منذ اندلاع المواجهة الواسعة، اثر الهجوم الذي شنته "اسرائيل" على ايران فجر الجمعة الماضي، تعامل المجتمع الدولي مع هذا التصعيد بقلق شديد، نظرا للتداعيات الخطيرة التي يمكن ان تنتج عنه، خصوصا اذا توسعت هذه الحرب وامتدت لفترة غير قصيرة .
ووسط هذا القلق العام، اخذت دول المنطقة تتفاعل مع الحدث الكبير بمواقف متعددة، ترسم الاجواء الاقليمية والدولية تجاهه، وتعكس توجهاتها للتعاطي مع مخاطر هذا الصراع .
ومع اندلاع شرارة هذه الحرب، وجب على لبنان من موقعه ووضعه الخاص والدقيق، ان يضع اطارا عاما للتعامل مع تطوراتها وآثارها، وان يشكل ما يوصف بشبكة أمان تحميه من مخاطرها وتحصن امنه واستقراره .
ووفقا لمصادر مطلعة فان اول عناصر هذه الشبكة برز في الموقف الرسمي اللبناني، الذي جاء على لسان رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة وبيان وزارة الخارجية، تجاه الهجوم "الاسرائيلي" على ايران. واوضحت المصادر ان موقف لبنان الرسمي جاء متناغما للغاية مع الموقف الاجمالي والعام مع المنظومة العربية، والتي عكسها بشكل واضح وبارز موقف المملكة العربية السعودية، التي استنكرت الهجوم "الاسرائيلي" وعبرت عن ذلك ببيان صريح وباتصال ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان مع الرئيس الايراني مسعود بزشكيان .
ولفتت المصادر الى ان الرئيس جوزاف عون بادر اولا لاعلان موقف لبنان، بادانة الاعتداءات الاسرائيلية على ايران "التي لم تستهدف الشعب الايراني فحسب، بل استهدفت كل الجهود الدولية التي تبذل للمحافظة على الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط والدول المجاورة"، ودعا المجتمع الدولي الى "التحرك الفاعل والسريع لعدم تمكين "اسرائيل" من تحقيق اهدافها، التي لم تعد خافية على احد، والتي تنذر في حال استمرت باخطر العواقب".
ووفقا لمصدر وزاري مطلع فان لبنان " اتخذ موقفه انطلاقا من رؤيته وقناعته تجاه ما جرى، وانسجاما مع الموقف العربي العام"، كاشفا عن ان الرئيس عون "تولى شخصيا منذ الهجوم "الاسرائيلي" على ايران دورا متقدما ومحوريا، لتجنيب لبنان اية مخاطر محتملة قد تنجم عن الحرب بين ايران و"اسرائيل"، بالتنسيق والتعاون مع الرئيسين بري وسلام" .
واضاف المصدر ان رئيس الجمهورية قام شخصيا باتصالات، شملت قيادات ومسؤولين في الدول العربية والولايات المتحدة الاميركية ودول اوروبية لا سيما فرنسا، في اطار توفير عناصر تأمين سلامة لبنان وتحييده عن مخاطر المواجهة الايرانية – "الاسرائيلية". كما وجه لقيادة الجيش بصفته ايضا القائد الاعلى للقوات المسلحة، من اجل تأمين وضمان عدم تدخل حزب الله في هذه المواجهة، وكذلك منع اي عمل امني وعسكري من اية جهة او مجموعة في هذا الاطار .
ويؤكد المصدر الوزاري ان هذا التوجه اللبناني الرسمي وما شرع القيام به الرئيس عون، سبق التحذير الاميركي الذي جرى الحديث عنه من قبل اوساط سياسية واعلامية. كما ان موقف حزب الله بعدم التدخل في الحرب، جاء بناء لقرار ذاتي آني عكسه بيانه الرسمي وموقف امينه العام الشيخ نعيم قاسم، ثم تصريح النائب حسن فضل الله .
