لقاءات واجتماعات وردود فعل حول الأحداث في السويداء... دعوات لرفض الفتنة والتأكيد على وحدة لبنان

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

توالت أمس المواقف والاجتماعات كما الاتصالات حول الأحداث في محافظة السويداء في سوريا، حيث أكدت الكلمات الى رص الصفوف للوقوف في وجه الفتنة، والى عدم انتقال الاحداث نحو بلدنا لبنان.

رؤساء الحكومات السابقون في كليمنصو للتضامن مع جنبلاط

وفي السياق، استقبل وليد جنبلاط في كليمنصو، رؤساء الحكومات السابقين فؤاد السنيورة، تمام سلام ونجيب ميقاتي، بحضور رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" النائب تيمور جنبلاط، والنواب مروان حمادة، هادي أبو الحسن وائل أبو فاعور وفيصل الصايغ.

بعد اللقاء، قال وليد جنبلاط: "حتى الآن نتمسك بالبيان الذي صدر أمس الاول، ونُصرّ عليه بوقف إطلاق النار في السويداء، وبعد ذلك ننطلق إلى المراحل التالية."

من جهته، قال السنيورة: "جئنا لنعبر عن تضامننا ودعمنا للمواقف الوطنية التي يتخذها جنبلاط واللقاء الديمقراطي. وبالتالي، ندعو إلى رص الصفوف للوقوف في وجه الفتنة، سواء في سوريا أو لمنع امتدادها إلى لبنان. ونحن على ثقة كاملة بأن الشعب اللبناني قادر على مواجهة هذه الفتنة".

وقال سلام: "أتينا إلى هذا البيت الكريم، الذي تعوّدنا دائماً أن يتصدى لكل ما يمسّ مصلحتنا الوطنية ولبناننا العريق".

أبي المنى في رسالة الى رؤساء الدول:

نناشدكم التدخّل لإيقاف المجزرة الإنسانيّة

وجّه شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز في لبنان الشيخ سامي ابي المنى، رسالة مفتوحة إلى رؤساء وملوك الدول الراعية والمؤثرة في وضع سوريا، وإلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة ومسؤولي المنظمات الإنسانية، جاء فيها: "نُناشدكم باسم أهلنا في السويداء، باسم كل طفلٍ مذبوح، وكل أمٍّ ثكلى، وكل شيخٍ أُذلّ وأهين، وكل شابٍ أجبر على الموت، وكل بريءٍ سُرقت ممتلكاته، وكل كتابٍ ورمزٍ وعلمٍ وُضع تحت الأقدام، وكل شعرةٍ نُتفت من وجه رجل دينٍ او طاعنٍ في السن، وكل مريض عذّب أو قُتل على فراش المرض، وباسم هذا وذاك المثقف او الناشط او التاجر او الفلاح او الطالب من ابناء السويداء الذين تعطلت حياتهم وذاقوا مرارة الكراهية والتعصب والتطرف والعنف باسم الدين، مهما كانت المبررات من فعل وردة فعل وتجاذبات سياسية وسجالات اعلامية".

وتابع: "ان ما حصل لا يمكن ان يبرّر ولا يجوز أن يمرّ بدون تدخّل دولي وعقابٍ أممي، فمن عارض دخول قوى الدولة الى السويداء كان خائفاً من مثل ما حصل، وقد حصل ذلك بالفعل، ومن طالب باتفاقٍ وضماناتٍ تبيّن أنه محقّ في ظلّ ما تأكد من وجود التكفيريين والمتفلتين من كنف الدولة والانسانية، وقد أثبتوا تطرفهم وحقدهم"، مضيفا "نناشدكم التدخل لإيقاف تلك المجزرة الإنسانية بحقّ الموحدين الدروز. نناشدكم الضغط والإسراع في فك الحصار عن مئات الآلاف من أبناء السويداء وقرى المحافظة لتأمين مستلزمات الحياة لهم وعودة الاستقرار. نُناشدكم التدخل لرعاية اتفاقات وقف اطلاق النار وتثبيت التفاهمات التي تحصل بهدف ضمان امن وسلامة المجتمع ".

