اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بعد كثير من الاخذ والرد والحوارات الجانبية والنقاشات ، التي امتدت من عكار الى طرابلس وصيدا مروراً بالبقاع الغربي وكسروان وبيروت، ولد تكتل «التوافق الوطني» الذي يضم خمسة نواب في صفوفه، وهم: فيصل كرامي، عدنان طرابلسي، حسن مراد، محمد يحيى وطه ناجي.

وتكشف اوساط معنية باللقاء لـ»الديار»، ان المفاوضات التي امتدت لأكثر من 6 اشهر مع العديد من النواب، نجحت في إطلاق «اللبنة الاولى» او «الهيئة التأسيسية» التي تضم 5 نواب سُنة، وكان يؤمل ان تضم اكثر من 10 نواب سنّة ومسيحيين وعلوي واقليات، لكن حصل تأخير، وبرزت العديد من العراقيل وتردد اكثر من طرف.

وتكشف الاوساط انه بالاضافة الى النواب الخمسة نواة التكتل المعلن امس، والمفارقة انه يضم 3 نواب من الشمال (واحد من عكار و2 من طرابلس)، تم التشاور مع كل من النواب : جهاد الصمد الذي يفضل ان لا يكون جزءاً من اي تكتل، وكذلك مع النائب الطرابلسي العلوي الفائز بالطعن حيدر ناصر الذي استغرق معه النقاش وقتاً ولم يحسم امره حتى الساعة. كما اتصل القيمون على التكتل بكل من النائبين عبد الرحمن البزري ونعمة افرام، وكان التردد وعدم حسم الموقف هو السائد.

وتشير الاوساط الى انه بعد فترة من الانتظار لجلاء مصير نيابة كرامي، وكذلك انتظار رد النواب الذين تم الاتصال بهم، وبعد شعور القيمين على التكتل ان الوقت بدأ يداهم النواب، كان القرار بتسريع اعلان الولادة، وبترك الباب مفتوحاً بعد اعلان الهيئة التأسيسية لانضمام نواب آخرين.

وعن البنود التي اعلنها كرامي في المؤتمر الصحافي، تؤكد الاوساط انها تدلل على الهوية الوسطية الوطنية والعربية والقومية والتمسك بالمحيط العربي، وبعلاقة جيدة مع المقاومة والدول العربية الشقيقة وكافة المكونات الوطنية. كما يؤكد اللقاء اهمية التمسك بالطائف وبالحفاظ على السلم الاهلي والاصلاح السياسي ، الذي يبدأ بخطة انقاذية تبدأ بانتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة ووضع برنامج اصلاحي متكامل، يضع حداً للمرحلة الماضية ومهلة زمنية واضحة لذلك.

وعن خطة العمل وتوجهات التكتل، تكشف الاوساط ان التكتل يعقد اولى اجتماعاته الاثنين المقبل وسيقرر خطة عمل، والتي قد تكون جولة حوارية على الاقطاب والاحزاب والكتل النيابية، ولإطلاق مشاورات رئاسية وحكومية وسياسية للمرحلة المقبلة.

إعلان مبادىء التكتل

وكان كرامي، اعلن في مؤتمر صحافي عقده امس في فندق فينسيا في بيروت، ولادة التكتل النيابي « التوافق الوطني»، في حضور اعضاء التكتل وشخصيات واصدقاء.

واعلن كرامي باسم التكتل ما يلي:

- اولاً: ان تكتلنا النيابي هذا يمكن اعتباره النواة التأسيسية لتكتل وطني عريض نطمح اليه، وبالتالي فإن ابوابنا مفتوحة لكل الزملاء.

- ثانياً: ان تكتل التوافق الوطني عابر للمناطق، وهذا انجازٌ بحدِ ذاته، ونتمنى ان يصبح ايضاً عابراً للطوائف، وهو ليس امتداداً او تكراراً لأي تكتل سابق.

- ثالثاً: نحن مجتمعون على الثوابت القومية والوطنية وابرزها، عروبة لبنان واهمية انفتاحه على كل الاشقاء العرب، وتوطيد علاقاته بكل الدول العربية دون استثناء.

