وبصرف النظر عن ارتفاع وتيرة نبرة الخطاب السياسي، وزيادة منسوب التوتّر نتيجة المخاوف من انعكاسات جائحة «كورونا»، وعدم قدرة القطاع الصحي على الحدّ من تسارع الإنتشار، رغم تمديد فترة الإقفال، فإن الأوساط ذاتها، أعربت عن أسفها لغياب هذا الواقع الخطير عن أي نقاش حكومي، مع العلم أن الوساطات الجارية منذ أسابيع، تركّز على الحفاظ على الحدّ الأدنى من الإستقرار السياسي كي يشكّل دعامة لمعالجة الوضع الصحي الدقيق. ومن هنا، فإن تشكيل الحكومة هو تقاطع ما بين كل الأطراف الداخلية التي تسعى إلى إعادة المشهد اللبناني إلى ما قبل الإنهيار المالي، من دون الأخذ بالإعتبار الخلافات التي تتزايد وتيرتها بشكل يومي ما بين العهد والرئيس المكلّف.
وفي هذا السياق، اعتبرت الأوساط المواكبة، أنه مع اشتداد الأزمة، تصبح الحلول ممكنة، خصوصاً وأن الوساطات التي باتت محلية وغاب عنها الخارج، تتقاطع كلها عند نقطة واحدة وهي أولوية التشكيل قبل أية أولويات أخرى، وذلك، من دون الذهاب إلى أي نقاش لمرحلة ما بعد تأليف الحكومة، مع العلم أن استحقاقات هذه المرحلة هي التي أعاقت، ولا تزال تعيق، اي حوار بنّاء بين قصر بعبدا وبيت الوسط.
وتكشف الأوساط نفسها، أن ساعة الصفر قد بدأت، وأن كل ما كان معمولاً به قبل عشرين من الجاري، سيخضع للتعديل والتغيير، ولو بنسبة طفيفة، اعتباراً من هذا التاريخ، وذلك، مع تغيير السياسة في الولايات المتحدة الأميركية، والذي سينسحب تغييراً في الإستراتيجية المعتمدة من المجتمع الدولي تجاه لبنان. وبمعزل عن الأسباب والموجبات وراء هذا التغيير المرتقب، فإن الأوساط نفسها، تحدّثت عن حرص لدى عواصم القرار الإقليمية والغربية، على تطوير مناخات التفاهم ما بين اللبنانيين، وهو ما سيبدأ في الظهور من خلال تهدئة الخطاب السياسي الذي لامس سقوفاً مرتفعة، لا سيما على جبهة المختارة ـ قصر بعبدا، ذلك أن التقدّم على محور تأليف الحكومة لن يتحقّق إلا على نار حامية، وقد اشتعلت النار أخيراً، وبات المناخ مناسباً للدخول في مرحلة التأليف الجدي.
يتم قراءة الآن
-
اشتباك «يفجر» التسوية الحكومية.. لماذا اراد الحريري استدراج حزب الله ؟ حوار اميركي - اسرائيلي حول لبنان: منع ادارة بايدن من تبني «وثيقة مالي » «تنظيم» المصارف لن يعيد اموال المودعين.. رفع الفاتورة الاستشفائية قريباً !
-
انفجار... ولكن الى أين؟
-
مصر ترحب بعودة سوريا للجامعة العربية وتهاجم القوات التركية
-
ماذا يقول الحسين لشيعة العراق؟