اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
تتجه الانظار غدا الى باريس واللقاء الخماسي الذي سيعقد فيها لبحث الملف اللبناني بما فيه الاستحقاق الرئاسي. لكن المعطيات لاتشي بانه سيخرج بقرارات او مواقف حاسمة بشأن هذا الاستحقاق المعلق على انقسامات الداخل وتحاذبات الخارج.

وصار معلوما، كما اشارت « الديار « منذ اسبوعين ان اللقاء لن يدخل او يناقش في الاسماء المرشحة او المقترحة، وسيؤكد على المواقف السابقة الداعية الى ان يحسم اللبنانيون بانفسهم هذا الامر .

وسينعقد اللقاء على مستوى مديري الخارجية ومسؤولي متابعة الملف اللبناني في كل من فرنسا، والولايات المتحدة الاميركية، والسعودية، ومصر، وقطر . ولن يقتصر البحث على الاستحقاق الرئاسي، وانما سيتناول ايضا الوضع المتردي على الصعيدين الاقتصادي والمالي وتداعياته على اللبنانيين.

وقال مصدر سياسي بارز امس لـ»الديار»: انه من غير المتوقع ان يخرج المجتمعون بمواقف او قرارات حاسمة حول الاستحقاق الرئاسي، لكنهم ربما يصدرون موقفا متشددا يحمل الاطراف اللبنانية مسؤولية استمرار الفراغ الرئاسي وما نجم وينجم عنه، ويؤكدوا مجددا على الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية.

ولا يستبعد المصدر ان يؤكد اللقاء على ما يمكن وصفه بخارطة طريق انقاذية تبدأ بانتخاب الرئيس وتشكيل حكومة قادرة على ترجمة برنامج اصلاحي انقاذي يتواءم مع مطالب وشروط صندوق النقد الدولي .

واضاف المصدر ان الموقف السياسي للقاء سيكون مستوحى من المواقف السابقة ومنها المبادرة الكويتية التي تبناها العرب عموما ودول الخليج خصوصا.

وقال « علينا ان ندرك جيدا انه لن يأتينا المن والسلوى من الخارج. صحيح ان اللقاء يشكل محطة لتوجيه رسالة للبنان بانه ما زال موضع اهتمام ومتابعة دولية وعربية، الا انه لن يخرج يقرارات عملية اكثر من الاستعداد للاستمرار في تقديم مساعدات اغاثية محدودة.

ما الذي يحول دون ذهاب اللقاء الخماسي الى مواقف اكثر حسما وفاعلية بشأن الاستحقاق الرئاسي؟

المعلومات المتوافرة لـ»الديار» من مصادر دبلوماسية ان المملكة العربية السعودية ما زالت على موقفها لجهة انها لا ترغب في الانخراط المباشر بالاستحقاق الرئاسي، وتفضل عدم الغوص في اللعبة الرئاسية اللبنانية الداخلية.

وتضيف المعلومات ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عكس هذا الموقف خلال لقائه مؤخرا مع وزيرة الخارجية الفرنسية، مشيرا الى ان المملكة لا ترغب الدخول في الاسماء المرشحة او المقترحة، وانها ترى ان على اللبنانيين ان يتحملوا مسؤوليتهم تجاه هذا الاستحقاق، وستتعامل المملكة مع النتائج وفق النهج الذي سيعتمده الرئيس الجديد اكان على الصعيد الاصلاحي الداخلي ام على صعيد السياسة مع الخارج والعلاقة مع الاشقاء العرب والمجتمع الدولي.

ولا يختلف الموقف الاميركي كثيرا عن الموقف السعودي، حيث جدد مسؤولون اميركيون كما نقل عنهم نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب بان واشنطن ليس لها مرشح رئاسي وهي لا تدخل في الاسماء.

لكن مصدرا سياسيا لفت ان واشنطن من خلال تعاطيها مع الازمة ومواقفها تبدو بشكل واضح انها تمارس سياسة المناورة وغير مستعجلة لانجاح المسعى الفرنسي.

