مثلما اعترانا الأسى لما حلّ بسوريا، اعترانا الأسى لما حلّ بتركيا. الا اذا كان الزلزال، وقد انفجرت مظاهر الفساد، قد أضافته الى لائحة الضحايا. هل يمكن لرجب طيب اردوغان تغيير جلده، بل تغيير عظامه، بعدما تبيّن له أن ثمة يداً، أكانت يد الله أم يد الطبيعة، فوق يد السلطان؟لا موطئ قدم له بين أباطرة القرن...
آن الأوان ليصاب الرئيس التركي بالملل من الاستهلاك العبثي للتاريخ، ومن الاستهلاك العبثي للايديولوجيا، ويعيد تطبيع العلاقات مع سوريا، مع تداعيات ذلك على الوضع في المنطقة، وقد عانت الكثير من آلام التاريخ ومن آلام الايديولوجيا. من هذا الباب تسلل آلهة النار!
تلك الليلة الأبوكاليبتية (بالهزات الارتدادية المتواصلة)، جعلتنا نغتسل من بشاعات التاريخ، لنقول لسنا بحاجة فقط الى الصداقة العربية ـ التركية، بل والى الأخوة العربية ـ التركية.
كل ما حدث حتى الآن كان لمصلحة القوى العظمى التي أحاطت اردوغان بالخطوط الحمر. الأميركي جون آلترمان قال له "حتى لونبشت كل قبور الحرب العالمية الأولى، لن تعثر لا على تاج السلطان ولا على رفات السلطان".
اذا عادت العلاقات بين دمشق وتركيا، لا بد أن يحدّ ذلك من معاناة السوريين، وقد بدأوا في الموازاة بين برابرة الداخل وبرابرة الخارج. لعلكم رأيتم بعض المسؤولين بقاماتهم الخشبية وبربطات عنقهم الفاخرة، يظهرون فوق الأنقاض التي كادت تنقضّ عليهم، دون أن نغفل تفاني مسؤولين آخرين حملوا المعاول، وحملوا دموعهم من أجل انقاذ ما ومن يمكن انقاذه.
متى ينزل المسؤولون من عليائهم الى الشارع، ليصغوا الى الأنين من تلك الطبقة التي نشأت داخل النظام، وبتواطؤ مع بعض أهل النظام لاستغلال ظروف الحصار والاثراء الوحشي؟
لا مناص من اجتثاث هؤلاء من جذورهم (أيها الرئيس بشار الأسد)، والا فان التآكل الداخلي سيشق الطريق ثانية، أمام أولئك الذين يحفرون الأنفاق لتقويض الدولة في ظل التوتر الاقتصادي والتوتر السوسيولوجي. ثمة في كل المناطق من يخشى ظهور "طالبان السورية" !!
تصوّروا أن اردوغان، وقد وقف طويلاً وتأملّ طويلاً أمام الزلزال، يقود ما يمكن أن يدعى "الأرمادا الديبلوماسية" لحل أزمة العلاقات في المنطقة، ومع اعتبار أن الصراع مع "اسرائيل" أكبر بكثير من أن يكون أزمة. هنا قضية البقاء أو اللابقاء.
كونراد اديناور، وهو يكفكف دموعه بين الركام في برلين، قال "من هنا تبدأ المانيا".
هذا ما نأمله. أن تعيد التراجيديا تشكيل الوعي السياسي لدى الأتراك، خصوصاً لدى الذين يكرهون العرب، ولا يجدون فيهم سوى بقايا ألف ليلة وليلة.
ليكن لأنقرة الدور الخلاق، ولتتدخل في رأب الصدع بين ضفتي الخليج، لا أن تدأب على توظيف هذا الوضع لمصالح جيوسياسية وجيوستراتيجية (ما يتقاطع مع الموقف "الاسرائيلي" في هذا الصدد)، وهو التوظيف الذي أثبتت التطورات أنه لا يوصل الى مكان...
مثلما نريد للأتراك أن يعيدوا النظر في سياساتهم في المنطقة، نتمنى على الايرانيين، بالموقف الرائع ضد "اسرائيل"، وبالشعار المستحيل (أوالفضفاض) حول الخروج الأميركي، أن يكونوا أكثر براغماتية في علاقاتهم مع المحيط (علاقاتهم الممتازة مع تركيا مثالاً).
ذاك الخروج لا يمكن أن يتحقق لا بالصيحات المدوية، ولا بالرشقات الصاروخية، ما دامت النزاعات الاقليمية تخدم بالدرجة الأولى الوجود الأميركي. أن يتخلى كل طرف في الاقليم عن هواجسه الأمبراطورية أوالقبلية، ويسعى للانخراط في لعبة المستقبل.
واضح ما نحتاج اليه (الآن... الآن)، بعدما علمتنا الكارثة ـ وما زالت هزاتها الارتدادية تقضّ مضاجعنا ـ ضرورة التعاون لبناء منظومة اقليمية بأبعاد استراتيجية، والا البقاء على رقعة الشطرنج، مع ادراكنا أن الأميركيين و"الاسرائيليين"، سيبذلون المستحيل للحيلولة دون ذلك.
في هذه الحال، هل نقف مكتوفي الأيدي أم نشتبك كالعادة بالسلاح الأبيض؟ لتكن الخطوة أو الخطوات الأولى...
يتم قراءة الآن
-
الدولار حطّم الرقم القياسي وأشعل المحروقات مع تخطيه 140 الف ليرة ليتراجع 30 الفاً مصادر بكركي لـ «الديار»: خلوة 5 نيسان روحية والبطريرك لا يضع مصيدة امام النواب دعوة شعبية عارمة للتجمع في «رياض الصلح» احتجاجاً على انهيار الأوضاع المعيشية
-
المركزي: عملية مفتوحة لشراء الاوراق النقدية اللبنانية بدءًا من هذا الموعد
-
الليرة تنهار دون كوابح ولبنان ينافس افغانستان على المرتبة الاخيرة في «التعاسة» «مساومة» سعودية تؤجل الحل وفرصة مقيدة للمعارضة للاتفاق على مرشح رئاسي دعوة بكركي للصلاة تكتمل بموافقة الاحزاب المسيحية الرئيسية ولا تفاهمات سياسية
-
هل حشر "الصهر" "الحكيم" في زاوية بكركي؟
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
09:57
مؤتمر صحافي لوزير الاشغال العامة والنقل علي حمية عند الثانية عشر ظهرا"
-
08:37
الاستخبارات العسكرية البريطانية تعلن أن القوات الأوكرانية المدافعة عن باخموت ما زالت تواجه خطر التطويق من الشمال والجنوب (سكاي نيوز عربية)
-
08:37
الاستخبارات العسكرية البريطانية: هناك مؤشرات على أن الهجوم الروسي على مدينة باخموت يفقد زخمه
-
08:24
احصاءات غرفة التحكم للحوادث التي تم التحقيق فيها خلال ال ٢٤ ساعة الماضية: 4 حوادث ،قتيلان و جريحان
-
23:04
أوكرانيا تحصل على خطة مساعدة من صندوق النقد الدولي بقيمة 15,6 مليار دولار
-
20:07
الأسد يبحث مع منسق الإغاثة في الأمم المتحدة سبل مساعدة سوريا على التعافي من تبعات الزلزال وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين
