اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


قال رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون "طالبنا في رسالتنا الى الجانب الاميركي بوقف الاعتداءات "الاسرائيلية" على لبنان جواً وبراً وبحراً والاغتيالات"، لافتا الى ان "العدو الإسرائيلي يمنع العودة الى القرى المدمرة وإعادة الاعمار في الجنوب، فيما الجيش اللبناني وقف الى جانب الاهالي في جنوب لبنان وقدم التضحيات".

مواقف الرئيس عون جاءت خلال الاحتفال الذي أقيم في مقر وزارة الدفاع الوطني في اليرزة قبل ظهر امس، في ذكرى شهداء الجيش. وكان في استقباله وزير الدفاع الوطني اللواء الركن ميشال منسى، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، حيث وضع إكليلا من الزهر على نصب شهداء الجيش، فيما عزفت الموسيقى لحن الموتى. ثم انتقل الرئيس عون الى قاعة العماد جان نجيم.

قائد الجيش

القى هيكل كلمة ترحيبية بالرئيس عون جاء فيها: "في العيد الثمانين للجيش، إن حضوركم يظهر تضامنكم مع الجيش، وتقديركم المطلق لدوره وتضحياته ووقوفكم الى جانب عناصره. لقد تحملتم منذ بداية عهدكم مسؤوليات جساما".

واشار  الى "إن الخطوات المهمة التي حققتموها حتى الآن، تزيدنا ثقة وتفاؤلا وعزما على مواصلة أداء واجبنا، بالتوازي مع مسيرة تطوير المؤسسة العسكرية، معتمدين على قدراتنا وطاقاتنا الذاتية، وشاكرين الدول الداعمة على مبادراتها تجاه الجيش"، مضيفا "نتعهد امامكم وامام شعبنا ان نحمي الاستقرار والسلم الأهلي، ولن نسمح ابدا بأي تهديد لأمن بلادنا. وكلي أمل بأن تحمل الأيام المقبلة ما نتمناه من إستقرار وإزدهار لوطننا".

 كلمة عون

ثم قال الرئيس عون: "إن كل شهيد قاتلَ وقاومَ وسقطَ من أجلِ لبنان، أياً كان مسقطُ رأسِه أو قُبلةُ ربِه هو ذِخرٌ لنا، في مسيرتِنا نحو تحقيقِ أهدافِ هذه الشهادة، ببناءِ وطنٍ مستقلٍ مستقٍر، مزدهرٍ وعصريّ يحضُنُ كلَ شعبِه، وينفتحُ على العالم"، مضيفا ان "الوفاءُ للشهداء ولتضحياتِهم وللقضية التي ارتقَوا من أجلها، يقتضي منا جميعاً، أنْ نوقفَ الموتَ على أرضنا وأن نوقفَ الدمار وأن نوقفَ الانتحار، خصوصاً حين تصبحُ الحروب عبثيةً مجانيةً ومستدامة، لمصالحِ الآخرين، وذلك حفاظاً على كرامةِ شعبِنا وأرضِنا ودولتِنا ووطنِنا".

حريصون على بناءِ علاقاتٍ

ممتازة مع الجارةِ سوريا

واكد "عملنا على إعادةِ لبنانَ الى محيطِه العربي والمجتمعِ الدولي، من خلال الزياراتِ التي قمتُ بها الى عدةِ دولٍ أجنبية وعربية، أعادتِ البحثَ في إحياءِ اتفاقياتٍ نائمة. كما أدّت الى إعادةِ فتحِ سفاراتٍ، أو تعيينِ سفراءَ معتمَدين في بيروت، وعودةِ سيّاحٍ، عربٍ وأجانب"، مضيفا "في هذا المجال تلقينا مبادرةً مشكورةً من السعوديين للمساعدةِ على تسريعِ الترتيبات الضرورية لاستقرارِ الحدودِ بين لبنانَ وسوريا". وشدد على ان "لبنانُ حريصٌ على بناءِ علاقاتٍ ممتازة مع الجارةِ سوريا لمصلحةِ كلا البلدين".

اضاف "أيها الجيش، لقد دفعتُ الكثيرَ من رصيدي الشعبي، كي أُجنّبَك وأجنّبَ الشعبَ اللبناني حروباً أو صراعاتٍ عبثية ، ولكنَّ ساعةَ الحقيقة بدأت تدق. ان المنطقة من حولِنا في غليانٍ وهي تتأرجحُ بين حفةِ الهاوية وسُلّمِ الازدهار، فعلينا أن نختارَ، إما الانهيار وإما الاستقرار"، مؤكدا "أنا اخترتُ العبورَ معكم، بوطنِنا لبنانَ نحو مستقبلٍ أفضلَ لجميع أبنائِه".

ندائي الى الذين واجهوا العدوان والى بيئتهم الوطنية

 أن يكون رهانكم على الدولة اللبنانية وحدها

واكد عون "معاً نريدُ حفظَ كرامةِ كلِ لبناني وصونَ قضيةِ كلِ شهيد، معاً نريدُ استعادةَ دولةٍ تحمي الجميع. فلا تستقوي فئةٌ بخارجٍ، ولا بسلاحٍ، ولا بامتدادٍ ولا بعمقٍ خارجي ولا بتبدّلِ موازين، بل نستقوي جميعاً بوحدتِنا ووفاقِنا وجيشِنا، وأجهزتنا الأمنية لمواجهةِ أيِ عدوانٍ كان".