التحرك الداخلي واجواء عين التينة

وفي شأن التحرك الداخلي المتصل بالاستحقاق الرئاسي فان المشاورات والمساعي التي جرت على محاور عين التينة وكليمنصو وبكركي في الاسبوعين الاخيرين مرشحة للاستمرار في الايام المقبلة على ضوء ما سيصدر عن اللقاء الخماسي في باريس . لكن مصدرا مطلعا ابلغ « الديار «امس ان هذا الحراك الناشط لم ينجح في احداث خرق جدي في جدار ازمة الاستحقاق الرئاسي، لا سيما في ظل ارتفاع سقوف المواقف السياسية عند بعض الاطراف وأخرها إعلان رئيس حزب الكتائب سامي الجميل في افتتاح المؤتمر العام للحزب بحضور ومشاركة اطراف المعارضة عن تعطيل انتخاب الرئيس بحجة منع المجيء برئيس موال لحزب الله.

وصار معلوما ان الرئيس بري لن يدعو الى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية تكون نسخة عن الجلسات الـ١١ السابقة، وانه سيواصل مشاوراته وحركته للخروج من هذه الدوامة من خلال تامين المعطيات التي تؤدي الى تحقيق الحد الادنى من التوافق الذي يفسح في المجال امام انتخاب الرئيس الجديد.

وفي هذا الصدد قالت مصادر قريبة من عين التينة لـ «الديار» امس ان الازمات الكبيرة التي تعصف في البلاد والتداعيات الناجمة عنها تفترض ان تشكل حافزا قويا للتوافق بدلا من رفع سقوف الخطابات السياسية.

واضافت انه انطلاقا من هذا الموقف فان الرئيس بري سيواصل جهوده ومشاوراته لتغليب الاجواء المناسبة من اجل عقد جلسة انتخاب في اجواء ايجابية تنتج الرئيس الجديد.

وحرصت المصادر على عدم الدخول او التعليق على التكهنات والبوانتاجات التي تصدر في بعض وسائل الاعلام حول هذا المرشح او ذاك، لافتة الى الحديث عن الارقام هو مجرد تكهنات اعلامية، والمهم هو تضييق مساحة الخيارات من خلال تعزيز النهج التوافقي على حساب التصعيد السياسي.

بكركي والحوار المسيحي

على صعيد آخر قالت مصادر مطلعة لـ»الديار» امس ان بكركي بعد حركة المشاورات التي اجرتها مؤخرا في شان الاستحقاق الرئاسي، بدأت تجري جوجلة تمهيدية لرعاية الحوار المسيحي - المسيحي الجامع بين القوى كافة من اجل البحث في توفير الفرص للدفع باتجاه انتخاب رئيس الجمهورية والخروج من الازمة القائمة.

واضافت ان هذه الجوجلة تأخذ بعين الاعتبار ازالة التحفظات المتبادلة بين الافرقاء المسيحية لا سيما بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وعدم التسرع في الدعوة قبل ضمان نجاح دعوتها ومبادرتها وان لا تكون دعستها ناقصة.

وفي هذا المجال علم ان تكتل الجمهورية القوية سيناقش هذا الموضوع ومواضيع اخرى في اجتماع له اليوم، لكن من المستبعد ان يصدر موقفا منه قبل توجيه الدعوة المرتبطة اصلا بانضاج بكركي لظروف نجاحها. ويسود جو بان القوات اللبنانية لا تريد ان يكون هذا الحوار وسيلة يستفيد منه جبران باسيل لكسب غطاء له.

وقال مصدر نيابي في القوات اللبنانية لـ»الديار» امس « نحن لسنا ضد دعوة بكركي للحوار، لكن لسنا مع اية دعوة، فالدعوة للحوار التي لن تؤدي الى نتيجة ايجابية يمكن ان تسيء لبكركي وللوضع بشكل عام».

واشار الى ان البعض الذي ينتقده غبطة البطريرك ضمنا، يريد ان يأخذ شرعية لموقفه تجاه الاستحقاق الرئاسي من هذا الحوار، وان يكسب غطاء من بكركي لمواقفه».

