حين يكون "حزب الله" القوة العسكرية الضاربة. تلقائياً القوة السياسية الضاربة. القوة الناعمة في بلد لم يعد يتحمل لا ضوضاء الدم، ولا ثقافة الدم، ولا تبعات الدم، وفي منطقة مبعثرة كما الحجارة على رقعة الشطرنج. الأحرى، الدمى في كتاب مايلز كوبلاند "لعبة الأمم"!
القوة السياسية الضاربة بصوت الذين تحت التراب، ويزهو بهم التراب الذي لطالما عانى من االأقدام الهمجية، ومن الرؤوس الهمجية. أيضاً بصوت الذين يثيرون الهلع في صدور الجنرالات، وفي صدور الحاخامات، الذين نرى كل يوم الأمثولة تلو الأمثولة على بربريتهم في القتل، وفي التنكيل، وفي الاغتصاب...
وكنا، ولا نزال، ضد أن يكون الحزب جزءاً من "شرعية" قال فيها خبير في صندوق النقد الدولي "لم تترك ثقباً لفأرة دون فساد".
لا نقول أن عليه فك ارتباطه الأخلاقي (أو الاستراتيجي) بشخصيات محددة، ولا نمتلك حق النصح لمن يواجه الأعاصير الهوجاء تهب عليه من كل حدب وصوب. ولكن آن الأوان ليفعل الحزب في السياسة ما فعله على الأرض. أن يكون الارتباط الأخلاقي، والاستراتيجي، بالوطن لا بالشخص. وهو المثال في ذلك.
لا دفاع عن أحد ممن مضوا بنا الى ذاك البلاء العظيم. نعلم أن وراء تفجير المرفأ الكثير من الأيدي السوداء، ومن الغرف السوداء. ونعلم أن هناك، ومنذ الساعة الأولى، ومنذ الدقيقة الأولى، من وجه الأصابع (أو الأظافر) الى "حزب الله"!!
وسط تلك الغرنيكا (وحيث لعبة الطوائف كرديف للعبة القبائل) في ذروتها، بدا الحزب مضطرأً للدفاع عن فلان وفلان كي لا يمضي التحقيق في الاتجاه الذي حددته الأصابع اياها. ها أن احدى قنوات التلفزة الفرنسية تطلق في 5 شباط شريطاً وثائقياً حول التفجير، يتردد أن عنوانه سيكون "حزب الله: التحقيق الممنوع" Hizbollah : L'enquete interdite .
تبعاً لما شاهدنا من لقطات، هناك كلام لنائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، الى مشاركين آخرين سلطوا الضوء على مسؤولية الحزب في وقوع الكارثة التي يبدو، جليّاً، أنها من صنع الأبالسة، كما لو أن الماركنتيلية اللبنانية لم تحاول أن تجعل من تلال الصنوبر مقابر للبقايا المشعة...
هنا اللصوصية، وهنا الزبائنية، وهنا الشبق المكيافيلي الى المال والسلطة، حتى ولو كانت سلطة علي بابا، الجوهر الفلسفي للسياسة في لبنان، والا لما كان الغزو الاسرائيلي، ولما وصل حملة السواطير الى عقر دارنا، ولما كنا على أرصفة الجحيم...
كل من في الداخل، وكل من في الخارج، يقول (والدليل واضح) ان لبنان، راهناً، في حالة اللادولة، وأن هناك بين ملوك الطوائف من شرع في رسم الخرائط (رسم الخرائط بفوهات البنادق) في هذه الحال، من يستطيع وقف تلك الكوميديا السوداء سوى "حزب الله" الذي نأمل أن يضع الأسماء جانباً، ويبحث مع الآخرين عن رئيس لا يضع نفسه، ولا يضع البلد، في المزاد العلني.
مهمة مستحيلة في جمهورية مستحيلة؟ تدرك ما هي ظروف الحزب، وهواجس الحزب، ومن يمدون أيديهم الى زبانية الخارج لقتله، ولو أدى ذلك الى قتل لبنان. ولكن من يمتلك القوة العسكرية الضاربة لا بد أن يمتلك القوة السياسية الضاربة، وحتى القوة الديبلوماسية الضاربة، ليس فقط في لبنان وانما في سائر أنحاء المنطقة، وقد تسلل اليها بنيامين نتنياهو عبر تلك التصدعات الجيوجولوجية والأوبئة الجيوسياسية.
لا نتصور أن لبنان خال من شخصية مارونية خارج جاذبية السوق، وخارج الصفقات التي أوصلت ميشال عون الى القصر فاذا به يرتضي، من أجل ذاك الكرسي الكهربائي، أن يضطلع بدور المايسترو الذي يكمل قيادة المسيرة الى جهنم. لا مجال للبحث عن رئيس آخر يقود البلاد الى ما بعد، ما بعد جهنم.
واضح أن صراع الأمبراطوريات في ذروته، وأن لهذا الصراع تداعياته العاصفة على المنطقة، دون أن يغيّر اللقاء الخماسي في باريس، أي شيء في المشهد.
في هذه الحال، لماذا لا نعمل لدولة الحد الأدنى، وننتخب رئيساً قادراً على هذه المهمة؟ ربّ قائل "آتنا برئيس من... المريخ"!
يتم قراءة الآن
-
إشربوا حليب السباع وزوروا دمشق
-
عجلة المصالحات في المنطقة تتسارع ولبنان على «رصيف انتظار» نجاح التسويات الملف اللبناني ليس اولوية سورية ــ سعودية وواشنطن «غير مهتمة» وطهران لا تتدخل وفد «الصندوق» مصدوم ويحذر من وضع خطــر جداً... الانتخابات البلدية في خطر
-
هكذا سُحب فتيل التفجير ليل الثلاثاء
-
السيّد نصرالله يقود "إسرائيل" الى الهاوية...
الأكثر قراءة
-
عجلة المصالحات في المنطقة تتسارع ولبنان على «رصيف انتظار» نجاح التسويات الملف اللبناني ليس اولوية سورية ــ سعودية وواشنطن «غير مهتمة» وطهران لا تتدخل وفد «الصندوق» مصدوم ويحذر من وضع خطــر جداً... الانتخابات البلدية في خطر
-
هكذا سُحب فتيل التفجير ليل الثلاثاء
-
السيّد نصرالله يقود "إسرائيل" الى الهاوية...
عاجل 24/7
-
17:37
رويترز : روسيا لا تنوي وقف صادراتها من القمح
-
16:41
وزارة الخزانة الأميركية تفرض عقوبات على شركات بيلاروسية مملوكة للدولة وعلى مسؤولين حكوميين
-
16:29
وزير الدفاع التركي خلوصي أكار: الوجود العسكري التركي في سوريا يهدف إلى مكافحة الإرهاب، وحماية حدود تركيا ووحدة الأراضي السورية ولا يشكل احتلالاً
-
16:26
حركة المرور كثيفة من جسر الكوكودي باتجاه انفاق المطار
-
15:27
المستشار الألماني: دول الاتحاد الأوروبي ستواصل دعم أوكرانيا لأطول مدة ممكنة
-
15:03
تحليق مكثف لطائرات العدو الاسرائيلي على طول الحدود مع لبنان
