اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

دعم الثنائي الشيعي قرار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بالدعوة لانعقاد مجلس الوزراء للبحث في ملفات حياتية أساسية، أبرزها ما يتعلق بصحة المواطنين، خاصة بعد قرار إحدى أبرز المستشفيات في بيروت إقفال قسم غسيل الكلى بسبب نفاد المستلزمات الطبية، لكن يبدو أن هذا الدعم الذي أغضب التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل، سيترك ندباً عميقة في جسد العلاقة بين حزب الله والوطني الحر.

لا يمكن لـ «الوطني الحر» أن يقود علاقته بحزب الله الى الهاوية، ويكشف محاضر الجلسات الخاصة التي يعقدها أمينه العام السيد حسن نصر الله، ويجاهر «بالعداء» لترشيح سليمان فرنجية رغم كل مواقف الحزب، ثم يتوقع منه أن يقف الى جانبه في معارك جعلها التيار تأخذ بُعداً طائفياً، فالسياسة هي فنّ «الأخذ والردّ»، تقول مصادر نيابية في فريق 8 آذار، وباسيل لا يريد سوى الأخذ هذه الأيام.

لم يترك الوطني الحر مسألة الدعم الشيعي لقرار ميقاتي تمرّ مرور الكرام، فعضو تكتّل «لبنان القوي» النّائب أسعد درغام أعلن الحرب على الثنائي، وهو بحال لم يسمّ حزب الله فهو يقصده، كون علاقة التيار و «حركة أمل» لم تكن يوماً جيدة، وقال في حديث إعلامي: «الثّنائي الشّيعي يُعطّل جلسات انتخاب الرّئيس، ويُراهن على تعبنا من أجل التّفاوض على مرشّحه رئيس «تيّار المردة» سليمان فرنجية، وأقول له من باب النّصيحة إنّ هذا الأمر يزيد من النّقمة المسيحيةّ عليه».

يأتي هذا التصريح كتهديد واضح لحزب الله بالتخلي عن دعمه مسيحياً، ومن وجهة نظر بعض الأوساط السياسية، فإن تصريح درغام، الذي لا يمكن أن يكون من دون موافقة رئيس «التيار الوطني الحر»، قد يكون الأكثر تصعيداً بوجه الثنائي الشيعي، نظراً إلى أنه يضعه في مواجهة مع القوى المسيحية كافّة، الأمر الذي يمثل إحراجاً كبيراً لحزب الله، خصوصاً أنه يُتهم بتعطيل جلسات المجلس النيابي، ليلتقي درغام مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي يشن هجوماً دائماً على القوى التي تقوم بالتعطيل.

يبدو واضحاً، أن السبب الرئيسي في هذا التصريح، الذي جاء بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء، هو التعبير عن الامتعاض من تمسك الحزب بترشيح رئيس «تيارالمردة»، المرفوض بشكل مطلق من جانب «التيار الوطني الحر»، وهو ما يعني أن التيار يريد أن يرفع من سقف التصعيد لإقفال مرحلة فرنجية، عبر التأكيد أن دعمه غير وارد عنده بشكل حاسم.

بالتزامن، يبدو أن «التيار الوطني الحر، الذي ينسق مع البطريركية المارونية، يرى أن من الأفضل بالنسبة إليه الذهاب إلى تفاهم مع حزب «القوات اللبنانية» برعاية بكركي، حول الملف الرئاسي، على أساس أن هذا الأمر يعزز من موقعه في الساحة المسيحية، ويفتح الباب أمامه لقطع الطريق على كل من فرنجية وقائد الجيش العماد جوزف عون معاً، ويعزز فرضية المرشح التوافقي، والطريقة الفضلى لذلك هي التصادم مع المكوّن الشيعي، لكن ما يجب التوقف عنده هو الاتي: هل يساهم «الوطني الحر» عبر هذه المواقف والقرارات في تسهيل مهمة حزب الله بالبحث عن تسوية رئاسية، ولو كان جبران باسيل خارجها؟

الأكثر قراءة

جبهة الجنوب تترقب «عض الأصابع» في الدوحة... وجيش الإحتلال في محنة سفراء «الخماسيّة» يُروّجون لمرونة وهميّة: تهيئة الأرضيّة لما بعد الحرب! «بضاعة» باسيل كاسدة مسيحياً... برودة في بكركي... وسلبيّة «قواتيّة» ــ «كتائبيّة»