اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

إذا وجدت نفسك متعب ومتكاسل بعد تناول وجبة كبيرة، فأنت لست وحدك، ولذلك الأمر أسبابه الفيزيولوجية! خبيرة التغذية بتول اللو تشرح الأسباب وراء تلك الأسباب وتقدم لك بعض النصائح عنها.

هل يرتبط التعب والإفراط في الأكل ارتباطاً وثيقاً؟ وأيضاً في حال لم تحصل على قسط كافٍ من النوم، فهل تشعر بالجوع الزائد في اليوم التالي؟

هذا أمر طبيعي! ليس من غير المألوف الشعور بالتعب والإرهاق والنعاس بعد تناول وجبة دسمة سواء أثناء الغداء أو العشاء.

غالباً ما يحدث هذا الشعور، المعروف باسم النعاس بعد الأكل أو "غيبوبة الطعام" نظراً للمراحل المعقدة التي يمر بها جسمك لهضم الطعام. فهذه هي طريقة جسدك لإخبارك أنه يحتاج إلى مزيد من الطاقة لتفتيت الطعام وأن أعضائك الحيوية في وضع نشط لتخزين الطعام الزائد. إضافة إلى ذلك، عند الأكل الزائد تحدث تغيرات هرمونية مختلفة والتي تجعلك تشعر بالخمول والنعاس.

كلما كبرت الوجبة، كلما زادت الطاقة التي تحتاجها للهضم، وبالتالي يجب أن يعمل جسمك بشكل أكبر، وهو ما يفسر ظهور التعب عليك.

إليك كافة التفاصيل والنصائح حول الإجهاد عند الإفراط بالأكل!

لماذا نشعر بالإجهاد عند الإفراط بالأكل؟

زيادة مستويات الأنسولين

يتحلل الطعام الذي تتناوله إلى غلوكوز لتزويدك بالطاقة، والأنسولين الذي يفرزه البنكرياس يساعد في نشر الغلوكوز. عندما يكون هناك فائض من الغلوكوز في الدم، يرتفع مستوى السكر في الدم مما يؤدي إلى ارتفاع في مستويات الأنسولين لخفض ذلك. لذلك، بعد فترة، تنخفض مستويات الطاقة لديك بسبب انخفاض نسبة السكر في الدم. فإن هذا يجعلك تشعر بالإرهاق والنعاس.

إفراز هرمونات النوم

عندما يكون هناك فائض من الأنسولين لتشتت الغلوكوز، يتم إفراز هرمون النوم الذي يؤدي إلى إفراز الميلاتونين، والذي بدوره يجعلك تشعر بالخمول والدوار. فإن هذا هو أحد الأسباب التي قد تجعلك تواجه انخفاضاً في مستويات إنتاجيتك بعد الغداء.  

نوعية الطعام

ما تأكله يمكن أن يؤثر بشكل كبير على شعورك بالنشاط والطاقة. فبعض الأطعمة تميل إلى جعلك تشعر بأنك أكثر أو أقل نشاطاً. هنا يجب أن تركز على الأنظمة الغذائية المتنوعة لتحقيق التوازن بين الألياف الغذائية والدهون والكربوهيدرات والبروتين وذلك لتغذية جسمك بشكل أكثر كفاءة.

سرعة الأكل

يستغرق عقلك عادةً وقتاً لإرسال إشارة إلى معدتك بأنها ممتلئة، وبالتالي تلعب السرعة دوراً في تحديد الشعور بالشبع. ويرجع ذلك جزئياً إلى هرمون الجريلين، حيث يعرف باسم "هرمون الجوع"، والذي يلعب دوراً في تنظيم الشهية. قد يستغرق انخفاض هذا الهرمون بعض الوقت قبل أن تتمكن من إنهاء وجبة كبيرة. لذلك، تأكد من التحكم بشكل أفضل في سرعة تناولك الطعام، مما سيساعدك على تقليل تناول السعرات الحرارية غير الضرورية لك.

ما هي الأطعمة التي تسبب التعب؟

بشكل عام، نحن نشعر بتحسن عندما نتناول وجبات تحتوي على العناصر الغذائية الرئيسية الثلاثة: البروتين والدهون الصحية والكربوهيدرات. يمنح ذلك أجسامنا مزيجاً من الوقود سريع المفعول وطويل الأمد. ولكن، إذا تناولنا وجبة غنية بالسكر أو الكربوهيدرات البسيطة، فقد يتسبب ذلك في ارتفاع نسبة السكر في الدم ثم انخفاضه في وقت سريع.

