تعيش كرة القدم اللبنانية حالياً أياماً حزينة، نظراً لما شهدته الجولة الأخيرة من البطولة من وقائع مؤسفة، ومخيبة، بدءاً من مباراة الصفاء والسلام زغرتا، وانتهاء بلقاء القمة الحاسم بين العهد والأنصار.
فما شهدته مباراة الصفاء والسلام والتي أقيمت على ملعب الصفاء في وطى المصيطبة، يستحق التوقف عنده، حيث وضع فريق السلام وجمهوره تحت الضغط، بطريقة غير رياضية مشكوك بأمرها، وهذا ما تبين بشكل واضح للاتحاد اللبناني الذي علّق نتيجة المباراة التي انتهت بالتعادل (1-1)، بانتظار الانتهاء من التحقيقات.
يذكر أن السلام كان يحتاج في تلك المباراة الى فوز صريح بأي نتيجة لكي يضمن بقاءه في الدرجة الأولى، في حين أن الصفاء كان بحاجة الى التعادل على الأقل لكي يحافظ على موقعه في دوري الاضواء، وهذا ما حصل بفضل ضربة الجزاء التي احتسبها له الحكم قبل 3 دقائق من نهاية المباراة، لينجح في ترجمتها حبيب شويخ على دفعتين داخل المرمى.
أزمة مباراة الصفاء والسلام طويت بسرعة بين الناديين، خصوصاً بعد الزيارة المهمة التي قام بها وفد صفاوي الى زغرتا حيث اجتمع مع رئيس نادي السلام المونسنيور أسطفان فرنجية، وأكد المجتمعون أن ما حصل أصبح وراءهم متطلعين الى استمرار العلاقة وتطويرها في المستقبل في إطار العمل الرياضي لما فيه خير ومصلحة الرياضة.
لكن ما حصل في مباراة الصفاء والسلام، لم يصل الى حدود ما وصلت إليه مباراة الحسم بين العهد والأنصار على ملعب مجمع فؤاد شهاب الرياضي في جونيه، حيث بلغ التوتر بين الفريقين درجة عالية من السخونة، وترجم هذا الأمر بأعمال شغب واسعة، وهتافات سياسية غير مقبولة في مباراة رياضية، وكأنه كتب لكرة القدم اللبنانية أن تبقى أسيرة السياسة والأحزاب والخلافات المؤسفة بين اللبنانيين، بدل أن تكون الملاعب ساحة للترفيه والفرح والتسلية والرياضة.
من المعروف أن أعمال الشغب تحصل في معظم دول العالم المتقدمة رياضياً، وما حصل في مباراة العهد والأنصار هو أمر طبيعي ومتوقع نظراً للاجواء المشحونة التي كانت مسيطرة على جماهير الفريقين.
فالأنصار يعتبر أن فريقه "سُرق" من خلال عدم احتساب هدف صحيح له، إضافة الى عدم منحه ضربة جزاء، كما أن هدف العهد الثالث مشكوك في صحته.
في المقابل، يرى العهد أيضاً بأنه ظلم في المباراة، وفي برنامج الدوري.
ما هو رأي لجنة الحكام؟
وفي اجتماع لجنة الحكام، أظهرت الإعادة التلفزيونية والدراسة المعمقة لمباراة العهد والانصار، أن هدف الأنصار الملغي غير مستحق، نظراً لأنه بعد وصول الكرة لمطر كان الحاج مالك في موقف تسلل، وقد شارك في اللعبة، لذلك كان يجب على الحكم رفع راية التسلل، وليس خطأ لمصلحة الأنصار، والقرار لم يكن صحيحا.
كما أن ضربة الجزاء التي احتسبها الحكم للأنصار في الدقيقة 82 لم تكن صحيحة لأنها جاءت من تسلل صريح على الحاج مالك تال، وقرار الحكم المساعد الثاني خاطىء.
اتصال وزاري للتهدئة
وكان لافتاً التحرك الوزاري السريع بعيد المباراة، إذ اتصل وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الاعمال جورج كلاس برئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر مستنكراً، ومتمنياً من "جميع المعنيين في عائلة كرة القدم، اتحاداً وأندية وجمهوراً، الحرص على الروح الرياضية وشرف التنافس الهاديء الرزين"، وتحدث مع حيدر حول "السلام الرياضي والأخلاق وصورة لبنان".
ودعا كلاس في اتصاله مع حيدر "أبناء عائلة كرة القدم الى توخي التهدئة"، مبديا ثقته ب"قدرة الاتحاد على تطبيق القوانين المرعية واستعمال الحكمة في آن".
ماذا قرر الاتحاد؟
وفي اجتماعه ليل الاثنين، قرر الاتحاد اللبناني تخسير نادي الأنصار (0-3) وشطب 3 نقاط من رصيده وتحميله كلفة إصلاح الملعب، وبالتالي إعلان العهد بطلاً للدوري اللبناني.
