اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تفشت مؤخرا في شوارع مدينة طرابلس، ظاهرة التسول والمشردين من اعمار مختلفة، تبدأ من سن الخمس سنوات، لتصل الى العجّز منهم.

مشاهد المتسولين والمشردين تجدها في شوارع المدينة، سواء في محلة الضم والفرز، او في ساحتي النور والتل وحديقة المنشية، او على البوليفار الممتد من البحصاص وصولا الى مفترقي عزمي والمئتين. حتى الاوتوستراد البحري الذي يصل الى البداوي، لم يخل من المشردين الاطفال ذكورا واناثا، ومن العجزة المتسولين رجالا ونساء في احوال يرثى لها، حيث يمد عجوز او عجوزة يدهما وتلاحقان السيارات وترجوان السائقين عطاء لسد رمق...

وتختلط مشاعر المواطنين بين من يجود بالقليل، وبين من يصب جام غضبه على دولة تتجاهل مواطنين في الشوارع، وبين من يعتقد انهم عناصر شبكة تسول يقودهم مستغل للطفولة فتيانا وفتيات، دون مراعاة لانسانية او لكرامة، في ابشع مظاهر الاستغلال، والهاجس الوحيد لدى المستغلين جني الاموال بابسط الطرق المهينة للكرامة، بحيث باتت شوارع طرابلس وضواحيها مستباحة من هذه الشبكات المتكاثرة، في ظل غياب الرقيب والحسيب.

تفشي هذه الظاهرة في طرابلس وانعكاساتها السلبية، دفعت بشرطة بلدية طرابلس وبقائدها ربيع حافظ الى تنظيم حملة لمكافحة هذه الظاهر، في خطوة لاقت ترحيبا وتشجيعا من كافة الاوساط الطرابلسية، مع دعوتها الى مواصلتها حماية لكرامة الانسان ولسمعة المدينة. وكشف حافظ انه جرى توقيف رأس العصابة المدعو(م.ح)، ويحمل الجنسية السورية، وتوقيف 20 طفلا وطفلة من عمر الخمس سنوات، وعشر سنوات وأحد عشر سنة، بعضهم يحمل الجنسية السورية، وبعضهم الآخر يحمل الهوية اللبنانية، وآخرين مكتومي القيد.

واوضح حافظ ان اخطر ما تم اكتشافه خلال دوريات شرطة البلدية، هو طفلة بعمر 11 سنة تمارس الدعارة في منتصف الليل وبعلم والدها غير المكترث، وهمه فقط جني المال.

واتضح، وفق ما كشفه حافظ، ان الموقوف يعمد الى " استئجار " الاطفال، رغم بشاعة كلمة الاستئجار، لكنها هي الواقع، من اهاليهم لاستغلالهم في اعمال التسول والدعارة، حيث يتم توزيع هؤلاء الاطفال في شوارع المدينة، خاصة في محلة الضم والفرز ومتفرعاته، وحيث تجمعات المقاهي والمطاعم.

ويؤكد حافظ انها ليست الحملة الاولى لمكافحة ظاهرة التسول في المدينة، فقد سبقتها حملات عديدة، وتمت مكافحة ما يقارب الـ 70 بالمئة منها، حيث يتم توقيف المتسولين والمتسولات، ويجري تسليمهم للجهات المختصة، ثم تظهر شبكات اخرى في الشوارع... ويرى ان استئصال هذه الظاهرة ومكافحتها تحتاج الى تضافر جهود كافة الجهات المختصة، لا سيما الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية والخيرية والانسانية ودور الايتام الكثيرة، حيث يناط بها رعاية المتسولين والمشردين، ومنعهم من الانتشار في الشوارع، خاصة الاناث منهم اللواتي يتعرضن لابشع انواع الاستغلال.

ويقول انه في غياب هذه الجمعيات والمؤسسة ستبقى هذه الظاهرة متفشية، رغم كل جهود المكافحة التي لا تتوقف في المدينة، ويقتضي على الجمعيات ان تكون لديها مراكز ايواء للمشردين من النساء والرجال كبار السن، وللاطفال الذين يتعرضون لابشع استغلال ينعكس سلبا على بنية المجتمع، حيث ينمو الاطفال ذكورا واناثا في بيئات موبوءة للغاية، تؤهلهم للدخول الى عالم الجريمة والمخدرات، وكل المحرمات الانسانية والاخلاقية.

الأكثر قراءة

لبنان الرسمي مُطالب بموقف حازم من تصريحات باراك جعجع: كلامه مسؤوليّة الحكومة والسلطات الرسميّة مُفاوضات غزة تترنح...حماس: وصلنا الى مرحلة صعبة