اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

المهمات الشاقة لجمع القيادات المسيحية توالت منذ عقود، ولم تفلح بالوصول الى نتائج إيجابية إلا قليلاً، وعبرت عبر بكركي من خلال البطريرك الراحل نصرالله صفير على مدى سنوات وسنوات، لكن اتت مخيّبة للآمال مرات عديدة، لتحال بعدها الى البطريرك بشارة الراعي، الذي ذاق الامريّن بسبب خلافاتهم المتواصلة، فقام بالمهمة مرات حتى يئس، بعد ان ُخذل ولم تفلح وساطاته في جمعهم، باستثناء المهمة الشاقة التي قام بها قبل سنوات، فأجرى مصالحة بين رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، وهذا بحد ذاته يعتبر إنجازاً كبيرا،ً سُجّل للراعي نظراً الى العداوة التي كانت سائدة بينهما. ومع ذلك يمكن القول انّ العلاقة انهت القطيعة والاحتقان ، لكن لم تتطور اكثر، بسبب التباين السياسي الكبير بين الحزبين، فلا شيء يجمعهما، لانّ المبادئ بعيدة جداً لا بل ضمن خطين من الصعب ان يلتقيا.

اليوم بات الملف المسيحي في ايدي مطران انطلياس انطوان بو نجم، الذي ُكلّف من قبل الراعي، فاستهل لقاءاته مع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الاسبوع الماضي، فأبلغه على الفور ما رفضه سابقاً أي لا قبول بفرنجية وبقائد الجيش جوزف عون، مكرّراً له ما قاله في كل مؤتمراته الصحافية، فلا شيء جديداً، مقترحاً ان يقوم كل طرف بطرح اسم مرشح او اكثر ليتم التفاوض، ويبحث لاحقاً خلال اجتماع في الصرح البطريركي في بكركي، اي الموقف على حاله.

وعلى خط "القوات اللبنانية" لا جديد ايضاً، وفق ما اشارت مصادرها لانها ترفض عقد لقاء للصور والمصافحة فقط، كما ترفض وصول أي مرشح من الفريق الممانع، "وهذا ما قلناه مراراً، أي لدينا كل الاستعداد للبحث في سلّة أسماء تحت سقف بكركي للاتفاق على إسم واحد".

اما اللقاء مع رئيس "حركة الاستقلال" النائب المرشح ميشال معوض، فكان ايجابياً وفق مصادره، ولم يتخلله اي تباين بل تجاوب كليّ من قبل الاخير.

وفي ما يخص الاجتماع بين بو نجم وفرنجية في بنشعي يوم اول من امس الاربعاء، وهو المرشح البارز حتى ولو كان غير معلن رسمياً من قبل الفريق الممانع الذي لا يلقى لغاية اليوم أي قبول من الفريق المعارض، وافيد بأنّ المباحثات كانت واضحة وفرنجية يعرفها سلفاً، مع محاولاته طيّ مقولة مرشح التحديّ ، والاستعانة بالخط الوسطي .

ولاحقاً التقى بو نجم الوزير السابق زياد بارود، والنائب نعمة افرام كمرشحين محتملين للرئاسة.

في غضون ذلك، يبقى الكتمان سيد الموقف في هذه المباحثات، على الرغم من محاولة المطران بو نجم نفي المعلومات التي تسربّت عن فشل اللقاءات مع القيادات المسيحية لانها لم تنته بعد، ومن المبكر الحُكم على النتائج قبل رفع التقرير الى البطريرك، الذي بدوره سوف يعلن عن الخطوات المقبلة ، بحسب ما جاء في بيان صادر عن ابرشية انطلياس.

في السياق، اشارت مصادر سياسية مواكبة للملف الى أنّ النتائج لغاية اليوم مخيّبة للآمال، ولا بصيص امل، لانّ اللقاءات التي جمعت المطران بو نجم مع تلك القيادات لم تصل الى حلول جذرية، ناقلة هواجس بكركي مما يحصل اليوم في البلد، ومن عدم وجود جهوزية مسيحية للتعاطي مع هذه المتغيرات والتطورات المتسارعة، وسط تردّي الوضع المسيحي، ما جعله يتطلب عملية إنقاذ سريعة، والمهمة صعبة جداً لان الخلافات السياسية ثقيلة، والمصالحة المسيحية لم تتحقق بعد.

ورأت المصادر ان المشكلة الحقيقية لدى الزعماء المسيحييّن، انهم لا يستطيعون الاعتراف بأخطائهم بهدف ترميم البيت المسيحي، وسألت هل سيستيقظ الجميع من أحلام اليقظة، ويتخلون عن ذنوبهم الماضية والحاضرة في سبيل وحدة المسيحيّين؟ واعتبرت أن الحل الافضل اليوم هو الوصول الى وحدة في الموقف الرئاسي وبأسرع وقت ممكن، لافتة الى ان البطريرك الراعي مستعد لمواجهة تحديات كبرى، في سبيل وحدة الموقف المسيحي، وهو مدرك تماماً لحجم هذه التحديات، لان الخطر داهم، فهنالك أسماء كانت مرشحة للرئاسة طُويت، واخرى طامحة وقد لا تكون في مكانها الصحيح، لذا فالخيار الصحيح مطلوب اولاً.

الأكثر قراءة

«الكباش» الرئاسي يشتدّ ويتخذ منحى طائفياً... والتلويح بالعقوبات يرفع منسوب التوتر المعارضة و«الوطني الحرّ» الى إعلان مُشترك غداً... بكركي تتحرّك... وبري يرفض «التهديد» تفاهمات سياسيّة لحماية المؤسسة العسكريّة... زيادة التغذية كهربائياً... واستنفار جنوباً