اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تجددت الاشتباكات امس بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في مناطق مختلفة من الخرطوم. وقال الجيش إنه سيطر على 3 مناطق وسط العاصمة، قبيل دخول وقف جديد لإطلاق للنار حيّز التنفيذ بناء على اتفاق جدة، الذي تضمن آلية مراقبة دولية بإشراف سعودي - أميركي. فهل يصمد هذه المرة، في وقت يؤكد فيه الطرفان التزامهما؟ ام ان الامور ذاهبة الى مزيد من الانهيار؟

فقد أفادت المعلومات عن سماع أصوات انفجارات وسط الخرطوم وبعض أحياء وسط وجنوب مدينة أم درمان، وأشار إلى تحليق كثيف للطائرات الحربية وسماع أصوات المضادات الأرضية من مواقع قوات «الدعم السريع» في عدد من أحياء جنوب أم درمان.

ونقل عن سكان في الخرطوم أن ضربات جوية وقعت في الخرطوم وأم درمان وبحري، وهي المدن الثلاث التي تشكل ولاية الخرطوم، وأضاف السكان أنه سمعوا دوي اشتباكات في وسط العاصمة.

الجيش السوداني يجد صعوبة في طرد قوات «الدعم السريع» من مواقع إستراتيجية وسط العاصمة، ومن أحياء استولت فيها على مبان مدنية. غير أن الإعلام العسكري التابع للجيش أورد مقاطع «فيديو» لسيطرة الجيش على منطقة السوق العربي ومناطق الرميلة وأبو حمامة وسط الخرطوم.

وأوضح ضباط تحدثوا في مقاطع «الفيديو» أن «قوات الجيش سيطرت تماما على منطقة السوق العربي والمناطق المجاورة ، التي تقع جنوب القصر الرئاسي بالخرطوم».

وفي بيان له ، قال الناطق الرسمي باسم الجيش إن الموقف العملياتي مستقر بجميع أنحاء البلاد، عدا مناوشات مع «المليشيا المتمردة بأجزاء من العاصمة». وأضاف أن قوات الجيش «وجهت ضربات لتجمعات من المليشيا المتمردة شمال ووسط الخرطوم بحري وجنوب الخرطوم، نتج عنها تدمير عدد كبير من السيارات المسلحة والشاحنات المحملة بالذخائر، وقتلى وجرحى من المتمردين».

ولم يرد من «الدعم السريع» حتى الساعة أي بيان يتحدث عن الوضع في المناطق الثلاث، التي قال الجيش إنه سيطر عليها.

ضحايا الاشتباكات

وقالت نقابة أطباء السودان إن عدد القتلى في صفوف المدنيين جراء القتال الدائر ارتفع إلى 863، بعدما أدت الاشتباكات بين طرفي الصراع في مدينة نيالا الواقعة بإقليم دارفور (غرب) إلى سقوط 28 قتيلا في 3 أيام (من 18 إلى 20 أيار الحالي).

وأضافت النقابة غير الحكومية في بيان، إن الاشتباكات أسفرت عن إصابة 3531 شخصا.

وكانت آخر حصيلة نشرتها النقابة يوم الأحد سجلت 850 قتيلا، و3394 مصابا في صفوف المدنيين.

آلية مراقبة

وقالت الأمم المتحدة إن الاشتباكات الدائرة في السودان شردت نحو 1.1 مليون شخص من ديارهم، سواء داخل البلاد أو إلى الدول المجاورة، مما أجج أزمة إنسانية تهدد بزعزعة استقرار المنطقة، كما حرمت ملايين السودانيين من الرعاية الصحية.

من ناحية أخرى، أكد بيان سعودي - أميركي أن اتفاق وقف النار بالسودان سيدخل حيز التنفيذ ليل الاثنين (امس) ، وهو الاتفاق الذي وقعه ممثلون عن الجيش وقوات «الدعم السريع» في مدينة جدة السعودية. وأضاف البيان أن الاتفاق ستدعمه آلية مراقبة مدعومة دوليا من السعودية والولايات المتحدة، وذلك لأول مرة منذ بدء المواجهات بين الجيش و»الدعم السريع» منتصف نيسان الماضي. ووفقا لنص اتفاق جدة، ستتولى لجنة (مؤلفة من 3 ممثلين عن كل من طرفي الصراع، و3 أعضاء من السعودية ومثلهم من الولايات المتحدة) مراقبة وقف إطلاق النار. وقال البيان السعودي - الأميركي إن وقف النار «يمكن تمديده بموافقة الطرفَين» ، وأوضح أن طرفي النزاع اتفقا أيضا على «إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانيّة، واستعادة الخدمات الأساسيّة وسحب القوات من المستشفيات والمرافق العامة الأساسية» كما اتفقا على تسهيل المرور الآمن لمقدمي المساعدات الإنسانية، مما يسمح بتدفق المساعدات دون عوائق من موانئ الدخول إلى السكان المحتاجين.