اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

سامر الحلبي


تستحوذ مباريات الرياضي والحكمة على اهمية خاصة ومميزة لدى عشاق رياضة كرة السلة في لبنان، وخصوصا في سلسلة النهائي الممتع والرائع بينهما، وهذا العام نجح الرياضي في التفوق على غريمه التقليدي وأحرز بطولة "ديكاتلون" لبنان بجدارة واستحقاق وحسم السلسة بنتيجة 4-1 ما بين المنارة وغزير.

وإذا زرت قاعة الكؤوس في المنارة لا تمل عينك ولا تفتر عن مشاهة الكؤوس والميداليات والتمتع بالنظر إليها والتفتيش عن حكاية كل منها.

ولعل أبرز ما يميز النادي الرياضي نقاط قوة عديدة تصنع الفارق دوما، وهو علامة فارقة في كرة السلة المحلية والقارية منذ سنوات وكان الفريق الأبرز قبل الحرب الأهلية وله شعبية كبيرة خصوصا في العاصمة بيروت، وسرعان ما توسعت القاعدة الجماهيرية لتشمل كل المناطق اللبنانية، وبعد عودة النشاط السلوي عقب الحرب الأهلية في التسعينات عاد الرياضي للتألق من جديد وهو خلال الحرب لم ينقطع عن نشاطه وإقامة الدورات الودية والمشاركة في دورات عربية، وقد أنجب العديد من النجوم البارزين ولا يزال بفضل أكاديمياته ومدراسه الخاصة وبحكم امتلاكه ملعبا يقع في موقع مميز بالقرب من البحر في بيروت.

ومن اسرار النجاح والاستقرار في النادي الرياضي امتلاكه ادارة تملك الكفاية والحنكة في ترتيب الأمور والتنظيم الموسمي الكامل، ووضع الخطط التي ترقى إلى طموح النادي والجماهير وهي اشبه بخلية نحل كاملة متكاملة تعمل ليل نهار ويكمل عمل البعض عمل البعض الآخر بتناغم وانسيابية سلسة، والمهم في الموضوع أن النوايا دوما سليمة وقلب الفرد على قلوب الباقين.

اسم النادي الرياضي أصبح متلازما مع البطولات والألقاب وتنظره مشاركات مشرّفة كما عودنا في البطولات العربية والاسيوية تباعا.

وسارعت الادارة بعد تتويج النادي البيروتي بلقب بطولة لبنان للرجال للمرة الثالثة على التوالي والـ 38 بتاريخه برقم قياسي، للاعلان عن تجديد عقود معظم نجوم تشكيلته التي انتزعت باللقب.

اذ جدد بطل لبنان لنجمه كريم زينون الذي كان على رادار أندية عديدة، وجاء توثيق عقده بحضور رئيس النادي مازن طبارة، الى جانب المخضرم اسماعيل احمد "سمعة" أو البلدوزر البشري الذي يبلغ من العمر 49 عاما، وعلي منصور وهايك غيوكشيان، مع التوجه بالطبع للاعلان عن تجديد عقد المدرب احمد فران، الذي تردد أنه تلقى عرضاً من نادي العلا السعودي ولكن من المؤكد أن فران سيكون قائدا للكتيبة الصفراء في الموسم المقبل.

في المقابل خسر الرياضي نجمه الكبير وصاحب الموهبة الخارقة وأفضل لاعب في آسيا وائل عرقجي الذي انتقل الى صفوف العلا السعودي رفقة زميله ثون ميكر. ليدافعا عن ألوانه في الموسم المقبل.

وبالمناسبة، فإن النادي الرياضي أحرز لقبه في بطولة لبنان بغياب النجم عرقجي وذلك لأن هذا النادي تعود أن يكون مؤسسة كاملة متكاملة لا تعتمد او تتكل على شخص، من دون التقليل من شأن النجم عرقجي معشوق جماهير المنارة الذي لو تواجد على ارض الملعب لكانت السلسلة مميزة ولها طعم خاص و"نكهة غير" ولكنه الإصابة حرمته من متعة النصر على الحكمة بالذات.

