اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

على الرغم من إقتراب الإعلان عن إتفاقه مع قوى المعارضة على مرشح رئاسي، يبدو أن رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل لا يريد الدخول في مواجهة مع حزب الله، حيث لا يزال يراهن على إمكانية العودة إلى التفاهم بين الجانبين في الإستحقاق الرئاسي، بعد أن يبادر الحزب إلى التخلي عن ترشيح رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، الأمر الذي كان مصدر الخلاف الأساسي بينهما.

من هذا المنطلق، يمكن فهم إختيار حرص رئيس "الوطني الحر" على إختيار التعابير التي يذهب إليها عند الحديث عن الإتفاق مع المعارضة بشكل دقيق، كمثل الإشارة إلى الإتفاق على الإسم من دون المشروع السياسي أو البرنامج، وهو ما كان انتقده حزب الله بشدة على لسان نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم ورئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد، الأمر الذي يعني أن الأمور ستبقى مفتوحة من أجل التفاوض. مع العلم أن التيار سبق له أن أكد، في أكثر من مناسبة، ضرورة إلا يكون الإسم المفترض الاتفاق عليه كمرشح مواجهة مع "الثنائي الشيعي"، حتى أنه ذهب أبعد هذه المرة عندما أكد تهنئة سليمان فرنجية بحال فاز في الانتخابات داخل المجلس النيابي.

بحسب مصادر مقربة من "التيار الوطني الحر"، فإن التيار ليس بوارد معاداة أحد من القوى السياسية فقط من باب النكايات السياسية، فهو كان منذ اللحظة الأولى يطالب بالحوار للوصول الى مرشح توافقي، قادر على انتشال البلد من أزمته وإعادة علاقته بالدول العربية الى سابق عهدها، مشيرة الى أن التوافق حول الإسم فقط دون وجود مشروع سياسي واقتصادي اصلاحي أمر لا ينفع، لأن التيار كان ولا يزال من المطالبين بأن يكون لأي مرشح برنامج واضح يُبنى على أساسه الموقف.

وتكشف المصادر أن باسيل من المؤيدين بشدة لموقف مسيحي موحد بخصوص الاستحقاق، لكن على أن لا يكون الهدف خلق "ثنائية مسيحية" بوجه "الثنائية الشيعية"، لأن هذه المعادلة ستعني المزيد من الفراغ والمزيد من التدهور السياسي والاقتصادي، مشيرة الى أن هذا الموقف أبلغه باسيل الى البطريرك الماروني بشارة الراعي قبل سفره الى الفاتيكان وباريس، حيث كان لرئيس "التيار الوطني الحر" جلسة مطولة مع الراعي بهذا الخصوص، وهو ما سيجعل زيارة الراعي مفيدة، كونه توجه الى فرنسا مزوداً بشبه موقف مسيحي موحد، يحتاج فقط الى طرحه على الآخرين بطريقة لا تكون استفزازية، وبنوايا واضحة بأن المطلوب توافق اللبنانيين بعيدا عن منطق الفرض والتحدي.

في هذا المجال، من الضروري طرح الكثير من علامات الإستفهام حول ردة الفعل التي صدرت عن "الثنائي الشيعي"، بعد تزايد المعلومات عن قرب إعلان الإسم، حيث ظهر وكأنه يرفض شراء البضاعة المعروضة عليه، على قاعدة أن هذا التطور لن يقوده إلى التخلي عن مرشحه، الأمر الذي قد يؤدي إلى ذهاب باسيل بعيداً في مواقفه لاحقاً، رغم كل الصعوبات التي تواجهه من داخل تكتله.

هناك من يقول بأن كل ما يجري بالداخل هو بمثابة "تسلية" بانتظار القرار الحاسم الخارجي، خاصة بعد ورود معلومات بأن مهلة 15 حزيران التي حددها رئيس المجلس النيابي لم تكن صدفة، بل تحمل في طياتها مهلة خارجية لتوافق داخلي، على أن ما بعدها مختلفاً عن ما قبلها. فهل تظهر تباشير الحل قريباً بظل هذا التشنج القائم؟

الأكثر قراءة

تطور كبير: هجوم جوي مُركّب للمقاومة بعمق 30 كم على «قيادة غولاني» والقتلى من الضباط باسيل يسلّف «الثنائي» والتمديد «سالك»