الفارون من طاحونة القتل في الساحل السوري الى لبنان، يعيشون المعاناة بوجهيها: الاولى فرارهم من مناطقهم وما أحاط بهذا الفرار من مآس، والوجه الثاني حلولهم في لبنان وسط ظروف صعبة للغاية، ابرزها غياب منظمة الامم المتحدة عنهم بشكل كلي، وحصارهم في اماكن تواجدهم، وشبه استحالة حصولهم على اقامات، او جوازات سفر من سفارتهم في بيروت، لفقدانهم الاوراق الثبوتية التي تركوها في منازلهم التي تعرضت للنهب والسلب والحريق ..
هكذا يصف عدد من النازحين السوريين اوضاعهم المأساوية، والمعاناة الناجمة عن تجاهل المنظمات الدولية لهم، وعدم تعامل هذه المنظمات مع قضيتهم على غرار تعاملها مع النازحين السابقين، منذ اندلاع الازمة السورية العام 2011.
تساؤلات عديدة يطرحها النازحون السوريون الفارون من جحيم الخطف والقتل المتواصل- حسب وصفهم وشرحهم الذي يطول - ابرزها ان لجوءهم الى لبنان ( عكار وطرابلس والكورة وزغرتا وبيروت وجبل لبنان وبعلبك الهرمل)، كان خيارا اوحد لا ثان له، كونه البلد الذي يحتضن المقهورين المظلومين، والدولة فيه رسمت لها خطا انسانيا مميزا في التعامل مع اية حالة نزوح ولجوء ..
غير ان لهؤلاء النازحين مطالب واسئلة ينتظرون الاجوبة عليها، بحيث تعمل اجهزة الدولة على ايجاد الحلول لاكثر من ستين ألف نازح، والرقم الى تصاعد يومي، حيث لم تتوقف يوميات النزوح من سورية الى لبنان.
الناطق باسم مكتب رئيس المجلس الاسلامي العلوي في لبنان الشيخ أحمد عاصي اوضح لـ "الديار"، ان النازحين السوريين الجدد حتى الآن "لم يتم الاعتراف بهم كلاجئين في لبنان، ويقع اللوم فيه على منظمة الإمم المتحدة التي لا نعرف لماذا لم تبادر الى تسجيلهم ومنحهم الحماية ، تماما كما فعلت مع النازحين السابقين عام ٢٠١١ ".
ويشير الى ان " الامن العام يعالج كل حالة من حالات النازحين الجدد بشكل فردي ويتخذ القرار المناسب وفق كل حالة ، وادارة الامن العام اللبناني تنظر بعين الانسانية الى حالة المسلمين العلويين الهاربين من القتل في بلادهم، ولكن يقول الشيخ عاصي "فوجئنا في الفترة الاخيرة ان هناك بعض الحالات سيتم ترحيلها والامور قيد المتابعة".
وحول تجول النازحين ، قال انهم لا يستطيعون التجول في الاراضي اللبنانية، لان وجودهم غير شرعي الى الآن ، وذلك عائد لتقاعس منظمة الامم المتحدة عن تسجيلهم حتى اليوم".
وعن دور المجلس الاسلامي العلوي في حل قضية النازحين لجهة الاقامات، والحصول على جوازات سفر وغيرها من المشاكل ، يوضح ان المجلس الاسلامي العلوي يعمل " على احتواء واعانة اللاجئين بما تيسر لديه من امكانيات ، وبناء على توجيهات سماحة رئيس المجلس الشيخ علي قدور نقوم بالتواصل مع الجهات المختصة في الدولة اللبنانية والمنظمات الدولية، من اجل تشريع وجودهم على الاراضي اللبنانية كلاجئين ".
ويؤكد "ان الحل الاول هو ان يستتب الامن والامان في بلادهم حتى يتمكنوا من الرجوع ، ولكن للأسف حتى الآن لا تزال اعمال القتل والخطف جارية حتى هذه اللحظة . والحل الثاني هو تسجيلهم كلاجئين في منظمة الامم المتحدة، ومنحهم الحماية والرعاية الدولية على المستويات الصحية والتربوية و الامنية".
يتم قراءة الآن
-
معالم الردّ على ورقة برّاك تتبلور... وحزب الله سلّم موقفه إجهاض مُحاصرة «الثنائي» انتخابياً... والمواجهة مفتوحة الأمن العام فكّك خليّة لتنظيم «داعش» تتعاون مع «الموساد»؟!
-
الهجوم على مدرسة» شارل ديغول»: هجوم على «الجسور»؟ أم لإخراج سوريا من هذا الكوكب؟
-
هل انكسرت الجرة بين "التيّار الوطني الحر" وحزب الله؟
-
"كرة ثلج" الفساد تَكبُر: وزراء جدد الى التحقيق بعد سلام
الأكثر قراءة
-
حسين السلامة بين التطبيع والتصفية: لماذا اختارت تل أبيب قصف قلب دمشق؟
-
المخرج للسلاح بالتوافق بين عون وبري وقاسم وسلام بري لصحافيين :وليد جنبلاط أقرب سياسي لي زعيم المختارة يرفض عزل حزب الله و"الدق" برئيس المجلس
-
المفتي دريان يجتمع مع الشرع السبت... ماذا على الطاولة؟ عريمط لـ "الديار": أهل السنّة في لبنان ليسوا بحاجة لحماية من أحد أياً كان!
عاجل 24/7
-
00:08
الحكمة يفوز على بيروت بنتيجة 78-77 ويتأهل إلى نهائي "ديكاتلون" بطولة لبنان لكرة السلة
-
23:37
القاضية دورا الخازن قررت توقيف رئيس مجلس إدارة كازينو لبنان رولان الخوري في ملف المقامرة الإلكترونية بتهم الفساد وتبييض الأموال
-
23:36
٤ دقائق على انتهاء المباراة بين فريق الحكمة وبيروت وتقدم للحكمة ب ٩ نقاط
-
22:13
برلماني إيراني بلجنة الأمن القومي: سنخصب اليورانيوم بقدر الحاجة ومن دون شروط
-
22:05
تمشيط بالأسلحة الرشاشة للجيش الإسرائيلي من موقع الراهب باتجاه أطراف عيتا الشعب جنوبي لبنان
-
22:04
تمشيط بالأسلحة الرشاشة للجيش الإسرائيلي من موقع الراهب باتجاه أطراف عيتا الشعب جنوبي لبنان
