اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لم يتمكن من تأمين الحليب لاطفاله، خرج الى الشارع، إفترشه وقطع الطريق العام في بلدة البيرة العكارية، التف حوله شبان البلدة، ساندوه لبعض الوقت، واطلقوا وعدا تضامنيا لتأمين الحليب له ...

معيل هذه العائلة ليس الوحيد الذي بات عاجزا عن تأمين الحليب، بل معظم المواطنين، وخاصة في عكار والشمال، باتوا عاجزين عن تأمين ربطة الخبز التي يتصاعد سعرها ايضا مع تصاعد الدولار، وعاجزين عن تأمين الدواء، والطبابة ...

الانهيار المعيشي والاجتماعي في الشمال حصل، وبات امرا واقعا ...

المواطنون يقفون حيال هذا الواقع، مصابين بالاحباط، كثيرون اكدوا عجزهم عن شراء الخبز، وفي حيرة من أمرهم، كيف سيواجهون نفقات شهر رمضان ... وكثيرون ابدوا خشيتهم من مواصلتهم تسديد اشتراك الكهرباء، وقريبا فاتورة الكهرباء الرسمية، بعضهم اكد انه سينزع الاشتراك، وسيلغي ساعة الكهرباء مفضلا العودة الى الشمعة ...

نقمة غير مسبوقة في شوارع عكار والشمال تصب على النواب والقيادات والمرجعيات، لكنها نقمة لم تتحول الى ثورة في الشارع، مظاهرات واعتصامات، لاعتقادهم ان اي حراك غير مجد طالما الدولة منهارة ومشتتة، ولأنهم جربوا التمرد بحراك انطلق في ١٧ تشرين ٢٠١٩، وأصيبوا بأحباط جراء تسلق منتفعين، ومدفوعين، ولأن تلك الحركة كانت ذات أهداف معلبة وفق رأيهم ...

الارتفاع المتواصل للدولار أدى الى بلبلة وفوضى في الاسواق، حتى الصيدليات باتت مضطربة، تبيع الدواء باكثر من سعر في النهار الواحد، ومرضى كثر التقيناهم وباياديهم وصفة الدواء غير قادرين على صرفها ...

مستشفيات المنطقة، تتحول الى مجرد "ميني مستوصف"، فيما الاجنحة اقفلت لعدة اسباب:

-اولا، هجرة الاطباء والكادر التمريضي.

-ثانيا، تصاعد اسعار المازوت وارتفاع نفقاته لتأمين الكهرباء.

-ثالثا، تسعيرة الدولار التي يعجز غالبية المرضى عن تسديدها ...

-النقليات بين القرى والبلدات والمناطق باتت بدورها باهظة، حتى ( التكتك) الذي غزا عكار والشمال، باتت تسعيرته مرتفعة، فالنقل بالتكتك لمسافة كيلومتر لا تقل التسعيرة عن مئة ألف ليرة ...

-لم تعد المسائل السياسية والفراغ الرئاسي هاجسا لدى معظم الاوساط الشعبية ... فالدولار وبورصته، والليرة وانهيارها، ولقمة العيش، واسعار المحروقات، ونفقات رمضان المقبل، واسعار السلع الغذائية والاستهلاكية، كلها تطغى في المجالس، وتشكل حالة رعب من الايام القاتمة المقبلة، وليس من حلول او برامج انقاذية لهذا الوضع المتدهور...


الأكثر قراءة

إشربوا حليب السباع وزوروا دمشق