تبدو المهادنة السياسية في هذه الفترة، من ابرز صفات الرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، وهذا ما يميزه اليوم عن باقي الاطراف السياسية، وكأنه يعلم بالمستجدات التي لا تبشّر بالخير. لذا وقت "الحشرة" يستعين بشعاره المفضّل "لحفظ الرؤوس عند صراع الامم"، فيبدو وكأنه يُحضّر خارطة طريق جديدة يسودها تدوير الزوايا، والإبتعاد عن الالغام السياسية مع كل القوى، لذا يختصر أجوبته السياسية مع تحذيرات دائمة مما قد يحصل، في حال لم تتخذ القرارات الحكيمة من قبل المسؤولين اللبنانيين في هذه الظروف الخطرة، ويشدّد على ضرورة دراسة تداعياتها على لبنان، لانّ البلد لا يحتمل المزيد من الكوارث والويلات.
هذه الصورة السياسية الحكيمة لجنبلاط تبلورت منذ فترة، من خلال إنفتاح كبير على الخصم الدرزي، اي رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" طلال ارسلان، حين شعر الطرفان بالخوف على مصلحة الطائفة منذ بدء احداث السويداء، فكان توافق وتقارب بين الرجلين واجتماعات ولقاءات واتصالات مع المراجع الدينية، وفي طليعتهم شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى. اما جديد تلك اللقاءات فكان يوم السبت في بعلشميه في منزل الشيخ محمد العنداري، وبعدها في عاليه بحضور النائب تيمور جنبلاط والشيخين نصر الدين الغريب وأمين مكارم، وعدد من نواب "اللقاء الديموقراطي" ومسؤولين من الحزبين "الاشتراكي" و"الديموقراطي اللبناني"، وقد شدّدت المواقف على التوافق ووحدة الصف الدرزي، وكانت لأحداث السويداء الحصة الاكبر خلال النقاش والتباحث، والدعوات الى التمسّك بالارض ، ومعالجة ما جرى ضمنها بالتروّي والحكمة، لانّ عكس ذلك سيؤدي الى تداعيات خطرة والى ما لا يحمد عقباه.
بإختصار، لقد جمعت الطائفة خصمين لطالما فرقهما الخلاف السياسي والاختلاف في وجهات النظر، لكن مصلحة الدروز فاقت كل الانقسامات والتناحرات، وهذا هو المطلوب اليوم بين كل الطوائف، بهدف تحقيق الوحدة الداخلية الضمنية، الامر الذي يبدو واقعياً اليوم داخل الطائفة الدرزية، فيما ما تزال بعيدة لدى الزعماء المسيحيين الذين تفرقهم الكراسي السياسية وزعامة الشارع، ولا تجمعهم مصلحة الطائفة، التي نراها لدى اغلبية الاحزاب الطائفية الاخرى، وفق ما يرى مصدر مسيحي حزبي متابع لما يجري بصورة عامة، ولما يقوم به البطريرك الماروني بشارة الراعي في هذا الاطار لجمع الاقطاب المسيحيين، معتبرأً انّ تلك الوحدة التي يتوق اليها المسيحيون ما زالت صعبة التحقيق.
وعلى الخط الدرزي الداخلي، رأى المصدر المسيحي بأنّ جنبلاط يعرف جيداً كيف يقطف الحدث، وما يساهم في قولنا هذا انّ قراءته لا تخلو من الحذر، وكأنه يترقب شيئاً ما قد يحدث، لكنه يحاول إخفاءه، كما يحاول تدوير الزوايا مع اغلبية الاطراف السياسية، متفادياً الإشكالات مع احد خصوصاً مع العهد والثنائي الشيعي، من دون ان يوفر بعض السهام الخفيفة للحلفاء الجدد كي لا يفسد معهم العلاقة. كما يستعيد دائماً بجواب وسطي لعدم الوقوع في خلاف مع أي كان، مفضّلاً ان يكون على مسافة وسطية مع اكثرية الاطراف في هذه الفترة الحرجة التي يمّر بها لبنان، لانّ المرحلة تتطلب إبقاء العلاقات السياسية مع الجميع، ضمن الخط التنظيمي الهادئ والبعيد عن اي إحتكاك.
وعلى الخط الرئاسي، إعتبر المصدر المذكور بأنّ اجوبة جنبلاط منضبطة جداً، وكشف وفق المعلومات بأنّ زعيم المختارة سيتخذ قريباً موقفاً لافتاً، تبعاً للتطورات الجارية في لبنان والمنطقة ومستجداتها ، من دون ان يعطي تفسيراً اكثر.
اما في الاطار الانتخابي النيابي ووفق اوساط "اشتراكية"، فقد غاب هذا الملف عن اللقاءين "لأنو ربما بعد بكير" عن الانتخابات في ايار 2026، وهذا الرد الديبلوماسي لم يمنعنا من تكرار السؤال: الكل بدأ تحضيراته الانتخابية، أيعقل ألا يكون الطرفان قد تطرقا الى هذا الملف او تحدثا عن تحالف؟ فأتى الجواب: "اليوم تطرق الجانبان الى التعاون والتنسيق، خصوصاً في الملفات الهامة لما فيه مصلحة لبنان، ولربما يُبحث هذا الموضوع في لقاءات اخرى، لانّ التباين السياسي موجود لا الخلافات، والايام المقبلة قد تخلق ما لا تعلمون".
يتم قراءة الآن
-
زيارة لاريجاني تكشف ملامح معركة أوسع «اليونيفل» ورقة ابتزاز سياسيّ وأمنيّ «كسر جزئي» للبرودة بين بعبدا وعين التنية
-
شرق أوسط في زمن المجانين
-
من اليرزة إلى عين التينة... الاستقرار والسلم الأهلي في صدارة المباحثات عطلة صيفية للحكومة... «الفيول الكويتي» يحتّم تسديد الدين العراقي
-
لماذا لا يعلن لبنان الحرب على إيران؟
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
10:07
الرئيس عون مستقبلا وفد جمعية الإسعاف اللبنانية : خدمة الإنسان لاخيه الإنسان بغض النظر عن الانتماءات السياسية او الدينية هي أسمى العطاءات وانبلها
-
10:00
طائرة مروحية إسرائيلية "أباتشي" تطلق النار شرقي مدينة غزة
-
10:00
وصول الشيباني ووزير الدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات إلى العاصمة التركية أنقرة لإجراء مباحثات مع الجانب التركي
-
09:30
7 شهداء بينهم 5 أطفال ارتقوا بقصف طائرات الاحتلال خيامهم فجر اليوم قرب الكلية الجامعية في حي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة
-
09:29
غارة جوية إسرائيلية على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة
-
09:29
غارة جوية إسرائيلية على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة
