اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

آخر نتائج الانهيار المعيشي والاقتصادي وتداعياته على المواطنين في طرابلس، هو ذاك المشهد يوم أمس، حين جر مواطن عربته الى منتصف طريق حي البقار في محلة القبة الطرابلسية، قاطعا الطريق بها وبيده قنينة بنزين، وباليد الاخرى سكينة مهددا بالانتحار، نتيجة لما آلت اليه الاوضاع المعيشية، وبعد ان سدت في وجهه كل سبل العيش الكريم. هذا المشهد هو نموذج لشرائح واسعة من المواطنين، الذين يرزحون تحت اثقال الانهيار المالي والمعيشي وتفاقم الاوضاع الاقتصادية ...

هو مشهد يختزل واقع طرابلس واهلها، وواقع ابناء الشمال، وربما واقع مجمل اللبنانيين الذين يعيشون تداعيات سقوط الهيكل واحدا تلو الآخر ... بين منصة صيرفة وسعر صرف السوق السوداء، تتآكل الليرة اللبنانية، واسعار السلع الغذائية والاستهلاكية يتلاعب بها جشع التجار، والوزراء المختصون غائبون وعاجزون عن المواجهة، فالفلتان سيد الموقف ...

ماذا يمكن للمواطن ان يفعل حيال هذا الواقع؟ يهدد المواطن بالانتحار، وسبقه كثر وانهوا حياتهم، نتيجة الاحباط الذي بلغ ذروته. فعندما يخرج المواطن شاهرا سكينه وليترات البنزين بين يديه ، وحين لا يستطيع شراء دواء لاولاده، او نقل طفله الى مستشفى، وحين يعجز عن شراء ربطة الخبز وتأمين قوت عياله، فهذا يعني ان الابواب كلها سدت في وجهه ، وما يحصل اليوم لم يحصل في زمن المجاعة، ولا في زمن الحروب الاهلية .

قد توفر جمعيات حصصا غذائية لعائلات، ولكن من يؤمن الدواء والاستشفاء؟؟  ومن هي المؤسسات القادرة ان تأخذ دور الحكومة والدولة؟

مشهد المواطن، حسب رأي الاوساط الشعبية، يدق ناقوس خطر ليسمع النواب والقيادات والمرجعيات السياسية والدينية والاجتماعية، في مدينة كتب عليها الفقر والحرمان، لانها نكبت بقيادات لا تتحسس الآم ناسها، حسب قول بعض المواطنين الثائرين الناقمين ...

مواطن آخر، يحمل طفله من مستشفى الى آخر، الطبابة تحتاج الى دولار، وهو عامل مدخوله بالليرة اللبنانية لا يتجاوز الدولار الواحد، يوميته لم تتعد ال ٨٠ ألف ليرة، فكيف يؤمن الاستشفاء والدواء؟...

بلغت طرابلس ومعظم اهلها مرحلة يعتبرها البعض موجعة لاكثر من ٨٠ في المئة من السكان، وتستدعي استنفارا من جميع القيادات والمرجعيات لتدارك الانهيار المريع الذي يصيب الشرائح كافة، كما يستدعي تدخلا لوقف الجشع ومراقبة الاسعار وتوفير الطبابة والاستشفاء للمرضى. 

الأكثر قراءة

الجبهة بين التصعيد المضبوط والحرب الشاملة... واشنطن تتدخل للجم التدهور زيارة صفا الى الامارات: المقاومة لم تقدم اي تعهدات