اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ليست هي المرة الاولى التي «يهتز» فيها تفاهم مار مخايل ولا يقع، ولن تكون الاخيرة. ولكن «الهزات» المتكررة لهذا التفاهم لم تعد «تمر»، من دون ان تترك آثاراً على حزب الله نفسه وحلفائه في 8 آذار من المسيحيين والسنة.

وتكشف اوساط واسعة الإطلاع على اجواء مشاورات حزب الله و8 آذار و»التيار الوطني الحر» في الايام الماضية، ان ما جرى خلال جلسة مجلس الوزراء امس الاول، ليس الا «عينة» من «طحشات» رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل «الزائدة»، وإندفاعاته «غير المحسوبة»، والتي تقترب من مصاف «الكامياكاز السياسي»، حيث لم يحسب باسيل «خط الرجعة» الحكومي والسياسي، ولم يعر اعتباراً لأي حسابات تتعلق بهموم الناس ومصالحهم.

وتقول الاوساط : ان «بتجييش» باسيل الشارع المسيحي ضد انعقاد حكومة تصريف الاعمال، واعتبارها انها «مصادرة» لصلاحيات الرئيس الماروني، وضع حليفه حزب الله بين حدين:

- الاول إحراجه سياسياً وشعبياً، فإما ان يسير بجلسة الحكومة ويستجيب لدعوة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والتي أطرها في سياق قرارات ضرورية واجرائية واستشفائية وصحية، فإذا رفض الحضور وتضامن مع حليفه باسيل ، سيظهر حزب الله انه ضد مصالح الناس واوجاعهم ، وانه يعرقل المؤسسات ويعطل انعقادها.

- الثاني: استجابته للحضور الحكومي، وتأمين النصاب والغطاء السياسي والدستوري للقرارات المتخذة، وبالتالي يظهر حزب الله انه لم يتضامن مع حليفه باسيل وانه «ضد المسيحيين» ولو خرق الاجماع كل من «المردة» و»الطاشناق».

وتكشف الاوساط عن ان حزب الله شرح لباسيل حيثيات قراره وابعاده السياسية، وهي بالطبع ليست موجهة له، وانه بإندفاعاته الكبيرة والواسعة رجح «كفة» خصومه، وربما وفر لهم فرصة سهلة بتوجيه «صفعة سياسية» وحكومية كبيرة له، وخصوصاً بري وميقاتي ووليد جنبلاط، ولكن ليس في ذهن وحسابات حزب الله اي استهداف او تقصد بحشر باسيل او خسارته سياسياً.

وتقول الاوساط انه من الطبيعي ان يكون هناك حوار ومعاتبة وتفهم وحوار بين الحليفين، وان لا بديل عن هذا التفاهم بين الطرفين، وان احتاج في كل مرة الى ترميم و»اعادة صيانة»، كما انه وتكريساً لمبدأ التهدئة والحوار في الغرف المغلقة مع الحليف باسيل، عمم حزب الله على مسؤوليه وقياداته ونوابه ووزرائه، وحتى على محازبيه ومناصريه، عدم الخوض في اي سجال وعدم الرد على مسؤولين او سياسيين في «التيار البرتقالي»، او الانجرار لأي سجال يتعلق بالتفاهم والتحالف مع «التيار» او جلسات الحكومة، لأن ذلك يضرّ ولا ينفع.

في المقابل، وفي جانب حلفاء حزب الله في 8 آذار، تسود اجواء من الامتعاض بعض حلفاء الحزب، والذين يظهرون «عتبهم» على حزب الله، في جلسات مغلقة وخارج الاعلام، لـ»مسايرته الزائدة» لزعيم «البرتقالي» وتغليب «مصالحه» السياسية والانتخابية على العلاقة معهم ومصالحهم الانتخابية والسياسية. وهذه «المسايرة» انعكست تراجعاً لتمثيل حلفاء حزب الله الانتخابي لمصلحة باسيل وتكتله النيابي، حيث استفاد التيار الوطني الحر انتخابياً من تبادل اصوات وتجيير اصوات مع «الثنائي الشيعي» بزيادة غلته النيابية على حساب «القومي» و»البعث» وسنّة 8 آذار.

الأكثر قراءة

جبهة الجنوب تترقب «عض الأصابع» في الدوحة... وجيش الإحتلال في محنة سفراء «الخماسيّة» يُروّجون لمرونة وهميّة: تهيئة الأرضيّة لما بعد الحرب! «بضاعة» باسيل كاسدة مسيحياً... برودة في بكركي... وسلبيّة «قواتيّة» ــ «كتائبيّة»