وكان اتصل ابي المنى بكل من وليد جنبلاط والنائب السابق طلال أرسلان، متبادلاً واياهم التعازي بالشهداء، كما تلقى إتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس النواب نبيه بري، مؤكداً "تضامنه مع أبناء الطائفة، وتنويهه بمواقف سماحته ومواقف جنبلاط لدرء الفتنة في لبنان".

وتلقى ابي المنى إتصالات تضامنية من: الرئيس العماد ميشال سليمان، رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ علي قدور، الذي أعرب عن "تضامنه مع أبناء الطائفة في لبنان وسوريا ".

ومن ابرز الشخصيات التي اتصلت او ارسلت برقيات تضامنية: الوزير السابق يوسف سلامة، مفتي زحلة والبقاع الشيخ علي الغزاوي، مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن دلّي، المطران انطوان ابو نجم، الرئيس العام للرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة الأب هادي محفوظ، ممثلون عن عدد من عشائر العرب في لبنان، مشايخ الافتاء الأئمة.

أرسلان: الحوار السبيل الوحيد لإطلاق عجلة الإنقاذ

كتب رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" طلال أرسلان عبر حسابه على منصّة "إكس": "نُرحّب بإعلان وقف إطلاق النار في سوريا، بين جميع مكوّنات الشعب السوري، لتبقى سوريا واحدة موحّدة كما كانت بوصلةً للمواقف العربية الأصيلة، متجاوزة كلّ المحن والفتن الطائفية والمذهبية"، مضيفا "الحوار هو السبيل الوحيد لإطلاق عجلة الإنقاذ بين جميع مكوّنات الشعب. نترحّم على جميع الشهداء الذين سقطوا في المواجهات الأخيرة في جبل العرب، ونقول لإخواننا في جبل العرب: يجب أن تعيشوا بأمانٍ واستقرارٍ بين مكوّنات الجبل كافّة، من دروزٍ ومسيحيين وعشائر العرب، لتبقوا البوصلة الوطنية لجميع السوريين".

وختم "ولأهل التوحيد والمعروف أقول: كنّا وسنبقى متمسّكين بهويتنا العربية الإسلامية، التي بذل أجدادكم وأجدادنا الغالي لرفع شأن هذه الأمّة، شاكرين كلّ من ساهم بالوصول إلى هذا الاتفاق ".

مُفتي حاصبيا ومرجعيون: لوأد الفتنة في مهدها

قال مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن إسماعيل دلي في بيان، "نوجّه نداءً صادقاً إلى أهلنا جميعًا في سوريا ولبنان، من أبناء الطائفة السنية وإخواننا الموحّدين من بني معروف، داعين إلى التعالي فوق الجراح، وإدراك أن ما يجمعنا من تاريخ، ووطن، وعيش مشترك، هو أقوى وأبقى من كل الفتن والنزاعات"، مضيفا "نحثّ الجميع على الحذر من الانجرار خلف أصوات الفتنة، والعمل على تفويت الفرصة على كل من يسعى إلى إذكاء الصراعات وتفكيك الأوطان، لأن ما يفرح به الأعداء هو تفرّقنا وتنازعنا، وما يحمينا هو وحدتنا. ونؤكد أن وحدة الصف والكلمة مسؤولية شرعية ووطنية وأخلاقية".

وختم: "في هذه اللحظات، نناشد الجميع ضبط النفس، والتحلي بالحكمة والصبر، والعمل على وأد الفتنة في مهدها، والاحتكام إلى صوت العقل والحوار والتلاقي، حفاظًا على النفس والأرض والوطن، وصونًا لكرامة كل إنسان من أبناء هذا الوطن".

