اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تعتبرالفواكه من أهم المصادر الغذائية الغنية بالفيتامينات، والألياف، والمعادن، ومضادات الأكسدة، ما يجعلها عنصرا أساسيا في النظام الغذائي الصحي. ويشجع الأطباء وخبراء التغذية على تناولها يوميا كجزء من أسلوب حياة متوازن. غير أن الاعتدال هو المفتاح، فكما أن قلة تناول الفواكه قد تؤدي إلى نقص في العناصر الغذائية المهمة، فإن الإفراط في تناولها يحمل بدوره مخاطر صحية لا يُستهان بها.

في المقام الأول، تحتوي الفواكه على نسبة عالية من السكريات الطبيعية مثل الفركتوز، ورغم أنها صحية مقارنة بالسكريات المكررة، إلا أن استهلاكها بكميات مفرطة قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. هذا الأمر يشكل خطرا حقيقيا على مرضى السكري أو أولئك المعرّضين للإصابة به، حيث يمكن أن يؤدي إلى اضطراب في إنتاج الإنسولين، وبالتالي تفاقم الأعراض أو تسريع الإصابة بالمرض.

إلى جانب ذلك، فإن الإفراط في تناول الفواكه، وخاصة تلك الغنية بالفركتوز مثل الموز والعنب والمانجو، قد يسهم في زيادة الوزن غير المرغوب فيه. فعلى الرغم من كونها طبيعية، إلا أن السعرات الحرارية التي تحتويها الفواكه قد تتراكم سريعا في الجسم، خاصة إذا تم تناولها ضمن نظام غذائي غير متوازن أو قليل النشاط البدني. والأسوأ من ذلك، أن بعض الأشخاص يعتمدون على الفواكه وحدها في أنظمتهم الغذائية، ظنًا أنها صحية بشكل مطلق، مما يؤدي إلى اختلال في التوازن الغذائي، ونقص في البروتينات والدهون الصحية الضرورية لوظائف الجسم.

ومن الأضرار الأخرى المرتبطة بالإفراط في تناول الفواكه، ظهور مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل الانتفاخ، الغازات، أو الإسهال، نتيجة احتوائها على كميات كبيرة من الألياف أو السكر. بعض الأجسام لا تتحمل كميات كبيرة من الفركتوز، ما قد يسبب أعراضا مزعجة مثل ألم المعدة أو عدم ارتياح عام في البطن.

ولا يُغفل هنا التأثير السلبي على صحة الأسنان. فالفواكه الحمضية مثل البرتقال والليمون، رغم فوائدها المناعية، قد تؤدي إلى تآكل مينا الأسنان إذا تم تناولها بكثرة وبدون عناية بنظافة الفم. كما أن السكريات الطبيعية في الفواكه يمكن أن تكون بيئة خصبة لنمو البكتيريا وتكوين التسوس.

في ضوء هذه التداعيات، لا يعني الأمر أن نُقصي الفواكه من غذائنا، بل أن نتعامل معها بوعي واعتدال. ينصح معظم خبراء التغذية بتناول 2 إلى 4 حصص من الفواكه يوميا، مع التنويع بين الأنواع المختلفة لتفادي التركيز على نوع واحد غني بالسكر أو الحمض.

الأكثر قراءة

تأسيس «المجلس العسكري المسيحي» في سوريا: «مظلة» الدولة لا تقي