اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


محطات ضاغطة كثيرة ترخي بثقلها على الوضع الداخلي، بحيث تطرح تساؤلات عن قدرة الحكومة على اجتيازها، في ظل ظروف دقيقة تمرّ فيها المنطقة، وكان آخرها بالأمس في محافظة السويداء السورية ، التي تركت تأثيرا مباشرا في الساحة الداخلية اللبنانية.

وعليه، يقول نائب رئيس المجلس النيابي السابق إيلي الفرزلي لـ "الديار"، إن أحداث السويداء في الأيام الماضية "لا تزال غير واضحة تماماً"، إلا أنه يستنتج أن "اتفاقاً ما قد تمّ في باكو بأذربيجان، يتضمن دخول الجيش السوري إلى السويداء، على قاعدة الدخول السلمي لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، وتثبيت سلطة الدولة لا أكثر ولا أقل، وإذ بها تأخذ مناحي عسكرية قاسية. فهناك جرائم ارتكبت ضد المواطنين أدّت إلى قيامة الدروز والمجتمع الدرزي حتى في "إسرائيل"، وكلنا نعلم أهمية الدور الدرزي في البيئة العسكرية "الإسرائيلية"، والقدرة على التأثير في مسار الأمور. ويُضاف هذا إلى مخطط "إسرائيلي" قائم على أساس اعتبار السويداء نقطة  استراتيجية بالنسبة للمخطط "الإسرائيلي" المتعلّق بممر داود الذي يأخذ "إسرائيل" الى حدود التنف".

وعلى هذا الأساس، يرى الفرزلي أن "إسرائيل تدخلت بالطريقة التي تدخلت بها وذهبت إلى مراحل متقدمة ، على قاعدة عصيان التعهدات التي كانت قد وُضعت وعملت من أجل تفكيك المجتمع السوري، إلاّ أن المشايخ الدروز كانوا عقلاء بالفعل، بدلالة البيان الذي صدر وتضمن التمسك بوحدة سورية وعروبتها، وانتمائهم إلى هذه الوحدة وهذه العروبة".

ويستغرب ويسأل "أين تكمن مصلحة أحمد الشرع  في هذه الممارسة من قبل المسلحين، الذين دخلوا محافظة السويداء؟ فإذا كان يريد أن يكون رئيساً لكل سورية، وإذا كان يريد أن يوحّد المجتمع السوري، فكيف باستطاعته ان يتحقّق هذا عبر هذا الأسلوب وهذه الوسيلة، التي عبّرت عن نفسها في بلاد العلويين، وتحاول أن تعبّر عن نفسها مع الدروز، وعبّرت عن نفسها عبر تفجير الكنيسة، وأيضاً عبر مشاريع معينة تجاه الأكراد".

وإذ يتوقف الفرزلي عند هذا "التعبير"، يؤكد أن "هذا السؤال لا يزال برسم التساؤل كي أعرف الجواب، الذي لم أستطع أن أجزم بنتيجته حتى الآن".

وعن تردّدات أحداث السويداء في الشارع اللبناني، لا سيما بعد التحركات الشعبية الأخيرة، يقول إن "ما من شك أن هناك ارتباطاً بين المجتمع الدرزي في السويداء وفي لبنان وفي فلسطين، فهم من العائلات نفسها وتربطهم صلات قربى، إضافة إلى الإنتماء إلى الدين الواحد في مجتمع وفي بيئة واحدة، ومن هنا أتى الاحتجاج الذي سُجل أخيراً".

وعما إذا كان الإعتراف الدولي التي حظي به الشرع ، يمكنه أن يصنع شرعية وطنية في سوريا، يعتبر أن "شرطاً من شروط الشرعية الدولية التي أُعطيت للشرع ، هو حماية الأقليات في سورية والمنطقة والتعاطي بشكل حضاري معها، ولذلك تساءلت أين تكمن مصلحته بما حصل بالأمس"؟.

وعن المشهد الداخلي وجلسة المجلس النيابي الأخيرة وطرح الثقة بالحكومة، يشير الفرزلي إلى أن "طرح الثقة هو عمل تكتيكي من قبل جبران باسيل، ويحمل في طياته مزايدة على "القوات اللبنانية" التي تحسّب جبران باسيل أنها قد تستقيل قبل انتهاء مدة ولاية الحكومة، وهذا حساب لا يقع بموقعه الطبيعي، لأن الظروف الإقليمية والدور الإقليمي والدولي لن يسمح بمثل هكذا تطوّر، فأقدم على طرح الثقة لكي يقول للناس إنه استبق ذلك ، وطرح الثقة قبل أن يستقيل وزراء "القوات"، وفي ظنه أنهم سيكونون متأخرين ولن يستفيدوا من التأييد الشعبي".

الأكثر قراءة

ما خفي من كلام براك... فضحته "عشاواته"