائيلي"، يؤكد أنها "تريد إلغاء وجود اليونيفيل في الجنوب، ولكن من المستحيل أن تكون هذه النيات الإسرائيلية تتقاطع مع ما يريده الحزب".
وعن حديث البعض عن أن الموقف الأميركي غير مشجّع للتمديد، يجد أن "الإدارة الأميركية هي التي تقرّر في مجلس الأمن، ولا يهمّها من الموضوع إلا ما تريده "إسرائيل" بشأن التجديد لليونيفيل، بمعنى أن الموقف الأميركي هو الموقف "الإسرائيلي" بكل وضوح، ولا يجب أن نفكر في غير ذلك، فلبنان مهم لواشنطن لأنه يقع على حدود "إسرائيل" وليس لأي سبب آخر، فمصلحة "إسرائيل" هي الأساس لدى الإدارة الأميركية، ولذلك فهي تفاوض إيران اليوم على برنامجها النووي والصواريخ والميليشيات الحليفة لها في المنطقة، ولم تتّضح بعد صورة هذه المفاوضات، ما يجعل من المشهد الإقليمي ضبابيا، وكذلك الوضع في جنوب لبنان".
وعن السيناريو المتوقع لجلسة التمديد لليونيفيل في مجلس الأمن، يقول إن "الولايات المتحدة لا تتأخر عن وضع الفيتو على أي قرار قد لا تراه مناسبا لها أو "لإسرائيل"، لأن ما يهمّها هو المصلحة "الإسرائيلية" ولا تهتم بالرأي العالم العالمي أو بالمواقف الدولية، لأن الأولوية لديها هي الداخل أي للفوز داخليا مع "اللوبي اليهودي"، وليس الحصول على تأييد خارجي من أي دولة، وبالتالي ليس من الضروري عدم التمديد لليونيفيل وإن كانت "إسرائيل" تريد عدم التمديد، لأن المجتمع الدولي يؤيد التمديد".
وعن انعكاسات قرار عدم التمديد، فإن طبارة يعتبر أنها "لن تكون كارثية، فهناك بعض المبالغة في الحديث عن وجودها، لأن وجود اليونيفيل لم يؤدِّ إلى أي تغيير أو تهدئة لأي تصعيد "إسرائيلي"، فهم مراقبون فقط مثل اللبنانيين، لأن لا صلاحيات لديهم بالتحرّك عسكريا، كما في قوات الطوارىء في بلدان أخرى، بل هي تقوم بإحصاء الخروقات للقرار 1701".
يتم قراءة الآن
-
ما خفي من كلام براك... فضحته "عشاواته"
-
لا حرب... ولا سلم: لبنان في حالة المراوحة القاتلة الرئيس عون يتمسك بالتوازن... جورج عبدالله في رحاب لبنان
-
راقصات الباريزيانا في السياسة اللبنانيّة
-
رسالة أمنية حازمة شمالا... وغياب للمرجعية السنية! الورقة الأميركية مذكرة استسلام ولا مهل زمنية جورج عبدالله يعود اليوم يعد 41 عاماً...
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
22:39
الرئاسة السورية: الشرع أكّد لماكرون أنّ أحداث السويداء نتيجة فوضى أمنية قادتها مجموعة خارجة عن القانون
-
22:38
الرئاسة السورية: الشرع أكد لماكرون أن الدولة ستتحمل المسؤولية الكاملة لفرض الأمن بالسويداء
-
22:35
الرئاسة السورية: اتصال هاتفي بين الشرع وماكرون أكد على إدانة التصعيد الإسرائيلي
-
22:30
الجيش الإسرائيلي: سنحدد ممرات إنسانية للمرور الآمن لقوافل المساعدات الأممية
-
22:29
وسائل إعلام إسرائيلية: "الجيش" يستعد الليلة للسيطرة على السفينة "حنظلة" المتوجهة نحو قطاع غزة
-
22:10
معلومات الجديد عن لقاء بري - سلام: كان مشحوناً لجهة الرسائل الدولية التي حملها سلام من باريس والتي تؤشر إلى أجواء سلبية يعيشها لبنان على المستوى الامني والسياسي على حد سواء
