زار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون صباح امس بلدة سن الفيل، في بادرة وفاء وامتنان للبلدة التي ولد فيها ونشأ في احيائها ومع أبنائها، يرافقه نجله خليل وشقيقه رفيق وصهره العميد المتقاعد اندره رحال، حيث كان في استقباله رئيس البلدية نبيل كحالة الذي فوجئ بوصول رئيس الجمهورية الى مبنى البلدية، فاستقبله وصحبه واتجه الجميع الى مكتب رئيس البلدية الذي أعرب عن سعادته لمبادرة الرئيس عون، الذي هنأه بفوزه بالتزكية مع أعضاء المجلس البلدي الذي أمضى في رئاسته حتى الان 27 سنة.
وشرح كحالة للرئيس عون اهم الإنجازات التي حققتها المجالس البلدية المتعاقبة التي رأسها لا سيما المنشآت الصحية والرياضية والسياحية والتنموية التي استحدثها، ونقلت بلدية سن الفيل الى عصر الحداثة والتقدم.
بعد ذلك، انتقل الرئيس عون ورئيس البلدية الى قاعة الاجتماعات الكبرى، حيث كان أعضاء المجلس البلدي في اجتماع ورحبوا بقدوم رئيس الجمهورية، ومنهم أصدقاء له ورفاق امضى معهم فترة سنوات خلال اقامته مع افراد عائلته في سن الفيل.
وقال رئيس البلدية: "هذه الزيارة هي بمثابة كنز سيبقى حاضرا. إننا نرفع الدعاء الى الله لكي يوفقكم ويحميكم لأن البلد ونحن جميعا بحاجة إليكم. وبكل فخر نود ان نقدم لإبن سن الفيل مفتاح البلدة المذَهب".
وفي جو من التأثر والفرح في آن، تحدث الرئيس عون الى أعضاء المجلس البلدي، فقال: "اردت شكر هذه البلدة وابنائها الذين ربيت معهم، ومن بينهم رئيس البلدية والمختار والجيران. وجدت ان هذه الزيارة هي الطريقة الفضلى لشكر هذه البلدة التي لها فضل علي وعلى إخوتي وعائلتي. لقد أحببت ان آتي كي أهنئكم أولا بالفوز، ولو كان بالتزكية، فهذا فوز لأنه دليل ثقة أبناء سن الفيل بكم. والمسؤولية كبيرة عليكم".
وتابع: "لقد وضع أبناء هذه البلدة ثقتهم بكم لكي تخدموهم، وليس ليكونوا في خدمتكم. هذه وظيفتكم ومسؤوليتكم. وانا ادعو لسن الفيل وأهلها وبلديتها بكل التوفيق، ونبارك لهم بهذه البلدية التي ستتحمل كل المسؤولية وستعمل على نقل المنطقة ايضأ وأيضا الى الأفضل دائما. سنبقى نحن وإياكم، وما بإمكاني المساعدة عليه، ضمن الإمكانيات، نحن في جهوزية لذلك".
تناول الترويقة عند مطعم "جوزف"
وبعد الصورة التذكارية، غادر الرئيس عون القصر البلدي ومشى في عدد من شوارع سن الفيل، والتقى الأهالي الذين فوجئوا بوجوده في البلدة، وصولا الى مطعم "جوزف" قبالة كنيسة السيدة، الذي اعتاد زيارته وتناول الشاورما والفلافل مع رفاقه وأصدقائه، حيث استقبله صاحب المطعم جوزف أبو خليل مستعيدا ذكريات قال انها لم تغب عن باله.
وجلس الرئيس عون ونجله خليل وشقيقه وصهره على الطاولة التي اعتاد الجلوس عليها، وتناول "ترويقة فلافل"، وسط ترحيب رواد المطعم والمارة الذين لاحظوا وجود رئيس الجمهورية.
وما ان انتشر خبر "زيارة الوفاء والامتنان" لسن الفيل حتى قرعت أجراس كنيسة السيدة، كما حضر كاهن الرعية الاب ميشال بركات مرحبا بالرئيس عون، ومعربا عن سعادته لوجود رئيس الجمهورية "في البلدة التي ولد فيها واحبها وامضى فيها فترة شبابه".