واوضح انه سيكون لتكتل الجمهورية القوية موقف واضح في حال وجهت بكركي الدعوة للحوار المسيحي، مع العلم اننا نتعامل مع هذا الاستحقاق من منطلق ومعيار وطنيين باعتبار ان الازمة ناجمة عن خلاف بين من يريد اعادة الاعتبار للدولة وبين من يتجاوزها . ونحن مرتاحون لطروحاتنا وموقفنا من الاستحقاق الى جانب حلفائنا المسيحيين والمسلمين . ونرفض تصوير الازمة على انها ناجمة عن الخلاف المسيحي - المسيحي.

وفي المقابل قال مصدر نيابي في التيار الوطني الحر لـ» الديار « : ان فكرة الحوار المسيحي - المسيحي نحن من دعونا لها وطالبنا بها من منطلق تعزيز الموقف المسيحي لانتخاب رئيس يحظى بدعم مسيحي كجزء اساسي من التمثيل الوطني. لكن يجب التحضير لمثل هذا الحوار ليكون هناك جهوزية من الجميع للانخراط فيه وانجاحه، اذ ان فشله سينعكس سلبا ولن يؤدي الغرض منه.

واضاف « نحن نقدر دور بكركي وما تقوم به من جهد في هذا المجال، لكن نجاح مسعاها لا يتوقف عليها فقط بل على تجاوب القوى المسيحية وارادتها في انجاح هذا الحوار. ومما لا شك فيه ان مسعى بكركي هو موضع اهتمام وتقدير كبيرين، لكن هناك حاجة لدرس صيغة توجهات اللقاء الحواري لان في ذلك ضمانات لنجاحه «.

حزب الله : لا يمكن فرض اسم الرئيس من الخارج

وامس حمل حزب الله على لسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الفريق الآخر مسؤولية تعطيل البلد، وقال « لسنا نحن من نعطل البلد وانما الذي يعطله هو من يضع يده عليه بنقده ومصارفه وسياساته وحصاره، ويمنع ان تصل الكهرباء اليه وان تأتي المساعدة للشعب اللبناني».

واذ اشار الى محاولات زرع الاحباط عند الناس تحت عنوان « لم نعد نحتمل»، قال « من يريد ان يصرخ فليصرخ حتى يشبع، فنحن مطمئنون بان شعبنا لن يصرخ لانه شريك معنا في المعركة «.

وعشية لقاء باريس قال النائب حسن فضل الله « ان كل الحراك الذي يجري في الداخل لم يتوصل الى توافقات حتى الان. ونحن لسنا ممن ننتظر الخارج، ولا يمكن للخارج ان يفرض علينا اي اسم، ونحن نريد ان يبقى الاستحقاق الرئاسي وطنيًا لبنانيا. لو اجتمعت كل دول العالم لتفرض اسما على اللبنانيين لن تستطيع ان تفعل ذلك».

مجلس الوزراء غدا

على صعيد آخر يعقد مجلس الوزراء جلسة له صباح الغد للبحث في عدد من البنود الملحة ابرزها الملف التربوي في ظل التردي الكبير لهذا القطاع والحاجات الضرورية المتعلقة بمطالب المعلمين وتمكين الجامعة اللبنانية من الاستمرار واداء دورها.

كذلك يبحث المجلس في الوضع المتردي للقطاع الصحي ايضا لا سيما سبل استمرار دعم ادوية السرطان والامراض المستعصية، ومعالجة مشاكل المستشفيات والاستشفاء.

وسيتناول ايضا بنودا كانت مؤجلة من الجلسة السابقة ومنها ملف النفايات.

وقالت مصادر وزارية ان هناك ضغوطا وتداعيات كثيرة ناجمة عن الانهيار الذي تشهده البلاد، مشيرة الى ان انعقاد جلسات حكومة تصريف الاعمال واجبة ومسؤولية وطنية.

الأكثر قراءة

جبهة الجنوب تترقب «عض الأصابع» في الدوحة... وجيش الإحتلال في محنة سفراء «الخماسيّة» يُروّجون لمرونة وهميّة: تهيئة الأرضيّة لما بعد الحرب! «بضاعة» باسيل كاسدة مسيحياً... برودة في بكركي... وسلبيّة «قواتيّة» ــ «كتائبيّة»