اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في الوقت الذي تراجع فيه الإهتمام الدولي بالملف اللبناني إلى حد بعيد، بعد توقيع إتفاق ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة، تُطرح في بعض الأوساط الكثير من علامات الإستفهام حول الطابع الذي سيكون طاغياً في المرحلة المقبلة، لا سيما بعد ظهور نتائج إنتخابات الكنيست في "إسرائيل" والإنتخابات النصفية في الولايات المتحدة. مع العلم أن فوز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بحسب مواقفه المعلنة، قد يمثل تهديداً لإتفاق ترسيم الحدود، بالرغم من أن الكثيرين يضعون هذا الموقف في سياق المزايدة الإنتخابية لا أكثر، كونه لا يمكن لنتانياهو مخالفة الرغبات الأميركية التي بذلت جهداً كبيراً لتحقيق اتفاق الترسيم.

من حيث المبدأ، تعتبر بعض الأوساط السياسية أن فوز نتانياهو في تل أبيب وإنتصار الجمهوريين في واشنطن، سيعني من حيث المبدأ تكبيل إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن في الفترة المتبقية من ولايته، لا بل تذهب أبعد من ذلك إلى حد الحديث عن أن كل مسار التسويات في المنطقة قد يتوقف، والضحية الأولى قد تكون الإتفاق النووي مع إيران.

في المقابل، تشير هذه الأوساط إلى أن فوز رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد في إنتخابات الكنيست والديموقراطيين في الانتخابات النصفية، سيمثل عامل دعم لإدارة بايدن، التي ستبادر إلى تسريع المفاوضات النوويية مع إيران بالدرجة الأولى، الأمر الذي من المرجح أن يقود أيضاً إلى تسهيل التوصل إلى تسوية جديدة على المستوى اللبناني، تنفيذاً للوعود التي قطعتها واشنطن في مرحلة مفاوضات إتفاق ترسيم الحدود.

في قراءة هذه المصادر، هناك إنقسام إقليمي واضح حول كيفية التعامل مع الإستحقاق الإنتخابي في الولايات المتحدة، يظهر حجم الرهانات القائمة في الوقت الراهن، نظراً إلى أن نتانياهو يجد نفسه في تحالف مع السعودية لدعم الجمهوريين، ولا ننسى كيف كانت العلاقات بين ترامب ومحمد بن سلمان ونتانياهو، بينما في المقابل يبدو أن إيران تفضل فوز الديمقراطيين في هذا الإستحقاق، الأمر الذي ينسحب على العديد من القوى الإقليمية الأخرى، ومنها قطر على سبيل المثال.

في لبنان نتأثر بكل المنطقة، ويبدو أننا أمام مرحلة حامية اقليمياً انطلاقاً من الاحداث التي تجري في إيران واتهام طهران لجهات دولية وإقليمية بتحريك الشارع والدعوة الى العنف، وهذا الواقع بكل تأكيد سينسحب على الساحة اللبنانية التي ستشهد انقسامات وفراغ يبدو حتى اللحظة مضبوطاً، بحيث يُمكن للاطراف ممارسة الألعاب السياسية لكن ضمن سقف مرسوم يمنع الانهيار.

يستفيد لبنان بطبيعة الحال من فوز الإدارة الأميركية الحالية بالانتخابات النصفية كوننا ساحة تنتظر التسويات منذ 3 سنوات تقريباً، أما بحال فوز الجمهوريين، فهذا لن يصب بصالح التسويات السريعة، مع الإشارة هنا الى أن حلحلة الأزمة العراقية قد لا تستمر طويلاً بحال فشل بايدن في منح فريقه الفوز، لأن مقاربة بايدن تختلف عن مقاربة الادارة السابقة، ولولا تغير الإدارة لما تغير الوضع العراقي، واليمني، ولا حتى وُقع اتفاق الترسيم في لبنان.

الأكثر قراءة

هنري كيسنجر... نبي الدم