مسار بطولي نهضوي متلازم لا انهزام فيه، يتوحد فيه المسلك النضالي مع الفكر المقاوم... ان العملية البطولية التي نفذها الشهيد خيري علقم في "النبي يعقوب - القدس"، والتي أسفر عنها قتل 7 مستعمرين يهود، وعدد كبير من الجرحى، ترجعنا إلى محطات مضيئة في تاريخ أمتنا وفي حياة البطل غسان جديد الضابط القومي في الجيش الشامي، الذي انخرط ببداية العام 1948، متطوعاً كمقاتل في جيش الإنقاذ للدفاع زوداً عن أرض فلسطين ضد الغزاة اليهود.
خاض غسان هناك عدة معارك دامية من أهمها كانت معركة "النبي يعقوب"، حيث كانت هذه المستعمرة اليهودية المنيعة الحصينة بين رام الله والقدس، تقفل الطريق العام وتمنع المجاهدين من الوصول إلى نجدة القدس، كانت شوكة في حلق القوات الزاحفة، تمنع عن القدس إمدادات المؤن، ونجدات المجاهدين، واشتبكت قوة من جيش الإنقاذ بقيادة العقيد العراقي مهدي السامرائي مع حامية "النبي يعقوب" اليهودية وتراجعت القوة المهاجمة أمام عنف المقاومة والتحصينات، وكان غسان جديد في قرية "صموئيل" المشرفة على مستعمرة "النبي يعقوب" على بعد سبعة كيلومترات منها، وكان المقدم عفيف البذرة مرابطاً على بعد ثمانمئة متر من المستعمرة يقذفها بقذائف المدفع الوحيد الذي كان على الجبهة، اندفع غسان على رأس مجموعة صغيرة من الفدائيين إلى المستعمرة الحصينة التي أعجزت الجيوش، والتفّ حولها بمناورة بارعة واستمر تبادل إطلاق النار بين المستعمرة وقوة جيش الإنقاذ المهاجمة بينما كان غسان يقود فدائييه إلى العمل الخطير... وما إن رمى الفجر بخيوطه الذهبية على المروج الممتدة حتى اهتز المكان بالدوي المتتابع وأصبحت المستعمرة اليهودية الحصينة أنقاضاً وخرائب، وأصبح من فيها بين قتيل وجريح وأسير. وانفتحت طريق القدس وتدفقت عليها النجدات بأمان، لقد نسف يومها غسان جديد المستعمرة اليهودية في أروع عملية فدائية شهدتها الحرب الفلسطينية، فكسب للجندية السورية شرفاً أثيلاً وللبطولة الأصيلة في أمتنا ميداناً فسيحاً.
ها هو اليوم الشهيد خيري علقم يعيدنا بعمليته البطولية على مدى 75 سنة مضت، قارعاً باب ذاكرتنا بمآثر ملحمة "النبي يعقوب" من العام 1948. على أمل أن تفتح هذه العملية مجدداً طريق الإمدادات وتدفق المجاهدين لنجدة القدس لتكون بذلك بداية الخلاص من اليهود على كامل تراب فلسطين.
ولا تدل هذه التضحيات والأعمال الخطيرة التي ينفذها أبناء شعبنا، خلال كل هذه المراحل الصعبة التي تمر فيها أمتنا، إلا إثباتاً للوعي لحقيقتنا وعلى البطولة المؤمنة، المؤيدة بصحة العقيدة.
وأخيراً فأن الشهيد خيري علقم جسد بعمليته الإستشهادية، قول حضرة الزعيم: "نحب الحياة لأننا نحب الحرية، ونحب الموت متى كان الموت طريقاً للحياة".
البقاء والمجد للأمة، والخلود للشهداء.
يتم قراءة الآن
-
البلد لا يمشي بالأكاذيب
-
الزميل اسكندر شاهين رحل ساكن الصمت
-
«الفيتوات» المتبادلة تعزز حظوظ مُرشح ثالث لرئاسة الجمهوريّة الخلوة المسيحيّة: صلاة وتأمل ولا اتفاق الإضرابات تشلّ البلد... والدولار يُواصل تحليقه
-
الليرة تنهار دون كوابح ولبنان ينافس افغانستان على المرتبة الاخيرة في «التعاسة» «مساومة» سعودية تؤجل الحل وفرصة مقيدة للمعارضة للاتفاق على مرشح رئاسي دعوة بكركي للصلاة تكتمل بموافقة الاحزاب المسيحية الرئيسية ولا تفاهمات سياسية
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
22:52
العربية: احتجاجات في فرنسا بعد فشل البرلمان في حجب الثقة عن الحكومة واعتماد قانون التقاعد
-
22:50
الاتحاد الأوروبي: مستعدون للمساهمة في خفض التوتر بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين"
-
21:58
البنك الدولي يتوقع أن تبلغ تكلفة إعادة إعمار سوريا جراء زلزالين 7.9 مليار دولار
-
20:25
القرم اجتمع مع ادارتي "الفا" و"تاتش" وطلب تقديم 30 دقيقة مجانية مع كل بطاقة تشريج من فئة 7.5 دولارات بصلاحية 30 يوما
-
20:08
البرلمان الفرنسي يفشل في التصويت الأولي في سحب الثقة من الحكومة لعدم توفر الأغلبية المطلقة
-
19:57
هيئة المحلفين تتوصل إلى حكم مبدئي في توجيه الاتهام لليمين المتطرف في الاعتداءات على مبنى الكونغرس الأميركي في 6 كانون الثاني 2021