هذا النوع المعين من الإرهاق أكثر شيوعاً في الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات النشوية البيضاء، مثل الخبز والمعكرونة والكعك. ويرجع ذلك إلى الارتفاع الحاد في مستويات الغلوكوز في الدم الذي يعود وينخفض بشدة وبالتالي يؤدي إلى انخفاض في الطاقة.

أيضاً، بعض مصادر الغذاء البروتينية تحتوي على نسبة عالية من التربتوفان، المعروف بقدرته على زيادة معدل النعاس. وإلى جانب الكربوهيدرات ومصادر البروتين المحددة، تتطلب الأطعمة المصنعة والمعبأة الكثير من الوقت ليهضمها جسمنا أيضاً. 

 



ما هي النصائح حول تفادي حدوث التعب بعد الأكل؟

إليك بعض النصائح لتجنب التعب بعد الأكل:

لا تأكل وجبة دسمة

عندما تفرط في تناول الطعام، يستخدم جهازك الهضمي ما يقارب الستين إلى الخمسة وسبعين بالمئة من إجمالي طاقة جسمك لهضم الطعام. لذلك، مع وجود فائض من الطعام ، يبدأ جسمك في تحويل الطاقة من أجزاء أخرى إلى معدتك مما يؤدي إلى الإرهاق والخمول. إذا كنت تشعر بالنعاس باستمرار بعد وجبات الطعام، فهذا مؤشر على أنك تستهلك الكثير من الكربوهيدرات. حاول تناول الطعام باعتدال دون تجويع نفسك حتى لا يضطر جسمك إلى استخدام الكثير من الطاقة في تكسير طعامك.

قسم الوجبات

قسم الطعام لوجبات أصغر على فترات متباعدة على مدار اليوم لموازنة السعرات الحرارية التي تتناولها. بهذه الطريقة، بدلاً من إرهاق جهازك الهضمي بغذاء وفير، يمكنك منحه الوقت لهضم ما تأكله في قطع ودفعات أصغر، وبالتالي موازنة نسبة الغلوكوز في الدم في جسمك. 

تناول الأطعمة الكاملة والمغذية

يمكن أن يؤدي تناول الوجبات السريعة إلى استنفاد كل طاقة جسمك، مما يجبره على العمل بأقصى سرعة للقضاء على المواد غير الصحية. لذلك حاول الالتزام بالأطعمة الكاملة غير المصنعة والمتوازنة في البروتين والدهون الصحية والكربوهيدرات المعقدة للحفاظ على مستوى طاقتك طوال اليوم.

اعتمد على أخذ قسط كافِ من النوم

للنوم فوائد متعددة لصحتنا، فهو يزودنا بالحيوية اللازمة والراحة التي تحتاجها أجسامنا. أظهرت بعض الدراسات أنه هناك صلة بين نقص النوم والرغبة في تناول الأطعمة غير الصحية وزيادة الرغبة الشديدة في تناول الوجبات السريعة. لذلك أحرص على الحصول على القسط الكافي من النوم يومياً! 

من خلال تحقيق التوازن بين خيارات الطعام الصحي وتناول الكميات المعقولة، يمكنك مساعدة جسمك في الحفاظ على نشاطه بعد الوجبات!


للمزيد من المعلومات حول مواضيع الصحة والتغذية، يمكنكم متابعة خبيرة التغذية ومدربة اللياقة البدنية بتول اللو عبر الإنستغرام وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر زيارة موقعها الإلكتروني لمعرفة أحدث التفاصيل!

انتظرونا قريباً مع الكثير من المعلومات والمواضيع المهمة التي تتعلق بشهر رمضان الكريم وأهمية الصيام!

استعدوا لشهر رمضان الكريم واستفيدوا من معلومات غنية في دليلي الشامل للصيام! الرابط هنا 


الأكثر قراءة

هاجس «اليوم التالي» للحرب يتصدّرالاهتمام الأميركي... طرح جديد لتطبيق «1701 لايت»؟ واشنطن تستخدم مأزق نتانياهو للتهويل... و«لاءات» حزب الله تجهض فكرة المنطقة العازلة تحرّك مُرتقب للموفد القطري... «وعض أصابع» بين بري و«القوات» حول الجلسة التشريعية