اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اذا كان فرانز كافكا، بسوداويته الفذة، قد ابتدع تعبير "الفانتازيا الثكلى"، لنحاول، والسوداوية تحدق بنا من كل حدب وصوب، أن نبتدع تعبير "الحقيقة الثكلى". آن الأوان لنخلع عن وجوهنا تلك الأقنعة الخشبية...

هنا نستخلص آراء شخصيات لبنانية وعربية ودولية، لنترك لكم الكلمة الفصل ما اذا كانت تلك الأراء تشكل المدخل الى الحقيقة أم الى الفانتازيا: "المساكنة العقلانية، البعيدة عن الظلال الايديولوجية والتاريخية، بين السنّة والشيعة أكثر من مستحيلة في ادارة السلطة. لا بد من شريك ثالث يكون بمثابة المنطقة العازلة بين الطائفتين".

"دلائل كثيرة تشير الى خطة ما لا نعلم، بالتحديد، من يقف وراءها، ودون الاتهام الميكانيكي للغرب بذلك، لتطويب الديانة السنية، والديانة الشيعية، وهو ما تحقق على الأرض، ولم يعد هناك من داع لترداد الشعار الساذج والخادع حول الوحدة الاسلامية".

"الطائفتان تتجهان، راديكالياً، نحو الافتراق العقائدي، لتبرز أمامنا تلك الظاهرة المثيرة، وحيث الجيوبوليتيكا في منطقتنا تجر الايديولوجيا لا العكس".

"أوروبا شهدت أشياء من هذا القبيل لترى العلاج الأخير في الفصل الحاد، والقاطع، بين الدين والدولة. في الشرق الأوسط لطالما استخدم الدين لأغراض أمبراطورية أو قبلية، وهو سبب بلائنا، وبقائنا في قعر الأمم".

"السنّة والشيعة في العراق بحاجة الى الأكراد، وان كان هؤلاء يشكلون حالة اثنية لا طائفية. المشكلة أن الأكراد ابتلوا، أيضاً، بقيادات ضحلة، ان لم نقل عمياء. جاهزون ليكونوا الوقود في أي لعبة خارجية من أجل الانفصال، ودون أن يدركوا أن أي تغيير الخرائط لم يكن، يوماً، من صلاحيات لاعبي الدرجة الثالثة"!

"القلة القليلة من الأكراد تعي وضع العراق، وأن عليها الاضطلاع بدور من تعنيه، وجودياً، وحدة العراق، وخروجه من حالة التصدع، دون أن نقول بالوحدة العضوية كمسألة شائكة. على الأقل وحدة المصالح"...

"ما ينطبق على العراق ينطبق على لبنان. هنا المشكلة أيضاً، ليس فقط بمن يدعو الى الكانتونات على دولة الـ10452 كيلومتر مربع، وانما بالصراع العبثي بين القادة المسيحيين، وحيث التداخل ـ البعيد عن الروح المسيحية ـ بين الدونكيشوتية والمكيافيلية (فضلاً عن التبعية)".

"ثمة نوع من القادة ما زال ينظر فوقياً الى "الأجناس" الأخرى على الأرض اللبنانية (التي سيرثها حتماً النازحون السوريون ما دام التكاثر من هنا والهجرة من هناك). الدنيا تغيرت كثيراً، ولا مناص من الخروج من ثقافة الصومعة أو من ثقافة البرج العالي (أوالعاجي)".

ذروة الزبائنية السياسية، والتردي السياسي، بطريقة البعض، لاستقطاب الشارع برفع شعار "حقوق المسيحيين"، في حين أن الضرورة الوجودية تقتضي اعادة النظر في الدور المسيحي كدور رؤيوي وخلاق. من هنا كلام المطران غريغوار حداد حول مواصفات رئيس الجمهورية "الذي يفترض أن يكون مشبعاً بالأخلاقية المسيحية"، التعالي عن اغواءات السلطة وألاعيبها".

"رئيس للبنانيين، مجسّداً الحالة الرسولية، دون أي شكل من أشكال الضعف، ما يشق أمام المسيحيين الطريق الى أن يكونوا حاجة وجودية، وحاجة حضارية، وحاجة انسانية، للبلاد، بعدما شهدنا نماذج معيبة حول الدخول العلني في لعبة المحاصصة التي لا تشرّع ، فقط، كوليرا الفساد، بل وتهدد باندثار الحالة المسيحية. تالياً، الحالة اللبنانية".

"اذ يفترض خلع الأقنعة الخشبية في الحال، نقول، بالفم الملآن، ان الحل ليس بالرئيس الذي يأتي عبر منطق الصفقات، وانما بالرئيس الذي يعي أن صلاحياته المحدودة والملتبسة لا تمنعه من أن يقود الدولة الى الخلاص باستقطاب كل اللبنانيين، وليس فقط المسيحيين، بسياسات الترفع، والحنكة، والحكمة".

"أي رئيس يصل الى القصر عبر الدهاليز، أو يهبط من المدخنة، يعني أننا سنكون، مرة أخرى، أمام جثة سياسية بلقب "صاحب الفخامة". ولكن أي جمهورية، وقد باتت جمهورية "كل مين ايدو الو" ما يدفع البلاد التي، حالياً، في الهاوية الى قعر الهاوية".

هل هي الحقيقة الثكلى حقاً، وقد مات آباؤها وأبناؤها، أم تراكم لاحظتم في المقال أنها... الفانتازيا الثكلى؟!

الأكثر قراءة

الدولار حطّم الرقم القياسي وأشعل المحروقات مع تخطيه 140 الف ليرة ليتراجع 30 الفاً مصادر بكركي لـ «الديار»: خلوة 5 نيسان روحية والبطريرك لا يضع مصيدة امام النواب دعوة شعبية عارمة للتجمع في «رياض الصلح» احتجاجاً على انهيار الأوضاع المعيشية