خبيرة التغذية بتول اللو تشرح طرق مساعدة الأطفال الصغار على التحلي بالمرونة في قبول الطعام

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

قد تشعر أن تعزيز مفهوم الأكل الصحي لدى أطفالك يسبب الإرهاق، خاصة وأن الأطفال في هذا العمر يبدؤون في إعطاء آرائهم الخاصة حول الطعام وتفضيلاتهم! لذلك، تشرح خبيرة التغذية بتول اللو بعض الطرق لمساعدة الأطفال على التحلي بالمرونة تجاه قبول الطعام!

يعد إنشاء أنماط الأكل الصحية للأطفال أمراً مهماً لنموهم وتطورهم الأمثل، ولبناء جهاز مناعي صحي، وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة في وقت لاحق من الحياة!

يحصل الأطفال فوق عمر السنة على معظم تغذيتهم من الطعام الصلب، ومن المهم أن يتناولوا الأطعمة من مجموعة متنوعة من المجموعات الغذائية لتلبية احتياجاتهم من الفيتامينات والمعادن. وهذا يعني تناول الأطعمة الغنية بالبروتين والكربوهيدرات والفواكه والخضراوات والدهون الصحية، لكن تختلف كمية كل مجموعة غذائية حسب عمر الطفل ومستوى نشاطه.

ومع ذلك، فإن الأطفال يحبون الأكل الذي تعودوا عليه، وقد يكون حثهم على تجربة أطعمة جديدة أو التأكد من أنهم يأكلون من جميع مجموعات الطعام أمراً صعباً وخاصة في البداية. 

إن معظم الأطفال لديهم القدرة بشكل طبيعي على تناول الطعام بشكل حدسي؛ أي تناول الطعام عندما يكونون جائعين والتوقف عن الأكل بمجرد إحساسهم بالشبع. لذا، يمكن لهؤلاء الأطفال تطوير علاقة صحية مع الطعام، وتناول نظام غذائي صحي أعلى في الفواكه والخضراوات، والحفاظ على وزن معتدل أثناء نموهم!

تابعوا القراءة لمعرفة المزيد حول الطرق الملائمة لتحفيز رغبة الأطفال تجاه الأكل!

ما هو تأثير النظام الصحي والمتوازن على طفلك؟

ما يأكل طفلك اليوم يمكن أن يكون له تأثير كبير على صحته طوال فترة المراهقة والبلوغ! يساعد تناول الطعام الذي يحتوي على مغذيات مهمة الأطفال على تعزيز نموهم العقلي والبدني.

فمن خلال منح طفلك نظاماً غذائياً صحياً متوازناً، فإنك تضمن حصوله على جميع الفيتامينات والمعادن الأساسية والعناصر الغذائية الأخرى التي يحتاجها الأطفال للنمو والتطور!

بعض العناصر الغذائية التي سأذكرها أدناه لها تأثير أكبر على صحة طفلك:

- فيتامين د: يساعد في دعم جهاز المناعة.

- الأوميغا-٣: يدعم وظائف الدماغ الطبيعية.

- الحديد: يدعم النمو المعرفي الطبيعي لدى الأطفال.

- الكالسيوم: يعد ضروري للنمو الطبيعي وتطور العظام لدى الأطفال.

لذلك، للحصول على نظام غذائي متوازن، تحتاج إلى التأكد من أن طفلك يأكل مجموعة متنوعة من الأطعمة المغذية من جميع المجموعات الغذائية المختلفة. أي يجب على الأطفال تناول الطعام:

- الدهون الصحية (مثل المكسرات والبذور).

- البقوليات (مثل الفاصولياء والعدس وغيرها).

- الكثير من الفاكهة والخضراوات والتنويع منها.

- اللحوم والأسماك الخالية من الدهون (خاصة الأسماك الزيتية).

- الحبوب الكاملة (مثل الأرز من القمح الكامل وخبز الحبوب الكاملة ومعكرونة الحبوب الكاملة).  

بعض الطرق لمساعدة الأطفال على التحلي بالمرونة في قبول الطعام

عندما يشاركك الأطفال تفاصيل تخطيط الوجبات والتسوق والتحضير، فإن اهتمامهم يتعزز بتجربة مجموعة متنوعة من الأطعمة! وهذا ما يُحدث تأثيراً إيجابياً على طريقة تناولهم للطعام واهتمامهم به!

هذه بعض الطرق التي من شأنها أن تجعل علاقة طفلك مع الطعام أكثر مرونة!

١- امنحهم الخيار

اسمح لأطفالك باختيار الأطعمة التي يحبون أن يتناولونها! قم باصطحاب طفلك إلى محل البقالة ودعهم بعد ذلك يختارون الفواكه والخضراوات واشرح كل صنف وفوائدها الغذائية لهم ثم قم بشراء الأصناف التي يرغبون في تجربتها مع المحببة لهم، فإن هذا الأمر يجعلهم أكثر إنخراطاً في عملية التحضير ويزيد من فضولهم لتجربة الأنواع المختلفة من المأكولات! كل هذا يصب في تعزيز مرونتهم واستجابتهم لكافة أنواع الطعام!