اضاف : "ندائي الى الذين واجهوا العدوان والى بيئتهم الوطنية أن يكون رهانكم على الدولة اللبنانية وحدها. وإلا سقطت تضحياتكم هدراً، وسقطت معها الدولة أو ما تبقى منها. وأنتم أشرف من أن تخاطروا بمشروع بناء الدولة، وأنبل من أن تقدموا الذرائع لعدوان يريد أن تستمر الحرب علينا، فنستمر نحن في مأساتنا وتشرذمنا وانتحارنا. لكن هذه المرة، تكون قد تخلينا عن الدعم الدولي والعربي بإرادتنا. وخسرنا إجماعنا الوطني. وهذا ما لا تريدونه ولا نريده".

وقال "واجبي وواجبُ الأطرافِ السياسية كافة، عبر مجلسِ الوزراء والمجلسِ الاعلى للدفاع ومجلسِ النواب والقوى السياسية كافة، أنْ نقتنصَ الفرصةَ التاريخية، الى التأكيدِ على حصريةِ السلاحِ بيدِ الجيشِ والقوى الأمنية دون سواها، وعلى كافةِ الاراضي اللبنانية"، مضيفا "كي نستعيدَ ثقةَ العالمِ بنا، وبقدرةِ الدولة على الحفاظِ على أمنِها بوجهِ الاعتداءاتِ الاسرائيلية، التي لا تتركُ فرصةً إلاّ وتنتهكُ فيها سيادتَنا. كما بوجهِ الارهابِ الذي يرتدي ثوبَ التطرّف، وهو من الأديان براء".

وتابع "لقد انتهكت "اسرائيل" السيادةَ اللبنانية آلافَ المرات، وقتلت مئاتِ المواطنين، منذ اعلانِ وقفِ إطلاق النار في تشرين الثاني عام 2024، وحتى هذه الساعة ومنعت الأهالي من العودةِ الى أراضيهم، ومن إعادةِ إعمارِ منازلِهم وقراهم. ورفضت إطلاقَ الأسرى والانسحابَ من الأراضي التي احتلّتها"، معتبرا ان "الجيش اللبناني وقف الى جانبِ الأهالي رغمَ كلِ شيء وخسرَ شهداءَ مثل المقدمِ الشهيد محمد فرحات ابنِ بلدةِ دير قانون رأس العين، والذي احتضنته كنائسُ زغرتا في الشمالِ شهيدا، بعدما تحدّى سابقاً المحتلَ وجهاً لوجه أمام جميعِ العدسات، في وقفةٍ بطوليةٍ هي من بطولةِ هذا الشعبِ وتصميمِه على الصمود"، مضيفا "قبل أن يعودَ سلاحُ الجو الاسرائيلي فيغدرَ به. ليرتقي رمزاً لتضحياتِ جيشِنا وشرفِه ووفائه".

الجيش مصممٌ على استكمالِ مهامِه جنوبا

ولفت عون الى انه "أوكلت للجيشِ مهماتُ تطبيقِ وقفِ النار بالتنسيقِ مع اللجنة العسكرية الخماسية، وتمكّن على الرغم من تواضعِ الامكانياتِ وكثرةِ مهامِه الأخرى، من أن يبسطَ سلطتَه على منطقةِ جنوبِ الليطاني، وأن يجمعَ السلاح، ويدمّرَ ما لا يمكنُ استخدامُه منه"، مؤكدا ان "الجيش مصممٌ على استكمالِ مهامِه، من خلالِ تطويعِ أكثرَ من 4500 جندي، وتدريبِهم وتجهيزِهم، ليُكملوا انتشارَهم في هذه المنطقة، على الرغم من عدمِ التزامِ "اسرائيل" بتعهداتِها ".

وأشار الى ان "الجانب الأميركي كان قد عرض علينا مجموعة أفكار سنطرحها على مجلس الوزراء، وطلبنا من جهتنا وقفا فوريا للاعتداءات الاسرائيلية وانسحاب "اسرائيل" من الأراضي اللبنانية المحتلة، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وتسليم السلاح الى الجيش اللبناني. كما طالبنا بتأمين مليار دولار سنويا للجيش من الدول الصديقة، وتحديد الحدود البرية مع سوريا بمساعدة الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية، ومكافحة التهريب والمخدرات. هذه أهم بنود المذكرة التي حددنا عناوينها لقطع الطريق على "إسرائيل"".

من جهة ثانية، قال إنه "تم تعيين مجلس ادارة لمجلس الانماء والاعمار وبدأ مسح الاضرار، وحملت معي هذا الملف الى الخارج"، معتبرا  ان "العيدُ لن يكتملَ إلاّ باكتمالِ التحرير والعيدُ لن يكتملَ إلاّ بإنجازِ الترسيم والعيدُ لن يكتملَ إلاّ بحصريةِ سلاحِك، والمباشرة بالإعمار، ليتصالحَ لبنانُ مع دورِه ورسالتِه".

الأكثر قراءة

جهد رئاسي للوصول الى صيغة توافقيّة لحصريّة السلاح... وإلّا المجهول؟ حزب الله يزور عون في الرابية الاثنين... ولقاء قريب مع جنبلاط الانتخابات النيابيّة مفصليّة: الحريريّون باشروا التحضيرات... وتحالف «الاشتراكي» و«القوات»