اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تشكّلت "جبهة النصرة" الارهابية أواخر سنة 2011 خلال الأزمة السورية ، وسرعان ما نمت قدراتها لتصبح في غضون أشهر من أبرز الفصائل المقاتلة وأكثرها تمرساً على القتال ، و قد دعت السوريين في بيانها الأول الصادر بتاريخ 24 كانون الثاني من العام 2012 إلى ما أسمته بـ "الجهاد" و حمل السلاح في وجه حكومة الرئيس السوري بشار الاسد .

و يعدّ المدعو "أبو محمد الجولاني" أميراً تنظيم "جبهة النصرة، وولد الجولاني في مدينة الشحيل التابعة لدير الزور ولا يُخفي انتماءه إلى تيار "السلفية الجهادية" خاصة "تنظيم القاعدة"، فبعد الغزو الأمريكي للعراق في آذار 2003 انضم الجولاني إلى فرع تنظيم القاعدة الذي أسسه الأردني أبو مصعب الزرقاوي وأعلن مبايعته لأسامة بن لادن.

ومن لبنان عاد الجولاني مجدداً إلى العراق فاعتقله الأمريكيون وأودعوه سجن بوكا الذي كانوا يديرونه جنوبي البلاد، ثم أطلقوا سراحه 2008 فاستأنف نشاطه العسكري مع ما كان يسمى "الدولة الإسلامية في العراق" التي تأسست في 2006 بقيادة أبو بكر البغدادي، وسرعان ما أصبح رئيسا لعملياتها في محافظة الموصل، وبعد أشهر من اندلاع الأحداث في سوريا، عاد الجولاني إلى سوريا في آب 2011 مُرسلاً من تنظيم القاعدة لتأسيس فرع له في البلاد يمكّنه من المشاركة في القتال ضد النظام بسوريا.

و يتراوح عدد المقاتلين في صفوف تنظيم "جبهة النصرة" بين 8 – 10 آلاف مقاتل ، كما تضم عناصر من السوريين وهي مطعمة كذلك بمقاتلين عرب وأتراك وأوزبك وشيشانيين وطاجيك وقلة من الأوروبيين الذين قدر عددهم بحوالي 1000 شخص، وقد شاركت جبهة النصرة بأعمال قتالية مع باقي الفصائل المسلحة في سوريا كـ "الجيش الحر" وكتائب أحرار الشام .

وبعد الإعلان عن تشكيل تنظيم "داعش" في شهر نيسان من العام 2013، انشق جزء من أعضاء كتائب "جبهة النصرة" وأعلنوا انضمامهم لداعش، ما أدى إلى إضعاف "النصرة" في بعض المناطق التي كانت تسيطر عليها، خاصة في مدينة دير الزور على الحدود السورية العراقية، إلا أنها استعادت نفوذها بعد عودة المقاتلين الأجانب إلى صفوفها عقب بيان أصدره زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، والذي حدّد فيه أن "الولاية المكانية لجبهة النصرة هي في سوريا، بينما تعود "داعش" إلى ميدانها الأساسي في العراق.

واعترض البغدادي علناً على سلطة زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري ورفض الاستجابة لدعوته التركيز على العراق وترك سوريا لجبهة النصرة، ليعلن بعدها في تسجيل صوتي أن "النصرة" هي امتداد له وأنه ألغى تسمية "جبهة النصرة" و"دولة العراق الإسلامية"، وجمعهما تحت مسمى واحد هو "دولة الإسلام في العراق والشام" .

رفض أبو محمد الجولاني فكرة الاندماج وأعلن مبايعة تنظيم القاعدة في أفغانستان، وعلى الرغم من ذلك فإن لداعش والنصرة العديد من العمليات العسكرية المشتركة ، ودبت بعد ذلك الخلافات بينهما وبدأت المعارك بين الطرفين في كانون الثاني 2014و تنتشر جبهة النصرة في مناطق عدة في سوريا أبرزها قرى وبلدات مدينة حلب شمال سوريا ومعظم محافظة إدلب، كما لها تواجد في الجنوب السوري في مناطق من درعا وداعل ونوى ومناطق حدودية مع مرتفعات الجولان السوري وفلسطين المحتلة .