وديع الخازن: لتحصين الساحة

الداخليّة من تداعيات حوادث السويداء

شدد الوزير السابق وديع الخازن على ضرورة تحصين الساحة الداخلية من تداعيات حوادث السويداء، وقال في بيان: "في ضوء الأحداث التي تشهدها السويداء، وإنطلاقًا من الحرص على استقرار لبنان وسلمه الأهلي، نؤكد ضرورة تحصين الساحة الداخلية من كل محاولات الفتنة والانقسام، ونبقى على قناعة راسخة أن استقرار لبنان لا يُحمى إلا بوحدة أبنائه ووعيهم الوطني"، مضيفا "نشد على يد الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي لما إتخذوه من إجراءات مسؤولة لضبط الأمن ودرء الفتنة، مؤكدين دعمنا الكامل لهم في جهودهم لحماية السلم الأهلي ومنع استدراج البلاد إلى أي مواجهات أو توترات".

وطالب الجميع قوى سياسية وروحية وإعلامية، "بالتحلي بالحكمة وضبط النفس، لأن أي انزلاق في هذه المرحلة الحساسة ستكون كلفته باهظة على الوطن بأكمله".

جعجع اتصل بأبي المنى

وتيمور جنبلاط

اتصل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بأبي المنى، كما اتصل بتيمور جنبلاط. وقد تركّز الحديث على الأزمة في السويداء، و"ضرورة الحفاظ على الاستقرار في لبنان، والتأكيد ان الدولة اللبنانية تشكل وحدها مصدر الحماية لجميع اللبنانيين".

لقاء "الاشتراكي" والعشائر العربيّة

عُقد اجتماع في دار إفتاء البقاع بين وفد من الحزب "التقدمي الاشتراكي" ومشايخ راشيا، مع وفد العشائر العربية في لبنان. وأكد المجتمعون "عدم قبول الفتنة الداخلية"، وهو ما أشار إليه عضو كتلة "اللقاء الديموقراطي" النائب وائل أبو فاعور، الذي أكد أنه "لا يمكن القبول بنشر الفتنة الداخلية بين العشائر العربية وبني معروف".

من جانبه، أشار مفتي زحلة والبقاع الشيخ علي غزاوي، إلى أنّ "لبنان لا ينبغي أن يكون ممراً لفتنة في سوريا وجماعتنا ستغلق أبواب الفتنة من أي كان. ولفت إلى أنّه ستبقى سوريا بإرادة أهلها ويجب السماح لها أن تدير أمرها بنفسها ".

وفي الاجتماع، تم الإتفاق بين وفد "الاشتراكي" والعشائر العربية، على رفض الفتنة والعمل المشترك لمنع أي توترات.

لقاء سياسي - روحي في راشيا

عُقِد لقاء وطني سياسي روحي جامع، في دار الفتوى في بلدة عزة- قضاء راشيا، بدعوةٍ من مفتي راشيا الشيخ وفيق حجازي، بحضور النواب: قبلان قبلان، ياسين ياسين، وائل أبو فاعور، غسان سكاف، إلى جانب النواب السابقين: إيلي الفرزلي، جمال الجراح، محمد القرعاوي، فيصل الداوود، وفعاليات سياسية واجتماعية ودينية.

وأكّد أبو فاعور بحكم منطق العقل والدولة، "أنّ الاتفاق الذي أُعلن عنه يتقاطع بشكل كبير، مع ما أعلنه وليد جنبلاط من مبادرة في الشأن السوري خلال اجتماع يوم أمس الاول".

وختم بالقول: ""إسرائيل" لا يمكن أن تكون حضنًا دافئًا أو حاميًا لأحد، "إسرائيل" هي حضانة الشرّ بحد ذاته، وواهمٌ من يعتقد أنّ "إسرائيل" يمكن أن تحمي هذه المنطقة. هذه المنطقة أمانة بين أيدينا، وعلينا أن نحميها".

من جهته، أكّد مفتي راشيا الشيخ وفيق حجازي: "وحدة اللبنانيين وسلامة العيش المشترك، كما حرصنا على الوحدة"، مشيدًا بموقف الأجهزة الأمنية التي عملت على فتح الطرقات وحمت المواطنين".

وثمّن عاليًا موقف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي أكّد "التواصل مع كلّ المرجعيات السياسية والفعاليات الاجتماعية والدينية، بما فيها الفعاليات الدينية المسيحية"، مؤكدا "رفضه للفتنة وعدم السماح لها بأن تجرّ ذيولها إلى لبنان".