وكشف المصدر عن استنفار رسمي، لا سيما من خلال التعاون والتواصل اليومي بين الرؤساء الثلاثة، تركز على خطوات اخرى في اطار تعزيز شبكة الامان للبنان، ومواصلة ادارة شؤون البلاد بشكل طبيعي، رغم تأثرها في بعض الجوانب بما يجري بين طهران و"تل ابيب".
ما هي عناصر شبكة الامان، وما هو اطارها العام ؟ وفقا للمعلومات من مصادر مطلعة بعد صدور موقف لبنان الرسمي تجاه الهجوم "الاسرائيلي" على ايران، وفي ظل تأمين عناصر الامن والاستقرار، تقرر ان تواصل الحكومة دورها وعملها بشكل طبيعي وعادي من دون توقف او تأخير، والتأكيد ايضا على استمرار عمل المجلس النيابي كالمعتاد، لا سيما بعد فتح الدورة الاستثنائية للمجلس .
ويلخص مصدر سياسي مطلع هذه العناصر المتفق عليها لتأمين شبكة امان لبنان وديمومة الحياة العامة فيه بالآتي :
1- تأمين وضمان استمرار عدم دخول حزب الله بالحرب بين ايران و"إسرائيل"، ومنع اي عمل امني من اية جهة يورط لبنان في المخاطر .
2- التزام لبنان بموقف المنظومة العربية .
3 - تهدئة الخطاب الداخلي، انطلاقا من تغليب مصلحة لبنان على كل الخلافات بين الاطراف السياسية تجاه ما يجري .
4- التنسيق اليومي الناشط بين الرؤساء الثلاثة في قيادة هذا التوجه، الذي يساهم في تحصين الوضع اللبناني.
5- ديمومة عمل مؤسسات الدولة، لا سيما ان لبنان في امسّ الحاجة للاستمرار بورشة العمل، التي بدأت مع انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة.
وترى المصادر في هذا المجال، ان اقرار مجلس الوزراء امس التشكيلات الديبلوماسية وبعض التعيينات، يعكس هذا التوجه والمضي في اعادة تفعيل اداء الدولة والاصلاحات التي اكد عليها البيان الوزاري للحكومة .
كما ان دعوة الرئيس بري لعقد جلسة للجان النيابية المشتركة بعد غد الخميس، واجتماع ٧ لجان نيابية مختلفة اليوم لدرس قوانين عديدة في مختلف المجالات، يعكس ايضا الحرص على الدور التشريعي للمجلس، وعدم التأثر بالتطورات الجارية على صعيد الحرب الدائرة بين ايران و"اسرائيل".
يتم قراءة الآن
-
كيف تشلّ إيران "إسرائيل"؟
-
مواجهة بلا سقف بين إيران و«إسرائيل»... وواشنطن على حافة التدخّل! سفير غربي يحذر من عمل عسكري «اسرائيلي» في الجنوب حتى الأولي برّاك بعد لودريان: لا اعذار للتاخير
-
الذين يُريدون تغيير شكل ... الله
-
المنطقة على حافة الإنفجار... ولا تطمينات أميركيّة للبنان إجراءات أمنيّة وشلل سياسي... وتضرّر كبير للسياحة ملف السلاح الفلسطيني الى «ثلاجة» الإنتظار مُجدّداً!
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
12:47
إيران تقول إنها ضبطت 127 كلغم من المواد المتفجرة في منطقة نواب في طهران
-
12:47
سفير إيران لدى الأمم المتحدة في جنيف: إيران ستقوم بقوة وبصرامة بالرد وحماية سيادتها والقانون الدولي
-
12:40
أردوغان: نبذل ما بوسعنا لوقف عدوان إسرائيل في غزة وسوريا ولبنان واليمن وإيران وسنواصل القيام بذلك بكل صبر
-
12:39
أردوغان: لإيران الحق المشروع في الدفاع عن نفسها في مواجهة العدوان الذي بدأ خلال استمرار المفاوضات النووية
-
12:35
جرى رصد عدة طائرات مسيرة والتعامل معها في جنوب غرب طهران
-
12:34
الوكالة الدولية للطاقة الذرية: تدمير مبنيين في كرج يستخدمان لتصنيع مكونات مختلفة لأجهزة الطرد المركزي
