اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

كيوم الفتح، بدا يوم القدس العالمي هذا العام، بعد أن أوصل إليه طريق المقاومة الذي أثبت بحق أنه الطريق الوحيد للوصول إلى القدس، وها هي اليوم أقرب من أي وقت مضى، بحيث لم يتحدّث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من قبل بهذه الثقة العالية بالنفس الى هذا الحد، كما تحدّث في خطابه الأخير، وكأنه يَنعى «إسرائيل»، هكذا رأته عيون الصهاينة التي ترى نهاية كيانها...

ثقة السيد نصرالله ليست جديدة، فهو لطالما تحدّث بيقين عن زوال «اسرائيل» والصلاة في القدس، لكن الفرق أن هذا الحلم بات الآن أقرب للتحقق، استنادا الى المعطيات الداخلية التي تُحيط بالعدو الإسرائيلي، بحيث فصّلها الأمين العام لحزب الله والتي وصلت إليها «إسرائيل»، بعد أن راكمت خسائرها على مدى ٧٥ عاما، يقابلها تراكم انتصارات للمقاومة التي بدأت بعدة شبان، وأصبحت الآن محورا مقاوما.

يلحظ الرأي العام الإسرائيلي الفرق في اللهجة الخطابية للسيد نصرالله، بحيث انه باعتبارهم كان حذرا من العام ٢٠٠٦ بفتح أي جبهة، أما اليوم فهو أكثر قدرة على المواجهة، وبات يتحدّث عن وحدة الجبهات، ما يؤكد التنسيق العالي المستوى بين محور المقاومة، الذي وصل بقيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمشروعه الى مرحلة النضوج والارتياح، بعد أن ساعده الانقسام الداخلي الإسرائيلي من جهة، وتبريد الخلافات الإقليمية وتحديداً السنية - الشيعية بعد الاتفاق الإيراني- السعودي، وعودة العرب الى سوريا من جهة ثانية، مما أدى الى تراجع فرص التطبيع، وهذا مؤشر مقلق جداً بالنسبة لـلاسرائيلي الذي يرى أنه بوضعه الداخلي الحالي عزز عوامل الضعف لديه، وبات أقل قدرة على المواجهة وشن الحروب، خاصة بظل توتر العلاقة مع الولايات المتحدة، الذي وصل الى درجة أنها ممكن أن لا تدخل معهم بأي مواجهة مُقبلة، أو تتركهم بنصف الطريق أو تكون أقل حماسة، وهذا أكثر ما يقلقهم، باعتبار أن أميركا تقول لهم إنها تريد تخفيف التصعيد داخل الكيان، وأنها غير معنية بأي مواجهة، فأولويتها الآن في مكان آخر، وهذا يعني أن إيران باتت أكثر تحرراً من الضغوط واستعداداً للحرب.

وفي ظل هذا الوضع الذي يعيشه الاحتلال، تأتي تهديدات نتنياهو وادعاءاته القيام بضرب أهداف لحزب الله وحماس، إلا أن قبل تكذيبه من قبل السيد نصرالله وتحدّيه علناً، استهزأ به الرأي العام «الإسرائيلي» الذي يُصدّق من الأساس أمين عام حزب الله أكثر من قادته، خاصة بعد أن شاهدوا الرد المحدود والهزيل في غزة ولبنان وسوريا، وهذا ما يؤكد أن الردع الإسرائيلي تضرر، وأن «إسرائيل» باتت عاجزة عن خوض أي مواجهة.

ولكي يزداد الحصار على العدو، جاء تحذير السيد نصرالله له من التمادي في سوريا، الذي اعتبره الكيان إشارة مهمة يجب التنبه منها، وبخاصة أن ذلك ممكن أن يكون مؤشراً لمرحلة جديدة بدأت بإطلاق الصواريخ كرسالة أن هناك ما ينتظرهم في المقبل من الأيام، والتي لن تنتهي بإنذار من الأمين العام لحزب الله كمؤشر على تحوّل بالموضوع السوري.

السيد نصرالله أثبت من جديد بخطابه أن طريق المقاومة هو الأنجع، وهو الذي يحفظ الكرامات ويعيد الأرض وحق الشعوب، وأكد أن هذا المسار سيُستَكمَل، ولن تؤثر فيه التغيّرات التي هي بالأساس لا تصب في مصلحة الإسرائيلي والأميركي العاجزين عن فعل أي شيء أمامها، فمرحلة الغطرسة الإسرائيلية انتهت عام ١٩٨٢ ، بحيث بدأ التراجع الإسرائيلي، وبلغت ذروة الانتهاء في الحرب على سوريا، بحيث راكم ضعفه الى أن بات الكيان قابلا للتفكك.

وأمام كل ما يحصل من متغيرات، يأتي تأكيد السيد نصرالله مرة جديدة أنه لن يتخلى عن فلسطين في مرحلة تقتضي التأكيد على هذا المبدأ، الذي لا رجعة عنه ولا مساومة عليه، خاصة بعد كل هذه الانتصارات التي هي مسار للوصول الى النصر الأكبر، ألا وهو تحرير فلسطين كل فلسطين من العدو الإسرائيلي. 

الأكثر قراءة

"سندفن غالانت في لبنان"