اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


بانتظار عودة الموفد الأميركي توم برّاك بعد أسبوعين، لا تزال زيارته الأخيرة إلى بيروت محطّ اهتمام الطبقة السياسية، لجهة الأصداء والتأثيرات التي أرخاها الردّ اللبناني على الورقة الأميركية.

وفي هذا الإطار، إعتبر رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن الدكتور بول سالم "أن زيارة برّاك حملت مزيجًا من الكلام الإيجابي الناعم والقاسي في آن، فالإيجابي يتمثل بالمناخ المريح الذي أشاعه وبإشادته بأجوبة الرؤساء الثلاثة، وإن كان مضمونها مجهولًا، إلا أن برّاك حافظ على الجو الإيجابي، وهو قد يكون جو الرئيس ترامب تجاه لبنان، ولكن الجديد واللافت أن برّاك فتح بابين لحزب الله: الأول هو إنها المرة الأولى التي يصدر فيها موقف أميركي يعتبر الحزب حزبًا سياسيًا في لبنان وليس إرهابيا، والثاني في جوابه عندما سئل عن موقف الحزب من السلاح، فأكد أن "هذا الموقف تفاوضي وغير مستغرب ومتوقع مع بداية أي عملية تفاوضية"، وهذا الأمر يعكس تشجيعا من برّاك للحزب ليأتي إلى التفاوض، أو أنه يدلّ على أن مفاوضات تحصل وراء الكواليس وبطريقة سرّية".

ويضيف "أما الجانب القاسي في كلام برّاك، فهو أن المنطقة تسير بسرعة ولا يمكن انتظار لبنان إلا لأشهر فقط، كما أنه شدّد على ضرورة تسليم السلاح الفلسطيني أيضا، وعلى الإصلاح المالي والاقتصادي، وقد أبدى استياءه من مماطلة السلطة بالمعالجة، معتبرا أن هذه الأمور ستخرج لبنان من الفرصة التاريخية، وقال بوضوح إننا الآن مهتمون، ولكن إن لم يَقُم لبنان بالخطوات المطلوبة منه، فنحن سنفقد اهتمامنا الذي سيذهب إلى دول أخرى".

وعن مخاطر أمنية سورية على لبنان، طمأن سالم اللبنانيين إلى أن سورية لديها أولويات داخلية كثيرة، وهي لا تلتفت إلى لبنان في هذه المرحلة.

وحول العودة الثانية لبرّاك وما سيحمله في جَعبته، يقول إنه "في حال لم تنفّذ السلطة  اللبنانية ما هو مطلوب أميركيا، فإن المحطات المهمة للبنان كالتجديد لليونيفيل، خصوصا وأن إدارة ترامب غير مهتمة بتمويل الأمم المتحدة، فهذا سيعطي "إسرائيل" ضوءا أميركيا أخضر بخلو الجنوب من أي قوات دولية، وهنا يكمن الخطر، وهذه ورقة بيد واشنطن يمكنها التهديد بها، هذا بالإضافة إلى ورقة أخرى بيد أميركا بالنسبة لدعم وتمويل الجيش اللبناني، بمعنى أنه في حال لم يقم الجيش اللبناني بما عليه جنوبا، سيكون من الصعب أن يستمر الكونغرس في تمويل الجيش، وبالتالي إذا خسرنا وجود اليونيفيل وتمويل الجيش سنكون في وضع صعب داخليا، وسيزيد الخطر الإسرائيلي".

وعن احتمال تراجع الاهتمام الأميركي بلبنان، يرى إن "أميركا لن تتراجع عن مطلب سحب السلاح، وهو ليس مطلبا اميركيا فقط إنما هو مطلب "إسرائيلي" وعربي أيضا، ولكن من الممكن أن تتعب واشنطن من هذا الملف الشائك، وقد قالها برّاك صراحة بأن صبر الرئيس ترامب قصير، وهو مستعد الآن لدعم لبنان بمسار بناء الدولة والإصلاح، ولكن غياب الجدية لدى اللبنانيين سيحول دون أي دعم أميركي".

وعما يحيكه نتنياهو خلال لقاءاته ترامب في البيت الأبيض، يؤكد أن "اللقاءات لم تتناول موضوع لبنان بل تركّز على ملف غزة، علما أن ما من خلاف بين الطرفين في الملف اللبناني، لأن ترامب أرسل موفده إلى بيروت حاملا المطالب الأميركية و "الإسرائيلية"، التي وافق عليها لبنان في اتفاق وقف إطلاق النار، في حين أن "إسرائيل" في هذه الأثناء ترسل رسائل إلى لبنان تؤكد فيها أن الحرب لم تنتهِ، وأننا أمام وقف لإطلاق النار لم تلتزم به إسرائيل".

 وعن المرحلة المقبلة، يتخوّف سالم في حال لم يتم إعادة بناء الدولة ومؤسّساتها، والقيام بإجراءات إصلاحية في كل المجالات، وهذه المخاوف تتركّز على استبعاد اليونيفيل من الجنوب وعدم التجديد لها، ووقف الدعم الأميركي للجيش ومن الوضع الأمني، لأن لبنان ما زال في حرب مفتوحة مع "إسرائيل"، وإن لم تتخذ سلطاته الخطوات التي أُعلِن عنها، فإن الوضع اللبناني سيتراجع وستتصاعد ديناميات الحرب، ما يهدّد بعملية تهجير جديدة بعد أشهر معينة ، واستمرار الحرب "الإسرائيلية" على الحزب.

 

الأكثر قراءة

إنذار سعودي أخير وخطير للبنان