اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

الجديد الخارجي المُنتظر بعد القمة العربية لم يأتِ بعد، والذي كان من المفترض أنه سيُحرِّك الملف الرئاسي تجاه الحسم، باعتبار أن تحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري تاريخ ١٥ من حزيران لعقد جلسة إنتخابية، بغض النظر إن كانت جس نبض أو جلسة نهائية، كان بِناء على المستجدات التي ستحصل بعد القمة العربية ، وتحديداً فيما يتعلق بتطور العلاقة بين السعودية وسوريا، وكيف سينعكس على لبنان، والذي يَعتبر الرئيس بري أنه سيكون لصالح المرشح الذي يدعمه أي رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، خاصة بعد الإشارات السعودية الإيجابية حياله، برفع "الفيتو" عنه قبل القمة، والتي قرأها بري أنها خطوة متقدمة نحو فرنجية.

اكتفى السعودي حتى اللحظة برفع "الفيتو" عن أي اسم دون أي إضافة حتى اللحظة، وترَك للداخل تحليل موقفه كلٌّ باتجاهه، بحيث ان الطرفين اطمأنّا لموقفه ، فيما ازداد البعض حيرة كرئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط الذي ينتظر الموقف السعودي الواضح لتحديد موقفه الرئاسي، والذي كان بري يعتبر أنه سيُحسَم في النهاية لصالح فرنجية، لذا قال عن جنبلاط: "نحنا متفقين ومش مختلفين على شي" ، باعتبار أن في النهاية ستنتخب كتلة "اللقاء الديموقراطي" رئيس "تيار المردة". هكذا كان الكلام قبل استقالة جنبلاط من رئاسة الحزب، والتي سبقها قوله لبري خلال زيارته الأخيرة، أنه لن يستطيع أن يُكمِل بتعهداته له وأنه سيَترُك، فخيارات نجله تيمور تختلف عن خياراته.

فجنبلاط ، وبحسب مصادر سياسية، غير قادر على السير مع المعارضة، وبنفس الوقت لا يستطيع ترك بري، بمعنى غير قادر على أخذ موقف واضح، عدا عن ان الخلافات بينه وبين نجله حول رؤية المرحلة المقبلة التي خرجت الى العلن، مما دفعه الى أخذ هذه الخطوة، أي الإنسحاب من اللعبة بعدما أصبح غير قادر على إدارتها والتحكّم بها كما في السابق. وهنا لا بد من التوقف عند هذا الموقف الذي يُعيد الحسابات، خاصة لدى "الثنائي الشيعي"، إلا إذا كانت نظرية اللحظة الحاسمة ستبقى بيد جنبلاط، وأنه الآن ضمن فترة تسمح له بالمناورة...

اعتماد هذا الأسلوب لا يقتصر على ما يبدو على جنبلاط، تضيف المصادر، إنما يشمل المعارضة مع "التيار الوطني الحر"، لكن بهدف مُختلِف وهذا ما يعتبره "الثنائي الشيعي" حول طريقة اختيارهم مُرشّح للرئاسة ،أن الهدف منه المناورة لقطع الطريق على مرشحهم، برسالة تصعيد فُهمت أنها بوجه باسيل الذي يُعتبر محور الحركة الرئاسية كلها. فالمعارضة تنتظره ليُعطيها كلمة نهائية، و"الثنائي الشيعي" مُطمئِن أنه لن يُعطيها كلمة، نظراً للتباعد بينهما رغم محاولات "القوات" توريطه وإشاعة أجواء حسم الموقف المعارض وتوحيده على اسم الوزير السابق جهاد أزعور.

إذاً.. لا تزال الأمور تُراوح مكانها، "الثنائي الشيعي" يزداد تمسّكاً بفرنجية، والمعارضة ومعها التيار تزداد تمسّكاً برفضها له، حتى المواقف الخارجية على حالها أيضاً، لعلّها أصبحت المعركة، معركة "النَفَس الطويل" ومَن يُتقنها هو الذي سيفوز في النهاية.. فلننتظر...

الأكثر قراءة

«رشوة» ماليّة أوروربيّة جديدة في ملف النزوح... لا بوادر تغيير جديّة ضغوط أميركيّة ــ فرنسيّة على المقاومة... وجبهة لبنان مُرتبطة بوقف إطلاق النار في غزة ردّ صاروخي لمنع كسر «قواعد الإشتباك»... والدمار في الشمال يُهجّر ربع مليون مُستوطن