سامر الحلبي
يعتبر الموسم الحالي للدوري اللبناني لكرة القدم واحدا من أطول المواسم على الإطلاق، وقد توقف لنحو ثلاثة أشهر بسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان في خريف العام الماضي.
ومع هذا العدوان فقدت كل الأندية جاهزيتها وعادت لتبدأ عجلة الدوران من نقطة الصفر، وغالبية هذه الأندية تخلت عن اللاعبين الأجانب الذي قدموا مع بداية الأسبوع الأول، وترتبت في ضوء ذلك خسائر كبيرة، إضافة إلى نقص كبير في المخزون البدني وتراجع اللياقة لدى اللاعبين اللبنانيين.
وقد استحدث الاتحاد اللبناني لكرة القدم نظام السداسية من ثلاثة مراحل، وهذا الأمر جعل الدوري يطول ويستمر حتى منتصف صيف 2025، وذلك بعد اعتماد المرحلة الأولى (الذهاب) فقط وإلغاء مرحلة الإياب واعتماد تصنيفين لفرق المقدمة والفرق التي تسعى للهروب من الهبوط إلى الدرجة الثانية.
هناك من أثنى على هذا النظام واعتبره جيدا من حيث عدم إمكانية التلاعب بالنتائج وضمان متابعة دوري نظامي وشفاف يرضي كل الأطراف، والبعض الآخر امتعض وعضّ على الجرح كما يقولون واعتبر أن هذا الأمر "بدعة" لبنانية صرفة لا مكان لها في باقي دوريات العالم وعليه يجب العودة إلى النظام السابق المؤلف من مرحلتي الذهاب والإياب، وهو بالتالي يرهق اللاعبين طوال الموسم ولا يأتي بثماره خصوصا أن غالبية المباريات أو كلها يقام على ملاعب ذات أرضية عشب صناعي وهذا الأمر خطير على صحة اللاعب وإمكانية تعرضه للإصابة تبقى كبيرة ومرتفعة وقد تكلفه مسيرته المهنية والكروية في اسرع وقت ممكن.
هناك رؤساء أندية أعلنوا ابتعادهم التام عن اللعبة وعن نواديهم وجماهيرها، وتركوا المركب يسير على غير هدى لعدم تمكنهم من تحمّل الأعباء وحدهم أو أنهم وجدوا أنه لا جدوى من متابعة المسيرة على لعبة "ماتت" ووجب دفنها لأن النتائج الخارجية والقارية تساوي "صفر" منذ سنوات وسنوات في ظل الإدارة الفاشلة للاتحاد ونسوا أنهم هم أول من يتهافت في الجمعية العمومية للتصويت للاتحاد عينه.
هذا وتعاني غالبية النوادي ماليا إذ ليس هناك رعاة ثابتون وقادرون على تغطية المصاريف السنوية، وبعض الأندية تعتمد على التبرعات الفردية ورؤساء النوادي أنفسهم، وهناك تفاوت في المستوى الفني بين غالبية الفرق فنجد ان الانصار والنجمة والعهد والصفاء في كفة وباقي الفرق في كفة ثانية، وإن ظهر فريق أو فريقين ينافسان ولكن نفسهما لا يطول في مرحلة الذهاب، لذا هناك خلل فني واضح بين الأندية واللاعبين، فعندها ماذا تفيد سداسية الأوائل إذا وجدنا أن فريقين أو ثلاثة أصبحا خارج المنافسة منذ المراحل الأولى لهذه السداسية، قد تفيد الأندية التي تحاول الهروب من شبح الهبوط إلى الدرجة الثانية بشكل أكبر.
وهناك من يعزو ذلك إلى أن السداسية تعطي دفعا فنيا أكبر للاعبي المنتخب الوطني، ولكن على ملاعب ذات عشب صناعي لا جدوى منها على الاطلاق لأن اللاعب الدولي قد يرهق عضلاته أو قد يتعرض إلى اصابة بالغضروف وما شابه، ولن يستفيد إلا اذا لعب على ملاعب ذات عشب طبيعي فهو يلعب في الخارج على هذه الملاعب عندما يواجه المنتخب منتخبات قارية.
