اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

دخل الملف الرئاسي في لبنان مرحلة جديدة بعد أن حرّكه الثنائي الشيعي داخلياً والاتفاق الإيراني-السعودي خارجياً، إلا أن حتى اللحظة لم يشمل الحراك ثبات المواقف، فكل طرف بقيَ على رفضه أو قبوله، بانتظار شيء ما، كلٌ وفق حساباته...

في المشهد العام تُشاهَد التحركات الحاصلة في الملف بعد التطور الخارجي، من زيارة السفير السعودي الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، الى زيارة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الى الكويت التي تؤدي دور وسيط للتقارب بين الأطراف، الى استدعاء السفير السعودي الى الرياض، إلا أنها كلّها تصب في خانة المحاولات التي تُناسِب المرحلة الجديدة، باعتبار أن الأمور تحتاج الى مزيد من الجولات والاتصالات لإنتاج تسوية ما، فالمُعطى الخارجي الذي استُجِدّ يحتاج الى وقت بسبب تزاحم الملفات وأولوياتها في المنطقة.

وبما أن التغيّرات والتحوّلات تحتاج الى موقف داخلي قوي، يتمسّك الثنائي الشيعي حتى اللحظة برئيس تيار المردة سليمان فرنجية وبخاصة أنه لم يتلقَ عروضاً جدية بتسوية ما، فمرشحه الوحيد الجدي الى الآن يقابله رفض من ناحية دون طرح بديل أو طرح أسماء غير قابلة للأخذ والرد من ناحية أخرى، فجنبلاط الذي يُعوَّل على بري بإقناعه بمرشحه نظراً الى العلاقة التاريخية بينهما لا يزال منسجما مع موقفه التقليدي ألا وهو عدم الثبات على موقف معين، فمِن ناجي البستاني الى ميشال معوض الى مرشح توافقي غير استفزازي ولا تنطبق هذه الصفة على فرنجية وفق اعتقاده وهذا ما نادى به في الكويت عندما رشّح شبلي الملاط بعد مبادرته التي كان عنوانها قائد الجيش العماد جوزيف عون، فباختياره لهذه الأسماء يحاول جنبلاط دغدغة مشاعر العائلات التي لها تراث رغم معرفته أن مواصفات هذه الأسماء التي يطرحها لا تنطبق على تلك المواصفات التي تُطرح لقيادة هذه المرحلة، لكن على ما يبدو سيبقى يلعب في الوقت الضائع الى أن تقترب ساعة الحسم. أما القوات اللبنانية فما زالت على موقفها الرافض لوصول مرشح حزب الله وفق ما تسميه دون طرح اسم جدي يقابله وفي ما يتعلق بالتيار الوطني الحر الذي يلتزم الصمت منذ إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تبني ترشيح فرنجية وكأنه لا يريد لموقفه أن يكون في مقدمة مواقف الأطراف فيُفضِّل وضوح المشهد قبل إصدار أي موقف.

وبما أن للخارج دوره في الملف على اختلاف الاعتبارات الداخلية له، فمنهم من ينتظر إشارة منه ومنهم من يعتبره مساعدا وبما أن الفرنسي في الواجهة، فحتى اللحظة لم يستطع إحداث أي خرق في الملف رغم كل ما حصل من تغيّرات في المشهد، فهو لم ينجح في إقناع السعودية التي لم تصدر أي موقف رسمي حول الاستحقاق وإنما ما يُسمع حول موقفها يندرج في إطار تعمّد ضبابية الموقف وكأنها تربطه بملفات أخرى وتريد أن تحصل على مقابل له وتحديداً الملف اليمني.

إذاً، كل هذه المعطيات الجديدة والتحرّكات على كثافتها لم تُحدِث خرقاً إلا أنها استطاعت بالحد الأدنى أن تعيد قراءة الملف الرئاسي بطريقة مختلفة قد تؤدي الى النتيجة المنتظرة، إلا أن قبل الوصول الى تلك اللحظة، يبدو أن هناك مطبات كثيرة يجب عبورها في طريق إيصال رئيس الى قصر بعبدا...

الأكثر قراءة

سيناريوهات رئاسية «من تحت الطاولة» ستسبق جلسة 14 حزيران... تحضيراً للمرتقب باسيل اعلن تأييده «الحتمي» لأزعور... واتصالات خفية بين الكتل المسيحية وتيمور جنبلاط عون زار الاسد بعد غياب 14 عاماً... وكلمة لفرنجية الاحد