اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تستعر المواجهة العسكرية الايرانية- "الاسرائيلية" بشكل غير متوقع، والى حد تبدو معه كل الاحتمالات واردة، ومنها انخراط الولايات المتحدة الاميركية في المعركة، خاصة في حال طالت المواجهات ، واستشعرت ان "تل ابيب" أُنهكت وباتت بحاجة لتدخل مباشر من القوة العسكرية الاميركية.

حتى الساعة عوامل التدخل الاميركي غير متوافرة، كما ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب يضعه احتمالا اخيرا على الطاولة امامه، هو الذي يأمل ان تنتهي هذه المواجهة سريعا، وتعود طهران "مكسورة" الى طاولة المفاوضات، ما يؤدي لاتفاق بشروط  "تل ابيب" وواشنطن.

ويستبعد العميد المتقاعد حسن جوني دخول الولايات المتحدة الاميركية في هذه المواجهة، "لكن اذا اردنا ان نتحدث عن خطوط حمراء اذا تم تجاوزها، فان احتمال انخراطها يصبح أكبر، يمكن الحديث عن اقتراب "اسرائيل" من الفشل في تحقيق أهدافها، التي تتركز على تدمير الملف النووي الايراني او فقدانها التفوق في هذه المواجهة، فأميركا تريد ان تبقى "اسرائيل" متفوقة، وان كان ذلك لا يعني تلقائيا هزيمة ايران، لانها لا يبدو انها ستُهزم اذ تمكنت من تحقيق توازن معين من خلال الصواريخ البالستية، التي فاجأت الجميع بقدرتها على السقوط وفشل الصواريخ الاعتراضية بمنعها".

ويشير جوني لـ"الديار" الى "سبب آخر قد يدفع واشنطن للانخراط في الحرب، وهو تدخل احدى الدول لدعم ايران في ظل الحديث عن نية مماثلة لباكستان، عندها لا شك ان الولايات المتحدة الاميركية لن تقف متفرجة وستتدخل، وان كنا نستبعد هذا السيناريو".

ويعتبر أنه "مع اتمام الحرب اسبوعها الاول، سيكون الشكل الذي ستتخذه المواجهة مستقبلا شبه نهائي، فحتى ولو طالت في ما بعد لن يكون هناك تغيير. واذا دخلت اميركا الحرب لاي سبب من الاسباب، فان لدى ايران أوراق قوة تلعبها، كاستهداف القواعد الاميركية في المنطقة، وتعطيل الملاحة في مضيق هرمز وفي باب المندب، ما يؤثر على الامن الاقليمي كما على الامن العالمي، وبخاصة بالبعد الاقتصادي وبمجال الطاقة"، لافتا الى ان "الآداء العسكري الايراني يوحي بأن طهران ذاهبة الى المواجهة الى ابعد حدود، على قاعدة ان ليس هناك ما تخسره، وبالتالي فانها ستواصل القتال وان كانت قد لا تنتصر، لكنها حققت نوعا من التوازن الاستراتيجي".

من جهته، يقول أستاذ القانون والسياسات الخارجية في باريس الدكتور محيي الدين الشحيمي لـ "الديار" ان "المنطقة اليوم تمر بمرحلة حساسة، بعد بدء المعركة الإيرانية - "الإسرائيلية"، لكننا حتى الساعة لسنا بخضم حرب إقليمية، فهي الآن بإطار "حرب في الإقليم" وليست "حرباً إقليمية شاملة"، مضيفا: "في خضم هذه الأحداث، ترى الولايات المتحدة نفسها غير معنية هجومياً بشكل مباشر، رغم دعمها اللامحدود "لإسرائيل" ووقوفها إلى جانبها، لجهة حمايتها ولجهة تقليص نفوذ إيران، سواء من ناحية قدراتها النووية أو الصاروخية، أو حتى من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، تمهيداً لإضعاف موقفها في أي مفاوضات تسوية مستقبلية تريدها ان تكون على قاعدة غالب ومغلوب".

ويشير الى ان "الولايات المتحدة لا تزال تعتبر نفسها في موقع غير مباشر من المواجهة وفي مرحلة النأي النفس، لكنها موجودة لحماية "إسرائيل"، وليس للهجوم إلى جانبها"، معتبرا ان "هذا الوضع قد يتغير إذا قامت إيران باستهداف المصالح الاميركية في المنطقة، سواء عبر مهاجمة السفارات أو القواعد او البعثات الاميركية المنتشرة في الدول العربية. ورغم أن هذا الاحتمال قائم من الناحية النظرية، إلا أن تنفيذه من قبل إيران حتى الآن لا يزال ضعيفاً جداً، إن لم يكن معدوماً بشكل اساسي، بسبب إدراك إيران أن استهداف القواعد الاميركية سيؤدي إلى دخول مباشر وشديد للولايات المتحدة في المعركة، ما يعني تداعيات خطيرة لا ترغب بها طهران ولا واشنطن حالياً، خصوصاً أن الأخيرة لا تزال تترك باب العودة إلى طاولة التفاوض مفتوحاً أمام إيران، حتى وإن كان ذلك في ظل اشتعال المعركة".


 

الأكثر قراءة

مواجهة بلا سقف بين إيران و«إسرائيل»... وواشنطن على حافة التدخّل! سفير غربي يحذر من عمل عسكري «اسرائيلي» في الجنوب حتى الأولي برّاك بعد لودريان: لا اعذار للتاخير