- رابعا: يؤمن التكتل ان الخروج من المنزلق الراهن يتطلب مسارا اصلاحيا شاملا على المستويات السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية، ويتطلب محاربة جدية للعدر والفساد والمضي قدما في التدقيق الجنائي واعتماد الشفافية والحوكمة والاصلاح الاداري والاستفادة من ثروات لبنان في الطاقة والمياه باسرع وقت، ودعم الليرة اللبنانية ووضع برامج تحقق النمو وتزيد معدلات الانتاج وتحقق التكافل الاجتماعي والتوجه نحو اللامركزية الادارية والانماء المتوازن وحماية البيئة وغير ذلك .

- خامسا: نحن ايضاً مجتمعون على الضرورة العاجلة التي لا تحتمل مزيداً من التأخير لانقاذ لبنان واللبنانيين، من الهاوية التي نترنّح على شفيرها، وهذا لا يكون الّا عبر انتظام الحياة السياسية وانتظام عمل المؤسسات، واختيار الاشخاص المؤهلين لقيادة السفينة المشرفة على الغرق، وفقَ خطة انقاذ وخطة تعافي تأخذ في الاعتبار ما يناسب مصلحة لبنان العليا، وتحرص على عدم القاء اي عبء اضافي على المواطن اللبناني بشكل قاطع ونهائي.

- سادساً: ان بوابة الولوج الى هذه الحلول تبدأ بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتشكيل حكومة اصيلة، وعودة المؤسسات الى عملها الطبيعي.

- سابعاً: امام الازمات والانقسامات والاختلافات الحادة بين اللبنانيين، وانطلاقاً من اسم تكتلنا، نحن طلاب توافق، والتوافق يكون عبر الحوار الوطني الجامع بهدف ايجاد تفاهمات صادقة بدون شبهة محاصصات، وبدون اي تلاعب على النصوص الدستورية، ومن خلال هذه التفاهمات يمكن السير بالبلاد في طريق النهوض.

- ثامنا: نعتبر اتفاق الطائف، الذي انبثق عنه الدستور اللبناني وحقق السلم الاهلي المنطلق الذي نبني عليه سعينا لتحقيق استقرار ومصلحة الوطن، ونرفض الاستنسابية في تطبيق واستخدام الدستور بما يدمر الوطن والعيش الحسن، وان نؤجل اي كلام حول التعديلات الدستورية الى ما بعد التعافي الوطني، لأن التوقيت الحالي لطرح مثل هذه الامور، هو توقيت ينذر الكثير من المخاطر التي تهدد وحدة لبنان».

دردشة مع الصحافيين

عن موضوع رئاسة الجمهورية، قال كرامي : «ما من اسم يستفزنا، نحن بانتظار صدور الترشيحات ومن ثم نبني على الشيء مقتضاه. كل له الحق بأن يُرشح ويترشح. هذا بلد ديموقراطي ونحن نطالب بتطبيق الدستور، لذلك ما يقوله الدستور نحن نسير به».

واكد «ان هذا التكتل لا يشبه اللقاء التشاوري، في هذا التكتل لا وجود لنواب من تكتلات اخرى». اضاف: «نحن لا نصنف انفسنا معارضة او موالاة. نحن واقعيون ونعمل حسب الظروف وقناعاتنا، وما نراه مناسبا نأخذ فيه القرار. لذلك اجتمعنا وسيكون موقفنا موحدا في كل القضايا والظروف».

وعما يقال ان نواب هذا التكتل هم حلفاء لحزب الله، وعما اذا ستكون كتلة وسطية ام كتلة مع حزب الله، لا سيما لجهة المرشح سليمان فرنجية، اجاب : «الحقيقة ان حزب الله ليس تهمة في لبنان، فالكل يتعاطى مع الكل في مجلس النواب وفي السياسة، ولكن نقول ان الامور في خواتيمها، وغدا يرون اداءنا وثوابتنا ومواقفنا وكيف ستكون ضمن قناعاتنا وبيئتنا. نحن لم نغير ثوابتنا ولا قناعاتنا، ولن نغيرها مهما شنوا علينا الحملات. لا يمكن ان نتهم بالفساد واننا تلونّا بالسلطة وبالدم. في كل حال، ان الاداء سيظهر صدق الاقوال. نحن نتفق مع حزب الله ومع غيره في ملفات ونختلف معهم في ملفات أخرى».  

الأكثر قراءة

لماذا يتقصّد حزب الله الآن إظهار"العين الحمراء" لـ"إسرائيل"؟ تخبّط "الكابينت" يقلق ضباط الاحتلال من خطوات متهوّرة!