وبعد انتهاء "الترويقة" غادر الرئيس عون المطعم عائدا الى قصر بعبدا.
زوار قصر بعبدا
وبعد الظهر، استقبل الرئيس عون في قصر بعبدا، وفداً من نادي الصحافة برئاسة رئيسه بسام أبو زيد، الذي استهل اللقاء بكلمة جاء فيها: "نعلم جيدا أن الامور ليست كوني فكانت لا في حصرية السلاح ولا في الإصلاح وقيام الدولة ولا في مواجهة الفساد ولا في استقلالية القضاء وغيرها من التحديات. نأتي اليكم وكلنا أمل وثقة في أن نجد لديكم من المعطيات ما يكفي لطمأنة كل اللبنانيين، بأن مسار النهوض لن يتوقف وأن لبنان بمساعدة أبنائه وأشقائه والمجتمع الدولي سيكون خير مثال على ثبات الدولة والوطن وتقدمه وتطوره. ونحن نعمل في مهنة الإعلام لن نقف أبدا مكتوفي الأيدي، ولا نقف في عملية استعادة الدولة وإظهار الحقائق كاملة".
ورد الرئيس عون مشيراً الى "اهمية الاعلام في هذه المرحلة حيث بامكانه ان يلعب دوراً معمرا او مدمرا،ً وخصوصاً في الظروف الحالية التي تمر بها البلاد".
وفي معرض رده على استيضاح الوضع على الحدود مع سوريا، شدد الرئيس عون على "الرغبة في التنسيق والتعاون معها لما فيه مصلحة البلدين والشعبين، وانه جرت لقاءات بين مسؤولين امنيين من البلدين وبين وزيري الدفاع في السعودية، لتحديد سبل التعاون في ضبط الحدود وبسط الاستقرار بين البلدين. ونفى ما تردد من شائعات عن وقوع مواجهات في الهرمل بين الجيش اللبناني والسوريين"، مؤكداً "انه اتصل بقائد الجيش العماد رودولف هيكل للوقوف على حقيقة الموضوع، فتبيّن انه غير صحيح".
وشدد على "دعمه للقضاء في فتح أي ملف متعلق بالفساد، بمعزل عن أي خلفية طائفية كانت أو حزبية. وقال: "سأسير في ملف الفساد الى النهاية، شاء من شاء وابى من أبى".
على صعيد آخر، تطرق الى مستجدات المطالب اللبنانية المقدمة الى السفير توماس براك، فقال: "ما زلنا ننتظر نتائج تحركات براك، والرد على الورقة اللبنانية المقدمة له. المطلب اللبناني واضح جداً، نريد التزام "إسرائيل" باتفاقية وقف اطلاق النار كما التزم لبنان بها، وانسحابها من التلال الخمس".
ورداً على سؤال حول توقع البعض تنفيذ مضمون خطاب القسم خلال فترة قصيرة، أوضح الرئيس عون انه يتفهم شعور الناس وتوقهم الى الوصول الى لبنان الذي يحلم به الجميع، ولكن المسألة تتطلب وقتاً وليس هناك "عصا سحرية" لتحقيق ذلك، ويجب النظر الى الإيجابيات لتعزيز الامل، وقد بدأت الدول الشقيقة والصديقة بتلمّس التغييرات الإيجابية التي حصلت، وهذا ما يجب البناء عليه".
وفي ما خص خطر امكان عودة التكفيريين والمنظمات الإرهابية الى لبنان، شدد الرئيس عون على "ان حماية لبنان تقوم على وحدته الداخلية، مجدداً الإشادة بالمواقف الصادرة من قبل المسؤولين السياسيين والروحيين إزاء ما شهدته السويداء اخيراً. فلا خوف على لبنان، والجيش والقوى الأمنية يقومون بعملهم على اكمل وجه، ويجب التنبه من الاخبار المفبركة التي تهدف الى اثارة البلبلة والخوف من أمور غير موجودة بالاصل".
