وسط هذا التخبّط ، يبدو باسيل كمَن يقاتل على كل الجبهات مع غياب كليّ للحلفاء ، مما يعني انه بات وحيداً يصارع الخصوم وما اكثرهم، ولذا فضّل إلتزام الصمت منذ فترة، وتحديداً منذ زيارته الصرح البطريركي، وانفتاحه على اللقاءات مع الاقطاب المسيحيين في بكركي والتي جوبهت بالرفض من معظمهم، لذا يعمل رئيس " التيار" على المهادنة وعدم إطلاق المواقف، حتى انه لا يفصح عما يدور رئاسياً في ذهنه، اذ لم يخبر احداً من نواب تكتل" لبنان القوي" او رفاقه في "التيار الوطني الحر" أي معلومة، او تسريب خبر عن الاجتماعات التي عقدها مع المطران انطوان بو نجم، المكلف من البطريرك بشارة الراعي بجمع الاقطاب المسيحيين، اقله على مرشح واحد، لكن لم يتحقق شيء من مطالب باسيل في هذا الاطار، الامر الذي دفعه الى التروّي والطلب من نواب ومسؤولي" التيار"، عدم الغوص بالحديث عن الاستحقاق الرئاسي، وإطلاق المواقف بشأنه، إفساحاً في المجال بإتخاذ القرار المناسب ولو بعد حين، لانّ المرحلة الحالية تتطلب السكوت، والتفكير مطوّلاً قبل إعلان أي تصريح، منعاً لحدوث " دعسة ناقصة " ينتج عنها تداعيات سلبية.
الى ذلك لاحظ مراقبون سياسيون بأنّ باسيل هادئ، ولم يعد ينبش الماضي الاليم مع "القوات اللبنانية"، ويذكّر بالايام السوداء التي ادت الى إحباط المسيحيين، في ظل معلومات بأنّ الاتصالات قائمة منذ ايام لجمع القيادات المسيحية الرافضة لوصول رئيس تيار " المردة " سليمان فرنجية الى الرئاسة، ولو من خلال فتح قنوات الاتصالات الهاتفية ليس اكثر، لإتخاذ موقف موّحد ضمن مقولة " جمعتهم المصيبة "، مع إشارة المراقبين الى انّ فرنجية غير مطمئن لهذه المحاولة، ولذا تراجع منذ إعلان عودة العلاقات السعودية - الايرانية عن فكرة إعلان ترشحه رسمياً ، خلال مقابلة متلفزة او مؤتمر صحافي، كما انّ معرفته بالاتصالات القائمة الهادفة الى رفضه، جعلته يتراجع ايضاً.
في السياق ترى مصادر معارضة، انّ باسيل يشعر بالوحدة اليوم اكثر من أي وقت مضى، لانه بات متروكاً في حقبة شديدة الخطورة تتطلّب الوقوف الى جانبه، في توقيت صعب يحتاج الى وحدة المسيحيين والاحزاب الفاعلة، لذا كان من الافضل لو تنبّه رئيس " التيار" الى وجود افرقاء مسيحيين من مختلف الاحزاب، لهم وجودهم وتاريخهم، اذ لا يمكن لأحد إختصار المسيحيين بشخصه، او بتنصيب نفسه كوصيّ عليهم.
وتشير المصادر نفسها الى انّ غلطة باسيل في هذا الاطار بألف، وكان عليه الإستعانة بالديبلوماسية السياسية منذ اليوم الاول لدخوله المعترك السياسي، وخصوصاً حين تولى المهمات الوزارية بصورة خاصة، لكنه لم يترك للصلح أي مطرح، وهذا هو الخطاً الاكبر على الرغم من انه شغل منصب وزير خارجية لبنان لفترة طويلة، وكشفت انّ باسيل وضع إسم الوزير السابق جهاد أزعور كمرشح صديق الى الرئاسة، وحاول إبرازه كوسطي مقبول من اغلبية الاطراف، لان لا فيتو عليه من مجملهم كما قال، ولم يطرح أي مرشح من تكتل " لبنان القوي"، لانه هو الاحق أي باسيل، وفق ما يقول، وطالما حظوظه معدومة فلا داعي لتسمية احد من التكتل.
يتم قراءة الآن
-
إشربوا حليب السباع وزوروا دمشق
-
عجلة المصالحات في المنطقة تتسارع ولبنان على «رصيف انتظار» نجاح التسويات الملف اللبناني ليس اولوية سورية ــ سعودية وواشنطن «غير مهتمة» وطهران لا تتدخل وفد «الصندوق» مصدوم ويحذر من وضع خطــر جداً... الانتخابات البلدية في خطر
-
هكذا سُحب فتيل التفجير ليل الثلاثاء
-
السيّد نصرالله يقود "إسرائيل" الى الهاوية...
الأكثر قراءة
-
عجلة المصالحات في المنطقة تتسارع ولبنان على «رصيف انتظار» نجاح التسويات الملف اللبناني ليس اولوية سورية ــ سعودية وواشنطن «غير مهتمة» وطهران لا تتدخل وفد «الصندوق» مصدوم ويحذر من وضع خطــر جداً... الانتخابات البلدية في خطر
-
هكذا سُحب فتيل التفجير ليل الثلاثاء
-
السيّد نصرالله يقود "إسرائيل" الى الهاوية...
عاجل 24/7
-
17:37
رويترز : روسيا لا تنوي وقف صادراتها من القمح
-
16:41
وزارة الخزانة الأميركية تفرض عقوبات على شركات بيلاروسية مملوكة للدولة وعلى مسؤولين حكوميين
-
16:29
وزير الدفاع التركي خلوصي أكار: الوجود العسكري التركي في سوريا يهدف إلى مكافحة الإرهاب، وحماية حدود تركيا ووحدة الأراضي السورية ولا يشكل احتلالاً
-
16:26
حركة المرور كثيفة من جسر الكوكودي باتجاه انفاق المطار
-
15:27
المستشار الألماني: دول الاتحاد الأوروبي ستواصل دعم أوكرانيا لأطول مدة ممكنة
-
15:03
تحليق مكثف لطائرات العدو الاسرائيلي على طول الحدود مع لبنان
