غارات وتحليق دائم… طرابلس تعيش تحت تهديد المسيرّات "الإسرائيليّة"

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

منذ الغارة "الاسرائيلية"  الثلاثاء الماضي على سيارة في العيرونية، والتي ذهب ضحيتها ثلاثة شهداء و١٣ جريحا، والمسيرات الاسرائيلية لا تفارق سماء المدينة، وهي في حركة شبه يومية تحوم ليلا ونهارا كأنها في مهمة رصد وتقص وبحث عن اهداف لمقاومين.

بات مشهد المسيرات من يوميات المدينة، وسط صمت مطبق من" قادة السيادة والاستقلال"، الذين لم يدلوا حتى بكلمة واحدة حيال هذا الخرق الفاضح للسيادة والكرامة الوطنية التي لا تقتصر على الجنوب والبقاع والضاحية وحسب، وانما بات هذا الخرق يشمل مجمل المساحة اللبنانية من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال، حيث يتحدى العدو الاسرائيلي ويوحي بان يده تصل الى كل بقعة لبنانية دونما اعتراض من احد، ولم يعد اي مقاوم بمأمن من اليد الاسرائيلية.

الغارة الاسرائيلية التي استهدفت محلة العيرونية، قضت على مواطنين مدنيين لحظة تواجدهم في اشغالهم واعمالهم، ولا يكترث العدو لما تسفره اي غارة من ضحايا فالاستهداف دائما لمدنيين بحجة ملاحقة مقاومين...

العيرونية، محلة تشكل الحد الفاصل بين محلة القبة بطرابلس، وحدود الضنية العقارية، ومنذ سنوات عديدة تشهد المحلة حركة عمرانية سواء على صعيد الابنية السكنية او المحلات التجارية على انواعها ومحلات الميكانيك خاصة ان مصلحة النافعة تقع في نطاقها، اضافة الى تداخل النسيج الشعبي بين ابناء طرابلس وسكان مخيم البداوي، الملاصق للقبة امتدادا للعيرونية، التي تقيم فيها عائلات مختلطة من طرابلس والضنية ومن مخيم البداوي، ناهيك بكونها الطريق المؤدي صعودا نحو زغرتا، ونحو الضنية...

العلاقات العائلية والاجتماعية القائمة منذ سنين طويلة، بين الفلسطينيين في مخيم البداوي ومحيطه بمحلة القبة، امتدادا الى محلة العيرونية التي تحتضن منذ بدء تمددها العمراني، الكثير من العائلات الفلسطينية واللبنانية، من طرابلس ومن الضنية، ومختلف البلدات الشمالية، اضافة الى نازحين سوريين، وقضى احدهم شهيدا في الغارة من آل الحموي.

وهي منطقة آمنة سكانها لا شاغل لهم سوى رزقهم في اعمال الميكانيك والتجارة والزراعة.

فاجعة العيرونية، كانت صدمة لجميع الاوساط حيث الاستهداف وفق الرواية الاسرائيلية لمسؤول في حركة حماس خلال عبوره المنطقة، لكن القذيفة الاولى التي استهدفت السيارة اضاعت الهدف فاتبعت بقذيفة ثانية احرقت السيارة ومحيطها موقعة ثلاثة شهداء و١٣ جريحا، وفي الوقت الذي قال فيه العدو انه قضى على المقاوم المستهدف مهران مصطفى بعجور، اصدرت حماس ان المستهدف نجا باعجوبة ...

عائلات الشهداء والمشيعون، وخلال تشييع الشهيد عمر زهرة اكدوا ان دماء الشهداء ستزيد من عزيمة المقاومين وإرادتهم في مواصلة التصدي للاحتلال الإسرائيلي وجرائمه ضد الأبرياء، واعربوا عن اعتزازهم بالشهادة، ورفعت كلمات تعرب عن فخر الاهالي بمسيرة المقاومة وان من ارتقوا أطفالا وشبابا هم شهداء نالوا أسمى مراتب التضحية.

وابدى كثيرون استغرابا للصمت الرسمي حيال العدوان دون ادانة رسمية واضحة، ما يوحي بعجز حيال هذا الاعتداء المجرم الصارخ على مواطنين عزل آمنين في منازلهم وفي اعمالهم.

ولا يزال الجرحى من النساء والاطفال يتابعون العلاج في المستشفى الحكومي.

اما على صعيد المسيرات اليومية، فيتابع الاهالي بترقب حركتها مع تخوف من غارات مفاجئة في ظل غياب مقلق للدولة وخاصة غياب وزارة الخارجية التي لم تتقدم باي مساع لوقف هذا الخرق اليومي للمسيرات في سماء طرابلس والشمال.