اما عن سلاح حزب الله، فأشار "الى قيامه شخصياً باتصالات مع حزب الله لحل المسألة، وانه يمكن القول ان هذه المفاوضات تتقدم ولو ببطء، وان هناك تجاوباً حول الأفكار المطروحة في هذا المجال. وشدد على ان احداً لا يرغب في الحرب، ولا احد لديه القدرة على تحمل نتائجها وتداعياتها، ويجب التعامل بموضوعية مع هذا الملف".
اما عن الوضع في الجنوب وانتشار الجيش، فأكد الرئيس عون "ان الجيش بات منتشراً في كل المناطق اللبنانية، ما عدا الأماكن التي لا تزال "إسرائيل" تحتلها في الجنوب والتي تعيق استكمال هذا الانتشار. اما ما يحكى عن الخوف والقلق من عودة الحرب، فاعتبر انها اخبار مضللة هدفها ضرب العهد من اجل كسب بعض النقاط السياسية، فقط لا غير".
وعن الخلافات الحاصلة حول موضوع اقتراع المنتشرين في الخارج في الانتخابات النيابية، أوضح الرئيس عون "ان هذا النقاش يحسمه مجلس النواب، وان الحكومة قامت بما عليها حيث شكّلت لجنة برئاسة وزير الداخلية لدرس الافكار والمقترحات الواردة، قبل درسها من قبل مجلس الوزراء الذي قد يحيلها الى مجلس النواب لاجراء اللازم. وما يهمني هو اجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري لافساح المجال امام المواطنين للتعبير عن رأيهم وانتخاب من يرونه مناسباً لتحقيق طموحاتهم".
وفي ما يتعلق بحقوق المودعين، اعتبر رئيس الجمهورية انه فور الانتهاء من مسألة الفجوة المالية، ستكون الأمور اكثر قابلية للحل، فيما استفاد عدد من المودعين من التعاميم المالية لسحب ودائعهم من المصارف بالعملة الأجنبية.
واستقبل الرئيس عون سفير دولة فلسطين في لبنان السفير أشرف دبور في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهامه الديبلوماسية في لبنان وانتقاله إلى مهمة ديبلوماسية جديدة. وأوضح دبور أنه قدم الشكر للرئيس عون على مواقفه من القضية الفلسطينية ودعمه الكامل لفلسطين في المحافل العربية والاقليمية والدولية، وعلى رعايته للاجئين الفلسطينيين في لبنان واهتمامه الدائم بهم"، مضيفا "قلت للرئيس عون أنه ليس لدي أي شك في أنكم كما رعيتم الشعب الفلسطيني خلال الفترة الماضية، كذلك سوف تستمر هذه الرعاية والاحتضان لأشقائكم الفلسطينيين في لبنان".
وشكر الرئيس عون السفير دبور على الجهود التي بذلها خلال عمله الديبلوماسي في لبنان لتعزيز العلاقات اللبنانية-الفلسطينية، متمنياً له التوفيق في مهامه الجديدة.
واستقبل رئيس الجمهورية رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، والمدير العام المالي الجديد القاضي ماهر شعيتو.
وتمنى الرئيس عون لشعيتو التوفيق في مهامه الجديدة، وأكد له "على أن مسألة مكافحة الفساد هي من الأولويات ودور النيابة العامة المالية أساسي في هذا المجال".
وفي قصر بعبدا السفير السابق سيمون كرم الذي أجرى معه الرئيس عون جولة أفق في التطورات الراهنة.
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:13
رئاسة الوزراء الإسرائيلية: الجيش سيعلق عملياته في المناطق المأهولة بغزة من العاشرة صباحا حتى الثامنة مساء
-
23:01
غوتيريش: - أدعو لوقف أي نوع من التطهير العرقي ضد الفلسطينيين والعمل على محاسبة مرتكبي الجرائم
-
23:00
غوتيريش: - طرد الفلسطينيين من أرضهم ليس سلاماً
-
23:00
غوتيريش: احتلال الأراضي الفلسطينية غير شرعي ويجب أن ينتهي
-
22:44
وزير الخارجية السعودي: السلام لا يمكن أن يبنى دون تمكين الشعب الفلسطيني اقتصاديا وتنمويا
-
22:00
وزارة الخارجية الأميركية: واشنطن ترفض مؤتمر حل الدولتين
