في ظل التصعيد غير المسبوق في المواجهة المباشرة بين إيران و "إسرائيل"، تزداد المخاوف والهواجس على المستوى اللبناني من أي تردّدات قد تكون خطرة على المشهد الداخلي، كما على الواقع العام في المنطقة الشرق أوسطية، وخصوصا أن الاتصالات والتحركات الديبلوماسية لم تصل بعد إلى مرحلة البحث في أي تراجع أو تهدئة، قد تؤدي إلى لجم التصعيد الحاصل، إلا أن الوزير السابق كريم بقرادوني يعرب عن ارتياحه بالنسبة للوضع اللبناني، مشيرا إلى "أن الحرب الحالية هي الأولى من نوعها في المنطقة"، ويقول لـ "الديار" إنه "مما لا شك فيه أن الجيش "الإسرائيلي" هو الأقوى، وهي المرة الأولى التي تحصل فيها معركة بين الجيشين الإيراني و "الإسرائيلي". إذ كان الجيش الإيراني يخوض معاركه بواسطة قوى أخرى، وبرأيي أن الإيراني عاجز عن ربح هذه المعركة مع الجيش "الإسرائيلي"، ولكن إسرائيل أيضا عاجزة عن تدمير إيران، وبشكل عام يمكن القول إنه لا حلّ عسكريًا ما بين "إسرائيل" وإيران، وأن الحلّ السياسي لا بد أن يأتي في وقت لاحق".
وعن احتمالات التدخل الأميركي في المعركة الحاصلة، يؤكد أن "دخول الجانب الأميركي في المعركة سيبدّل كل المعادلات، بحيث لن تبقى هناك أي معادلة ثابتة في وجه الأميركي، كونه قادرا على تغيير كل المعادلات في الشرق الأوسط، خصوصا بعدما سقطت معادلة حزب الله وكل القوى السياسية والعسكرية التي تدور في الفلك الإيراني. فالولايات المتحدة الأميركية هي اللاعب الوحيد في المنطقة اليوم، وبالتالي أتصوّر أن التدخل الأميركي سيحصل لاحقا، وأيضا لا بد من القول إن الأميركي دائما يتعامل مع الطرف الرابح".
وبالنسبة لتأثير المعركة الحاصلة بين "إسرائيل" وإيران في الداخل اللبناني، يقول إنه "ليس من الواضح ما هو تأثير ما يجري في لبنان، فإما يتم الفصل بين ما يحدث في المنطقة ولبنان، وإما على لبنان أن ينتظر نتائج ما سيحصل في المنطقة، وباعتقادي الشخصي أهم ما يمكن العمل عليه لبنانيا هو استعادة كل الجنوب اللبناني، وانتشار الجيش على أرض الجنوب بشكل كامل، وهذا برأيي يعني أن لبنان عاد إلى الوضعية التي كان عليها في العام 1975، أي قبل اندلاع الحرب. وعليه، أعتقد أن استعادة الجنوب وانتشار الجيش يجب أن يكون الهدف الأساسي للديبلوماسية والسياسة اللبنانية".
وإذا كنا نشهد عملية إعادة رسم خارطة المنطقة، ومن ضمنها لبنان، يؤكد عدم اقتناعه بما يجري الحديث فيه عن عمليات ترسيم حدود، "لأن الجغرافيا ثابتة وليست متحركة، وما يحصل هو ترسيم للأنظمة داخل كل جغرافيا، فتأثير ما سيحصل لن يكون في الجغرافيا، إذ من غير المتوقع أن يتم تقسيم سورية إلى ثلاث دول على سبيل المثال، أو أن يتم تقسيم العراق أو أن يتم ترحيل فلسطينيين إلى الأردن، فلعبة الحدود ثابتة، وما من جهة تعمل على تغيير الحدود، إنما العمل جارٍ على تغيير الأنظمة، وأتوقّع أن تؤدي الحرب القائمة بين "إسرائيل" وإيران إلى تغيير الأنظمة لا الجغرافيا".
وحول مستقبل الوضع المسيحي في المنطقة بعد كل ما يجري، يوضح "أن الوضع المسيحي يتوقف على المعادلة التي تقول إنه عندما يتوافق المسيحيون فيما بينهم، تتراجع كل التأثيرات الداخلية والخارجية فيهم، وعندما يختلف المسيحيون فيما بينهم تزداد التدخلات الخارجية الإقليمية والدولية في لبنان".
يتم قراءة الآن
-
ما خفي من كلام براك... فضحته "عشاواته"
-
لا حرب... ولا سلم: لبنان في حالة المراوحة القاتلة الرئيس عون يتمسك بالتوازن... جورج عبدالله في رحاب لبنان
-
راقصات الباريزيانا في السياسة اللبنانيّة
-
رسالة أمنية حازمة شمالا... وغياب للمرجعية السنية! الورقة الأميركية مذكرة استسلام ولا مهل زمنية جورج عبدالله يعود اليوم يعد 41 عاماً...
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
22:39
الرئاسة السورية: الشرع أكّد لماكرون أنّ أحداث السويداء نتيجة فوضى أمنية قادتها مجموعة خارجة عن القانون
-
22:38
الرئاسة السورية: الشرع أكد لماكرون أن الدولة ستتحمل المسؤولية الكاملة لفرض الأمن بالسويداء
-
22:35
الرئاسة السورية: اتصال هاتفي بين الشرع وماكرون أكد على إدانة التصعيد الإسرائيلي
-
22:30
الجيش الإسرائيلي: سنحدد ممرات إنسانية للمرور الآمن لقوافل المساعدات الأممية
-
22:29
وسائل إعلام إسرائيلية: "الجيش" يستعد الليلة للسيطرة على السفينة "حنظلة" المتوجهة نحو قطاع غزة
-
22:10
معلومات الجديد عن لقاء بري - سلام: كان مشحوناً لجهة الرسائل الدولية التي حملها سلام من باريس والتي تؤشر إلى أجواء سلبية يعيشها لبنان على المستوى الامني والسياسي على حد سواء