كما أحال الاتحاد تقرير مراقب مباراة الأنصار والعهد، ومباراة الصفاء والسلام إلى اللجنة التنفيذية، ودعا رؤساء الأندية لاجتماع يوم الثلاثاء المقبل.
ما حصل قد يتكرر
مصدر كروي أكد لـ "الديار" أن "الاتحاد اللبناني اعتمد القرارات الصائبة لأنها تصب في مصلحة تهدئة النفوس واللعبة، ولم يلجأ الى اتخاذ قرارات نارية قاسية جداً. كما أن الأمر الأهم هو قراره بعقد اجتماع مع رؤساء الأندية لدرس كافة الأمور".
وأضاف المصدر: "قطوع مباراة العهد والانصار يبدو أنه في طريقه الى الحل، لكن ما ليس واضحاً حتى الآن هو من سيهبط الى الدرجة الثانية".
واعتبر المصدر أن "ما حصل في مباراة العهد والأنصار هو أمر قد يتكرر في حال لم تعالج النفوس، من ادارة ولاعبين ومدربين وجماهير، وهذا الأمر يتطلب تعاوناً كبيراً، خصوصاً من جانب اللاعبين المطلوب منهم الابتعاد عن الاستفزاز الذي يزيد توتر الجماهير، والتركيز على اللعب داخل الملعب، لأن الرياضة هي جزء من تربية النفس والجسد والروح وليست أداة لتحويل الانسان الى آلة تدميرية حاقدة".
وعن الاجراءات المطلوب اتخاذها، أكد المصدر أن على "الاتحاد اللبناني اللجوء الى تهدئة الجميع وفرض القانون بعدالة كي لا يشعر احد أنه مظلوم في أي قرار، كما أن على الأندية القيام بما لديها من إمكانات بضبط جماهيرها وتنظيم حضورهم المباريات، بما يؤدي الى إبعاد المشاغبين عن المدرجات، أو تقليص دورهم حتى".
وتابع: "الموسم الحالي انتهى، لكن في الموسم المقبل، ولكي يحقق الاتحاد العدالة الكاملة، يجب اعتماد كل الاجراءات التي تطمئن الأندية والجماهير، وفي مقدم هذه الاجراءات تقنية "الفار" مهما كانت كلفتها عالية، لأنها ستوفر على كرة القدم اللبنانية أحداثاً مؤلمة، كما جرى في ختام الموسم الحالي، علماً أن الاتحاد اللبناني أقر هذا الأمر وهو سيعتمده في الموسم المقبل، لكن في بطولة الدرجة الأولى".
يتم قراءة الآن
-
إشربوا حليب السباع وزوروا دمشق
-
عجلة المصالحات في المنطقة تتسارع ولبنان على «رصيف انتظار» نجاح التسويات الملف اللبناني ليس اولوية سورية ــ سعودية وواشنطن «غير مهتمة» وطهران لا تتدخل وفد «الصندوق» مصدوم ويحذر من وضع خطــر جداً... الانتخابات البلدية في خطر
-
هكذا سُحب فتيل التفجير ليل الثلاثاء
-
تقارير أوروبيّة أطلقت النداء الأخير: الانهيار التام خلال أسابيع
الأكثر قراءة
-
عجلة المصالحات في المنطقة تتسارع ولبنان على «رصيف انتظار» نجاح التسويات الملف اللبناني ليس اولوية سورية ــ سعودية وواشنطن «غير مهتمة» وطهران لا تتدخل وفد «الصندوق» مصدوم ويحذر من وضع خطــر جداً... الانتخابات البلدية في خطر
-
هكذا سُحب فتيل التفجير ليل الثلاثاء
-
السيّد نصرالله يقود "إسرائيل" الى الهاوية...
عاجل 24/7
-
17:50
قوى الأمن الداخلي: بالجرم المشهود، عددٌ من أفراد شبكة تنشط بتسهيل أعمال الدعارة، في قبضة مكتب مكافحة الإتجار بالأشخاص وحماية الآداب
-
17:37
رويترز : روسيا لا تنوي وقف صادراتها من القمح
-
16:41
وزارة الخزانة الأميركية تفرض عقوبات على شركات بيلاروسية مملوكة للدولة وعلى مسؤولين حكوميين
-
16:29
وزير الدفاع التركي خلوصي أكار: الوجود العسكري التركي في سوريا يهدف إلى مكافحة الإرهاب، وحماية حدود تركيا ووحدة الأراضي السورية ولا يشكل احتلالاً
-
16:26
حركة المرور كثيفة من جسر الكوكودي باتجاه انفاق المطار
-
15:27
المستشار الألماني: دول الاتحاد الأوروبي ستواصل دعم أوكرانيا لأطول مدة ممكنة
