اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


وجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة وطنية جاء فيها: "لا يمكن فصل لبنان عن أصل نشأته التاريخية كذا لا يمكن فصله عن المقاومة التي انتزعته من قبضة الاحتلال الإسرائيلي وما زالت تمارس واجباتها السيادية حتى هذه اللحظات من تاريخنا الحسّاس"، مضيفا "أقول للمسؤولين بالدولة اللبنانية: حماية لبنان ضرورة وجودية، والمقاومة مكوّن رئيسي بمنظومة حماية لبنان طوال نصف قرن، وأي خصومة معها أمر كارثي لأنه يصب بالمصلحة الإسرائيلية، والقرارات الانقسامية تضع البلد كله بالجحيم، والدولة الضعيفة لا قيمة لها فوق طاولة الأمم، والتنازل السيادي ينهي البلد، واللعبة الدولية الإقليمية تريد ابتلاع لبنان، لذلك المصلحة الوطنية تقضي بالاستفادة من قوة المقاومة لا مخاصمتها، خاصة أن شرعية المقاومة من شرعية الحاجة السيادية الوطنية وهذا مبدأ أممي لا خلاف عليه، ولأن المصلحة السيادية مهدّدة لا يمكن السكوت عن أي طريقة من شأنها إضعاف لبنان فيما "إسرائيل" تعربد وتنتهك وتمارس شتّى أنواع الإرهاب على البلد من جنوبه إلى شرقه بما في ذلك العاصمة بيروت، ولأن لبنان تحت الغارات وبقلب التهديد الوجودي لا يمكن المساومة على سلاح القوة الوطنية أبدا، والحل بإعادة تنظيم القوة الوطنية وطبيعة خدمتها و "شراكتها" لا شطبها، وهنا نتحدث عن نصف قرن من القتال والتضحيات السيادية وانتصاراتها والتي انتهت بتحرير لبنان، واللحظة لحماية لبنان لا كتابة شروط استسلامه، على أن واقع التجربة التاريخية يؤكد أنّ الشركة بين الجيش والمقاومة ضرورة بقائية للبنان، وتحت هذا العنوان لا يمكن القبول بتمرير أي موقف أو قرار يعطي العدوان الإسرائيلي أي أفضلية، والقضية ليست طائفة أو حزب أو تيار بل قدرة لبنان على البقاء، وبصوت عال: لبنان بوضع استثنائي، والمنطقة بوضع استثنائي، والمخاطر وجودية واستثنائية، وحماية البلد استثنائية ووسائلها استثنائية وما لا يصحّ بالأمور العادية يصبح من أوجب الواجبات بالظروف الاستثنائية، وطبيعة التهديدات الإسرائيلية ونوعيتها تلزمنا بتكوين استراتيجية دفاعية تليق بإمكانات الدفاع الوطني وتنوعه أمام قوة عدوانية مدعومة من أكبر قوة بالعالم، ولا يمكن قتال إسرائيل بقوة مكشوفة أو قدرات ضعيفة وإلا طار البلد، ونموذج جنوب النهر بعد اتفاق وقف النار ونقل الضامن الأمني يؤكد ما أقول بالصميم".

وتابع: "كل يوم هناك استباحة وغارة وقتل وعدوان وتوغل دون أي مانع، وتاريخيا ما زلنا نذكر مجزرة حولا التي ارتكبها الإسرائيلي عام 1948 ومثلها كثير، والقضية هنا ليست خلافاً بالرأي بل القضية "نفس وجود لبنان وما يلزم لحمايته" وسط عالم يعيش على الأنياب لا الأخلاق، لذلك يوم الثلاثاء سيكون لبنان كله بين يدي الحكومة وأي خطأ بموضوع سلاح المقاومة سيضع رأس لبنان بيد "إسرائيل" ويدفع نحو كارثة وطنية، والتاريخ يقول لنا: نزع القوة يعني الاستسلام، وعليه فإن مناقشة وضعية سلاح المقاومة يمرّ فقط بالسياسة الدفاعية للبنان، ووظيفة الحكومة مراكمة الدفاع الوطني لا انتزاع القوة الوطنية أو إضعافها، ولمن يهمه أمر لبنان أقول: الرئيس نبيه بري قامة تاريخية مقاوِمة وأساس تكويني بالعصر الإستقلالي الجديد ورمز إنقاذ وطني مشهود، وأي تجاوز لمشورة الرئيس نبيه بري بجلسة الحكومة يوم الثلاثاء هو تجاوز للبنان ودفع للبلد نحو الانتحار، واللحظة للعقلاء بهذا البلد وسط شرق أوسط تبتلعه الأزمات الوجودية والخرائط الأميركية الدموية، وتقدير المخاطر وتأمين القدرات الداخلية وحفظ الوحدة الوطنية بهذه اللحظات المصيرية هي ضرورة وجودية للبنان".

الأكثر قراءة

لبنان على حافة خيارات كبرى إستحقاقات ما بعد القرار تفرض إيقاعها المواقف تتباين والإتصالات لا تهدأ