أسلحة لا تصدأ

من أبرز سمات النادي الرياضي الذي تأسس عام 1934 وهو من أقدم النوادي المحلية أن عقلية الفوز والانتصار وسحق الخصم ومباغتته هي سمة بارزة واساسية في العقيدة الصفراء.

والمقولة الشهيرة "نلعب للفوز دائما" مع احترام الخص وعدم التقليل من شأنه، وهذا ما يمنح الفريق هيبة وشخصية قوية وثقة عالية بالنفس لدى اللاعبين والجهاز الفني.

من ابرز الاسلحة التي يمتلكها الرياضي جمهو وفي كبير متعطش للفوز لا يكل ولا يمل ولا يهدأ ولا يترك الفريق اينما ذهب وخصوصا في "جحيم" المنارة، فالتشجيع المتواصل ووجود "التراس" ميزة خاصة في النادي البيروتي، وحب هذا النادي نشأ في العائلات البيروتية فتجد أن الأب والأم والأولاد يقبلون على المدرجات وهذا ما يشد من عضد النجوم واللاعبين ويدفعهم للبذل.

ولا ننسى أن إدارة الرياضي سخية مع اللاعبين في الأمور والعقود المالية، وهناك رواتب عالية جدا لغالبية اللاعبين في الصف الأول وعقود لا تقل عنها للاعبي الاحتياط والشباب وكل المميزين، كما ان الادارة تعرف كيف تقطف ثمرة النجوم في النوادي الأخرى مع الاعتماد المطلق على أكاديمية النادي وهي تخرج سنويا لاعب أو لاعبين للفريق الأول، فهذا اللاعب الشاب لا بد أن يكتسب الخبرة من الكبار وهكذا يكون المسلسل يسير بحلقات تصاعدية كل عام.

هناك جذب لافت وهام للعقود الاستثمارية وضخ الأموال من خلال الرعاة والمعلنين وهذا عنصر مالي هام ومورد لا ينقطع على مدار العام لتأمين كل المستلزمات ورواتب اللاعبين واللاعبات طبعا لأن الرياضي يملك فريقا مميزا للسيدات.

الخبرة والعين الثاقبة في استقدام اللاعبين الأجانب وخصوصا من بلاد "العم سام" الولايات المتحدة وهذا يشعل الدوري والملاعب اللبنانية ويشجع الجماهير على الاقبال لمشاهدة ابرز نجوم الدوري الاميركي لكرة السلة.

اعتماد المدرب والجهاز الفني على عناصره بشكل مميز في كافة المراكز كالارتكاز والجناح والدفاع والهجوم واذا ما امتلكت العناصر المؤهلة للقتال فسترتاح كثيرا خلا الموسم وتضحك في آخره وتظهر نواجذك.

وكما ذكرنا، الاعتماد على المدارس للصغار ومراقبة كل موهبة عن كثب وقرب وقد يبيع بعض هؤلاء النجوم للأندية الأخرى وهذا مورد دخل مادي إضافي لصناديق الرياضي.

وأخيرا، فأن النادي الرياضي اصبح معتادا على ضغط المباريات الكبيرة والحساسة والحاسمة في السلسلة النهائية لذا هو لا يواجه مصاعب جمة في التعامل معها.

ويبقى الرياضي شعلة لها ميزتها في عالم كرة السلة وايقونة الملاعب واللعبة والرياضة اللبنانية بشكل خاص صاحب بصمة تاريخية في عالم المجتمع البيروتي خصوصا واللبناني والقاري عموما. 

الأكثر قراءة

بارّاك يحذّر من حرب اهلية باتصال مع شخصية لبنانية جلسة نيابية تعمّد بقاء الحكومة...لا انسحاب لوزراء قبل ربيع الانتخابات؟ عدوان إسرائيلي على البقاعيحصد 12 شهيداً ويستهدف المدنيين