اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

الخطوات التي قامت بها البلدية في طرابلس من ازالة العربات والبسطات والعشوائيات على مدى ايام متتالية ، بدءا بكورنيش الميناء وصولا الى وسط المدينة في ساحة التل والشوارع المحيطة بها ، كان لا بد منها بعد ما تسببته من فوضى في الساحات والارصفة العامة، وهي خطوة مهمة لا سيما في كورنيش الميناء، الذي تحول الى مشهد معيق امام الزوار والسيارات. لكن هذه الخطوة تحتاج الى خطوات اخرى يفترض ان تلحظها بلديتا طرابلس والميناء والمسؤولون عن الادارة المحلية.

اولى هذه الخطوات، ان الذين فرشوا الارصفة والساحات هم ارباب عائلات، لم يجدوا وسيلة رزق تؤمن قوت عيالهم، الا البسطة والعربة في ظل الواقع المعيشي السيىء جدا. لذلك جاءت ردات فعل بعض اصحاب هذه البسطات والعربات منفعلة وبوتيرة عالية، حتى كاد احدهم ان يلقي بنفسه من شرفة منزله ، لان ازالة عربته كقطع عنق بعد قطع الرزق. ولولا الاحاطة به من المواطنين ومنعه، لكان ضحية هذه التدابير المتخذة في المدينة.

لذلك، تتحدث اوساط محلية عن ضرورة ايجاد بدائل ومشاريع تنظم هذه العربات والبسطات العشوائية، دون ان تسيء الى وجه المدينة، وبالتالي دون قطع الارزاق. ففرص العمل في طرابلس تكاد تكون منعدمة، ولا تتوافر للشباب الاعمال والوظائف التي تقيهم شرور العوز والفقر، خاصة وان مؤسسات تجارية عديدة في المدينة اقفلت ابوابها، فاتجه الكثير من هؤلاء الشباب الى اعتماد البسطة والعربة لبيع الحاجات اليومية لتأمين مصاريف يومية لعائلاتهم.

وكثير من هؤلاء اعتبروا ان هذه البسطة او العربة هي الملجأ الوحيد والاخير لهم، فسحبها وازالتها جاءا كسيف يقطع الرزق دون ايجاد بدائل لهؤلاء، والنظر اليهم بعين الرحمة.

فاتخاذ هذا القرار البلدي بحجة ازالة مشوهات وجه المدينة وتجميلها، وهي حكما امر مطلوب، لكن ما الفائدة برأي مراجع محلية ان نعمد الى ازالة هذه العشوائيات دون استكمالها باصلاحات وعمليات تأهيل للارصفة، واعدادها لتكون متنزها ومتنفسا لابناء طرابلس والشمال، خاصة في كورنيش الميناء الذي يحتاج الى رعاية خاصة من البلدية ومن وزارات معنية، ابرزها وزارة الاشغال ووزارة البيئة ووزارة الصحة. يفترض قبل ازالة هذه البسطات والعربات ان تكون الخطوة التالية ازالة روائح المجاري الصحية التي تصب في البحر، وتفوح هذه الروائح الكريهة على طول الكورنيش متسببة بتلوث البيئة وتلوث الشاطىء الاجمل في لبنان.

وبالتالي، يجب ان تكون هناك خطوات جدية، تضيف المراجع المحلية، للنظر في واقع الكثير من الارصفة والساحات التي تغمرها النفايات، اضافة الى ضرورة الاهتمام بالابنية الآيلة للسقوط، والتي ملفها لم يقفل حتى اليوم.

لذلك، المطلوب من بلدية طرابلس استكمال ما بدأت فيه من ازالة العشوائيات، الى توفير فرص بديلة للمتضررين من اصحاب العربات، وصولا الى تجميل المدينة من نظافة يومية وردم الحفريات وتزفيت الطرقات وصيانة الارصفة للمشاة.

الأكثر قراءة

أجل... اخترقنا "إسرائيل" استخباراتياً