النقل التلفزيوني
ولا ننسى أن من أبرز عيوب الدوري النقل التلفزيوني الذي يتحكم بمفاصل الاتحاد من حيث اختيار التوقيت الذي يناسبه ونقل عدد أكبر من المباريات لفرق على حساب فرق أخرى، والتركيز على ملعب أو ملعبين لا أكثر دون اعطاء فرصة العدل والمساواة للملاعب والأندية الباقية، وفي غالب الأحيان يمتعض المشاهد حين يتم وقف البث لمصلحة بث حدث سياسي أو خطاب زعيم أو مسؤول.
ولا ننسى عدم وجود الإنارة الليلية الكافية في الملاعب مما يؤثر على مجريات المباريات وعندها يمكن التعديل بالبرامج، وهناك زحمة المباريات في وسط الأسبوع وهذا الأمر يجعل الجمهور يحجم عن حضورها بسبب ظروف العمل أو الدراسة.
من الحسنات الأخيرة والمتأخرة، دخول ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية على خط الخدمة، فقد تم تجهيز هذا الملعب بالعشب الطبيعي وصار اللاعبون يستمتعون باللعب عليه ووجدا أن الفارق البدني والفني قد ظهر جليّا وحبذا لو كانت كل الملاعب مجهزة بالعشب الطبيعي على غرار المدينة الرياضية.
أما على المستوى التحكيمي فعلى الرغم من دخول تقنية الفار إلا أننا شهدنا العديد من الحالات الجدلية التي لم ترض الجماهير والاداريين والمسؤولين وكانت مثار جدل كبير، فمثل هذه الأخطاء التحكيمية من شأنها أن تحّول مجريات مباراة أو حتى في سلم الترتيب.
ونلحظ ان هناك غياب "الهوية التسويقية" الواضحة لهذا الدوري فهو مهمش عربيا علما أن قنوات "بي ان سبورت" تملك الحق في نقل مباريات الدوري اللبناني فلماذا لا يتم تفعيل هذا الحق بين الاتحاد والقنوات القطرية؟.
في الختام، هناك سلبيات وإيجابيات ومن ابرز السلبيات الانقسام الجماهيري وتبادل الشتائم السياسي والمذهبي وسب رموز دينية وسياسية من على المدرجات وهنا على الاتحاد التعامل بحزم أكبر وفرض غرامات وضبط المدرجات بدلا من غرامات عشوائية في غالب الأحيان ومجحفة بحق اللاعبين والأندية.
إلى ذلك هناك هبوط كبير في اداء اللاعبين الأجانب الذي لم يدخلوا أي تحسين يذكر على اللعبة وعلى الفرق، ولم يمتعوا أو يقنعوا الجماهير، هناك تراجع مخيف في مستوى اللاعبين الذين يأتون من الخارج منذ سنوات طويلة والأجدر الاستعاضة عنهم بالناشئين اللبنانيين، لأن الأجانب لم يقدموا أو يؤخروا بل أرهقوا ميزانية الأندية بلا طائل.
يتم قراءة الآن
-
إنذار سعودي أخير وخطير للبنان
-
المخاطر تتزاحم: «إسرائيل»... أمن المخيمات... والخطر السوري؟ واشنطن تصرّ على تهميش باريس... ولا تفعيل للجنة وقف النار تفاهم «ثلاثي» على تعيينات قضائية ومالية في الحكومة اليوم
-
لبنان بين الوصاية السوريّة والوصاية "الإسرائيليّة"
-
هل سيستقبل لبنان الشيباني بعد تهديدات الشرع؟ موسم الاصطياف ينعش لبنان رغم شائعات الحرب قانون الانتخابات محور الصراعات الكبرى والجنوب محاصر بالمسيّرات
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
11:48
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: حالياً يعيش نحو مليون وربع المليون شخص في القطاع حالة جوع كارثي
-
11:48
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: يعاني 96% من سكان القطاع من مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي بينهم ما يزيد على مليون طفل
-
11:45
مكتب الإعلام الحكومي بغزة: خطر المجاعة يتفاقم والموت يهدد مئات الآلاف بينهم 650 ألف طفل وسط صمت دولي مخز.
-
11:45
مكتب الإعلام الحكومي بغزة: مليون وربع يعيشون جوعا كارثيا ويعاني 96% من السكان مستوى حادا من انعدام الأمن الغذائي.
-
11:41
الجيش الإسرائيلي: هاجمنا 250 هدفا في غزة خلال 48 ساعة
-
11:37
الرئيس السوري أحمد الشرع يتوجه إلى جمهورية أذربيجان في زيارةٍ رسمية
