فبعد محاولات حثيثة لـ»ضبضبة» الخلافات واستيعابها، أتت الانتخابات النقابية لتفضح المستور، وابرزها انتخابات نقابة المحامين ومؤخرا انتخابات الصيادلة واطباء الاسنان. وبالمختصر انقسمت المجموعات بين المتقبلة لخوض الاستحقاقات يدا بيد حزب «الكتائب» و»حركة الاستقلال»، وبين تلك الرافضة لذلك وبخاصة لخوضها بحزبيين. وقد رفض «الكتائب» ما طالبت به مجموعات يسارية بتقديم الحزبيين استقالاتهم شرطا لضمهم الى لوائح موحدة للمعارضة وقبل حصرا بتعليق عضويتهم، وهو ما لم ترض به هذه المجموعات.
وتنقسم حاليا المجموعات بين «جبهة المعارضة اللبنانية» التي تضم «الكتائب» و»حركة الاستقلال « و»خط أحمر» و»تقدم» و»لقاء تشرين» ونحو ٦ مجموعات اخرى، وبين «نداء ١٣ نيسان» الذي يضم بشكل اساسي «الكتلة الوطنية»، تحالف «وطني» ومجموعات ك»مواطنون ومواطنات في دولة» و»المرصد»… ومجموعات يسارية اخرى.
وتحمّل مصادر «الكتائب» المجموعات التي تصرّ على الانفصال مسؤولية الانقسام الذي تشهده المعارضة، والذي سيؤثر حتما في نتائج الانتخابات، معتبرة ان ما شهدته نقابة المحامين اكبر دليل على صحة خيارات «الكتائب «مقابل فشل الخيارات الاخرى، والا لماذا فازت اللائحة التي دعمناها ب٥ مقاعد مقابل صفر مقاعد للائحة الاخرى؟!
بالمقابل، يعتبر احد القياديين في المجموعات الاخرى، التي تبدو اقرب الى رفض التلاقي مع «الكتائب»، ان القيمين على هذا الحزب يمارسون ممارسات احزاب السلطة نفسها، والا كيف نفسر التشطيب الذي حصل في اللائحة التي شكلوها في نقابة المحامين للشخصيات غير الحزبية والتي تنتمي لمجموعات اخرى؟ اهكذا يبنون جسور ثقة مع مكونات المعارضة؟ ويضيف القيادي: «لو كانت نيات الكتائب صادقة لكانوا وافقوا على ترشيح شخصيات غير حزبية، لكن ما يريدونه حصرا، وكما كنا دوما نردد، ركوب موجة الثورة وهذا ما لن نسمح به».
وتشير مصادر ناشطة على خط تخفيف حدة الخلاف بين المجموعات، الى «ان التوجه هو للتعاطي مع كل دائرة انتخابية وفقا لخصوصيتها، فحيث توجد المجموعات المختلفة معا، الارجح ان تشكل اكثر من لائحة للمعارضة مع ضمان الا يحصل صداما مباشرا فيما بينها، اما في الدوائر حيث توجد مجموعات دون الاخرى فعندئذ تشكل لوائح موحدة». وتضيف: «لا شك ان الواقع الحالي يضعف المعارضة ويشتت اصوات الناخبين، لذلك المساعي ستبقى قائمة حتى اللحظة الاخيرة للتوصل لتفاهمات تجنبنا هذا الانقسام».
ولعل الاخطر من كل ما سبق، هو سعي بعض الاحزاب لتشكيل لوائح تحت مسمى لوائح مستقلين، بهدف اضعاف لوائح المعارضة، فاذا فاز بعض المرشحين تحت مسمى مستقلين يتم ضمهم الى الكتل الحزبية.
بالمحصلة، لا تبدو الصورة وردية بما يتعلق بموجة تسونامي تغييرية تحملها صناديق الاقتراع، بعدما نجحت المنظومة الحاكمة في تفخيح صفوف المعارضة من الداخل لتفجرها يوم الاستحقاق الربيع المقبل... فهل تتعظ المجموعات من خيبات النقابات ام تواصل النكء بخلافاتها لتقضي على آخر بصيص امل في هذا النفق المعتم؟!
يتم قراءة الآن
-
إفتتاحية نارية لدولار السوق الموازية.. كم سجّل صباح اليوم؟
-
جعجع وباسيل يتنافسان بتصعيد دفتر الشروط بوجه استحقاقي المجلس والحكومة برّي المرشح الأوحد لرئاسة المجلس... والفوز مُحقق خارج التسويات ميقاتي يجمع رصيده بدعم فرنسي... و«القوات» تسعى لتسويق نواف سلام
-
اليوم... أزمة لبنان الكبرى
-
النتائج التي خرج بها «الشيوعي» من الإنتخابات... وفوزه بمقعد واحد يُمثله جراده في مجلس النواب ويتمايز عن «قوى التغيير»
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:19
الجزيرة عن وزير الطاقة السعودي لـ"فايننشال تايمز": نأمل توصل أوبك+ التي تضم روسيا إلى اتفاق ويجب تقدير التحالف بين المنتجين
-
22:52
روسيا اليوم: نشطاء أميركيون يعربون عن استيائهم من تصريحات زيلينسكي حول المساعدات الأميركية لأوكرانيا
-
22:43
وزير الأشغال علي حمية عبر "تويتر": كما أكدنا في 11 أيار غدا 23 أيار الساعة 10 صباحا تصل إلى مرفأ بيروت الدفعة الأولى من الباصات الفرنسية
-
22:36
روسيا اليوم عن منظمة معاهدة الأمن الجماعي: لدينا القوة الكافية للرد على التهديدات بسبب توسع الناتو
-
22:23
وزارة الصحة: تسجيل 72 إصابة جديدة بكورونا وحالة وفاة واحدة
-
22:09
التحكم المروري: جريحان نتيجة اصطدام دراجة نارية بالحائط محلة عنجر