و في كانون الأول من العام 2012 صنفت الولايات المتحدة الأمريكية "جبهة النصرة" على أنها جماعة إرهابية وفي 30 أيار 2013 قرر مجلس الأمن الدولي للأمم المتحدة بالإجماع إضافة "جبهة النصرة لأهل الشام" إلى قائمة العقوبات للكيانات والأفراد التابعة لتنظيم القاعدة.

وتتلقى جبهة النصرة الدعم العسكري واللوجستي من قبل النظام التركي، حيث شهد الشمال السوري عدة عمليات شاركت فيها الاستخبارات التركية إلى جانب جبهة النصرة.

و اعاد تحرير الجنود اللبنانيين من قبضة جبهة النصرة بوساطة قطرية ، أعاد الحديث عن التمويل القطري لهذه الجبهة، حيث قال مراقبون في ما سبق وقبل أن يعلن الجولاني يوم أمس تغيير اسم جبهة النصرة الى "جبهة فتح الشام"، إن قادة "جبهة النصرة" في سوريا يدرسون قطع ارتباطهم بتنظيم القاعدة لتكوين كيان جديد تدعمه بعض الدول في الخليج الفارسي لمحاولة استرجاع نفوذها على الارض.

وقالت مصادر قبل أشهر من داخل "جبهة النصرة": إن قطر التي تتمتع بعلاقات طيبة مع الجماعة تعمل على تشجيعها للمضي قدما في هذه الخطوة التي ستيسر لها الحصول على التمويل، وأوضح خبراء في الجماعات الإسلامية أن مسؤولين بأجهزة مخابرات من دول خليجية من بينها قطر اجتمعوا مع "أبومحمد الجولاني" زعيم "جبهة النصرة" عدة مرات في الأشهر القليلة الماضية لتشجيعه على التخلي عن تنظيم القاعدة ومناقشة الدعم الذي يمكن لهذه الأجهزة تقديمه، ووعد المسؤولون بالتمويل بمجرد تحقق الانفصال.

الجدير ذكره أن القيادات الإجرامية التي تقود الأعمال الإرهابية لجبهة النصرة، كانت معتقلة في السجون السعودية، وتم الإفراج عنها وإرسالها إلى الأراضي السورية عبر تركيا ودول أخرى، ما يشير إلى دور السعودية في دعم هذه الحركات أيضاً.

و تشير معلومات أن "جبهة النصرة" تعمل بإمرة غرفة عمليات أردنية تنسق عملها مع جيش الاحتلال الصهيوني لإدارة العمليات في المنطقة الجنوبية السورية ، وقد بدأ الجيش السوري والقوى الرديفة له بالتحرك لمنع تقدم "النصرة" في هذه المنطقة بعد العملية التي جرت في القنيطرة حيث تصمم المقاومة على الرد على الاحتلال وتحركات "النصرة" كأدوات له، حيث يبقى كيان الاحتلال على اتصال مستمر مع عناصر جبهة النصرة، لتشكيل جدار أمني بينه وبين منطقة الجولان السوري المحتل.

وليس خافياً أن قوات الاحتلال الصهيوني قامت بعلاج مقاتلين تابعين لتنظيم "جبهة النصرة" حيث قدرت الإحصائيات الأخيرة أن عدد المسلحين الذين عولجوا في مشافي الاحتلال بلغ 450 مقاتلاً.

*تنويه: ان هذا التقرير تم نشره من قبل وكالة تسنيم بتاريخ " 2016/01/25" وجرى نشره اليوم مجددا مع بعض التعديلات الطفيفة.

المصدر: وكالة تسنيم

الأكثر قراءة

تبنّي ترشيح أزعور لإحراق ورقة فرنجية وانتخاب مُرشح ثالث حزب الله مُستاء من أداء باسيل: «يعمل اللي بريّحو»!