٢- عزز العادات الإيجابية

حاول أن تجد التوازن بين الطعام وأوقات الوجبات! وتأكد دائماً من عدم إجبار طفلك على تناول شيء لا يحبه أو استخدام الطعام كمكافأة له، مما يجعل من الطعام عادة سلبية تستخدم فقط لتلبية الحاجات المختلفة لطفلك! بدلاً من ذلك، حافظ على الأمور الإيجابية، مثلاً: 

- دع طفلك يجرب أطعمة جديدة إذا أراد.

- دع طفلك يشم رائحة الطعام أو يلمسه.

٣- اجعل أوقات الوجبات العائلية وقتاً مميزاً

يمكن أن يُحدث تناول المزيد من الوجبات معاً فرقاً كبيراً في صحة عائلتك وسعادتها! العشاء المصنوع في المنزل أقل تكلفة من تناول الطعام بالخارج وأسهل في التحضير مما قد تعتقد. وبالتالي عندما تشترك العائلة كلها في إعداده يعزز ذلك من حماس أطفالك ومن رغبتهم بالمشاركة دوماً في هذا الوقت لصنع شيئاً جديداً سوياً والتمتع بالطعام!

٤- تناول الإفطار يومياً

يمكنك مثلاً تعليم أطفالك استخدام الخلاط لصنع عصير الإفطار الخاص بهم أو تقديم الأفكار المتنوعة التي يريدونها لتحضير طبق الإفطار الذي يريدونه! يمكنك أيضاً تعريفهم على كل فئة مثل الحبوب الكاملة والفواكه المجففة والمكسرات غير المملحة وفوائدها وحصتها المسموحة لهم بطريقة بسيطة وجعلهم يبتكرون وصفات من هذه الفئات قد تلائم أذواقهم من خلالها!

٥- شجع الأكل الحدسي

قم بحظر الشاشات في وقت الوجبات ومساعدة الأطفال على التركيز على طعامهم من خلال التواجد على مائدة العشاء معهم ويعتبر هذا أمراً ضرورياً جداً! يمكنك مناقشة أهمية الثقة والاستماع إلى إشارات الجسم الداخلية معهم التي توضح إذا لا زال أطفالك يشعرون بالجوع أو الشبع وتشجيعهم على الاستماع إلى حدسهم أكثر واتباعه بالطريقة الصحيحة!

٦- اختر المشروبات الصحية

تحتوي المشروبات الغازية ومشروبات الفاكهة المصنعة على سكريات مضافة يمكن أن تحل محل المشروبات المغذية! لذلك يمكنك تقديم مشروبات صحية مثل الحليب العادي مع قطعة فاكهة أو الماء بدلاً من ذلك، مما يمكن لهذا أن يجعل أطفالك يكونون فكرة أساسية عن التفضيلات الصحية والمغذية التي يمكن التطرق لها!

٧- أسعى جاهداً لتكون نموذجاً إيجابياً

كلنا لدينا علاقة بالطعام بدأت في الطفولة وتأثرت بتجاربنا وثقافتنا طوال حياتنا! يمكن أن يتراوح هذا بين علاقة مريحة ومتوازنة مع الطعام إلى أنماط الأكل المضطربة.

لذلك كبالغين، يمكننا أن نسعى لتناول الطعام بالطريقة الصحيحة التي نريد لأطفالنا أن يتبعوها، إليكم النصائح التالية:

- التأكد من أننا نتناول وجبات منتظمة ووجبات خفيفة.

- الاستماع إلى احتياجاتنا وتناول الطعام عندما نكون جائعين.

- أن لا نمتنع عن الحلويات، بل نأكلها بكميات معتدلة لتلبية احتياجاتنا.

تذكروا: إن الطفل يمكن أن يتأثر بما يقوم به والديه تجاه الطعام، لذلك كونوا قدوة لهم! 

أخيراً، كل هذا من شانه أن يعزز من علاقة أطفالك الصحية مع الطعام، بالإضافة إلى تكوين أسس مرنة تجعل الطعام تجربة مليئة بالمرح والثقافة التغذوية، وهذا ما يجعل أطفالك يتوقون لتجربة المزيد من المأكولات الجديدة! 

للمزيد من المعلومات حول مواضيع الصحة والتغذية، يمكنكم متابعة خبيرة التغذية ومدربة اللياقة البدنية بتول اللو عبر الإنستغرام وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر زيارة موقعها الإلكتروني لمعرفة أحدث التفاصيل!

انتظرونا قريباً مع الكثير من المعلومات والمواضيع المهمة التي تتعلق بشهر رمضان الكريم وأهمية الصيام!

استعدوا لشهر رمضان الكريم واستفيدوا من معلومات غنية في دليلي الشامل للصيام! الرابط هنا