على طريق الديار

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

مع اجتماع الترويكا الاوروبية على مستوى وزراء الخارجية، والمؤلفة من فرنسا وبريطانيا والمانيا مع وزير خارجية ايران الوزير عراقتجي، فان هذا الامر يفتح باب امل للوصول الى تفاهم حول التخصيب النووي وحتى على الصواريخ الباليستية اذا كانت النيات جيدة عند الجميع. وعلى كل حال، اوروبا اعلنت بوضوح انها لا تقبل تخصيب النووي المفضي الى حصول ايران على قنبلة نووية. والرئيس الايراني بزشكيان اعلن بصراحة ان بلاده لا تسعى الى صنع سلاح نووي. كما ان اوروبا تخشى من الصواريخ الباليستية التي يمكن ان تصل الى اراضيها. ذلك ان ايران طورت صواريخ باليستية تصل الى مدى 3500 كيلومتر، وبذلك تطال هذه الصواريخ الايرانية اي نقطة موجودة في اوروبا بكاملها وتصل الى حدود بريطانيا، وهي ابعد دولة اوروبية عن ايران. كذلك تصل الى المانيا وبطبيعة الحال تصل الى فرنسا. ويمكن لايران ان تقبل الحصول على صواريخ 1500 كيلومتر فقط لاعطاء اوروبا طمأنينة بشأن صواريخها.

الفارق كبير بين الترويكا الاوروبية واسرائيل التي تشن حربا على ايران. ان اسرائيل تعلن انه ربما بنتيجة العملية العسكرية التي تقوم بها ضد ايران سينهارالنظام الايراني، بينما اوروبا لا تقبل بخطة عسكرية لسقوط النظام، لان ذلك، كما قالت، سيؤدي الى فوضى كبرى كما حصل في العراق عند تغيير النظام واسقاط الرئيس صدام حسين.

اما الولايات المتحدة، فهي تريد اسقاط النظام الايراني، بل تريد ضرب المخطط والبرنامج النووي، كما انها ترفض الصواريخ الباليستية الايرانية. وهنالك فرق بين خطة اميركا وبين خطة اوروبا، خاصة أن الدول الهامة في اوروبا كبريطانيا والمانيا وفرنسا وبقية الدول الاوروبية تؤيد ترويكا الوزراء الفرنسيين والبريطانيين والالمان. والان كل الانظار تشخص الى نتائج اجتماع الترويكا الاوروبية مع الوزير عراقتجي. لكن ايران تشترط وقف الهجمات العسكرية الاسرائيلية والقصف الجوي عليها كي تفاوض على البرنامج النووي والصواريخ الباليستية. وهي تقول ان كل شيء بالتهديد لا يمكن ان ترضخ له الجمهورية الاسلامية الايرانية. كما ان كلام الرئيس الاميركي ترامب انه يريد ايران ان تأتي الى المفاوضات باستسلام كامل ودون شروط، هو امر مرفوض كليا من قبل ايران. وقد قال السيد خامنئي المرشد الاعلى للثورة الايرانية، ان على ترامب او غيره ان يعلموا ما هو تاريخ ايران، وان الاستسلام ليس موجودًا في القاموس الايراني.

"الديار"