اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


بكثير من الواقعية يتعامل حزب الله مع المرحلة الراهنة. فمنذ موافقته على اتفاق وقف النار في تشرين الثاني الماضي، تراه ملتزما بكل بنوده ومتعاونا لاقصى الحدود، من خلال تسليم سلاحه ومنشآته جنوبي الليطاني، بمقابل تماد "اسرائيلي" بآلاف الخروقات التي لا يزال يتعامل معها بأقصى درجات ضبط النفس.

ومع العدوان "الاسرائيلي" على ايران، واصل الحزب اعتماد الواقعية، فبقي ملتزما وقف النار لعلمه بأن اي حرب لمساندة طهران، لن يكون لها اي أثر عسكري يخدم ايران، بل بالعكس هي ستؤدي الى موجة "اسرائيلية" جديدة من القتل والتهجير والدمار في لبنان.

واعتقد كثيرون ان انخراط واشنطن في هذه الحرب من خلال ضرب المفاعل النووية الايرانية سيقلب الطاولة، وان طهران ستطالب حلفاءها في المنطقة بمؤازرتها، لكن ذلك لم يحصل، وعبّر الحزب عن الكثير من الواقعية في مقاربة التطورات عبر البيان الذي أصدره الاحد. فهو وان وصف العدوان الاميركي بـ "التصعيد الخطر غير محسوب، والذي يُنذر بتوسيع دائرة الحرب ويدفع المنطقة والعالم نحو المجهول"، الا انه تحدث عن "ثقة في قدرة إيران على مواجهة هذا العدوان، وإذاقة العدو الأميركي والصهيوني مرّ الهزيمة"، متجنبا اي اشارة الى احتمال دعمها بهذه الحرب.

ويؤكد العميد المتقاعد منير شحادة ان "حزب لله لم ولن يتدخل في هذه الحرب"، ويقول لـ "الديار" ان "التطور الوحيد الذي سيدفعه الى التحرك عسكريا مجددا، هو هجوم بري "اسرائيلي" على الاراضي اللبنانية". ويضيف: "هدف نتنياهو كان ولا يزال جر ايران واميركا الى حرب اقليمية واسعة، ليتفرغ لابادة الفلسطينيين واقتحام لبنان وسورية برا…عندئذ فقط سيتدخل حزب الله، ولن يتمكن احد من ثنيه عن الدفاع عن الأراضي اللبنانية".

وتعتبر مصادر واسعة الاطلاع ان خروج رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ليؤكد ان لا حرب مقبلة لبنانيا، كما اعلان رئيس المجلس النيابي نبيه بري انه وبنسبة 200% لبنان لن يدخل الحرب، "لم يحصل عن عبث، انما هو نتيجة قرار واضح ونهائي لدى قيادة حزب الله بعدم الانخراط في هذه الحرب أُبلغ لكل القيادات المعنية"، مشيرة لـ"الديار" الى ان "كلام امين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم عن ان القيادة ستتصرف بما تراه مناسبا، يندرج باطار الضغوط التي كان يمارسها  محور المقاومة ككل، لثني واشنطن عن الانخراط في هذه الحرب، لكن وبعدما أقدمت على ذلك، بات على الجميع اجراء حسابات دقيقة جدا قبل اتخاذ اي موقف او اجراء، باعتبار ان المنطقة على شفير الهاوية ولا يزال هناك امكان لانتشالها".

وتضيف المصادر: "اسرائيل" لا تنتظر اصلا اي تحرك عسكري للحزب لشن حرب جديدة على لبنان، وهي تخطط لا شك لسيناريو مماثل عندما ترى الظروف مناسبة لذلك... من هنا رفض قيادة الحزب اي تداول بمصير السلاح شمالي الليطاني، حتى اتضاح المشهد الكلي في المنطقة".





الأكثر قراءة

بشرى سارة من مصرف الاسكان : القرض بات ١٠٠ الف دولار لشراء السكن و١٠٠ الف للبناء و٥٠ الف للترميم حبيب للديار :هدفنا وقف نزف هجرة الشباب ولا وساطات بل منصة تقبل الطلبات