اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يشير تغير المناخ إلى التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس. يمكن أن تكون هذه التحولات طبيعية، بسبب التغيرات في نشاط الشمس أو الانفجارات البركانية الكبيرة. ولكن منذ القرن التاسع عشر، كانت الأنشطة البشرية هي المحرك الرئيسي لتغير المناخ ، ويرجع ذلك أساسًا إلى حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز. وينتج من حرق الوقود الأحفوري انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تعمل مثل غطاء ملفوف حول الأرض، مما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس ورفع درجات الحرارة.

وفي هذا الصدد، كشفت دراسة أن أكثر من نصف البحيرات والمسطحات المائية الكبيرة في العالم تجف منذ أوائل تسعينات القرن الماضي لأسباب على رأسها تغيُّر المناخ، مما يؤجج مخاوف إزاء توافر مياه للشرب والزراعة وتوليد الكهرباء.

وخلُص فريق من الباحثين الدوليين إلى أن بعض أهم مصادر المياه العذبة في العالم، امتداداً من بحر قزوين بين أوروبا وآسيا إلى بحيرة تيتيكاكا في أميركا الجنوبية، فقدت مياهاً بمعدل تراكمي بلغ نحو 22 جيغا طن سنوياً على مدى 3 عقود تقريباً، ويساوي ذلك المعدل 17 مثل حجم المياه الموجودة في بحيرة ميد، أكبر الخزانات المائية الطبيعية في الولايات المتحدة.

وقال فانغ فانغ ياو، المتخصص في علم المياه السطحية في جامعة ڤيرجينيا وقائد فريق البحث الذي أعدَّ الدراسة المنشورة في دورية "ساينس" العلمية، إن 56 في المئة من التراجع في مياه البحيرات الطبيعية يرجع إلى الاحتباس الحراري والاستهلاك البشري، لكن تزايد درجات الحرارة "له النصيب الأكبر في ذلك".

هذا ويعتقد علماء المناخ بشكل عام أن المناطق القاحلة في العالم ستصبح أكثر جفافاً في ظل تغيُّر المناخ، وأن تلك الغنية بالمياه ستزداد نسبة المياه فيها، لكن الدراسة خلُصت إلى فقدان المياه بشدة في المناطق الرطبة. وقال ياو: "ينبغي عدم غض الطرف عن هذا".

وأجرى العلماء تقديرات لمساحة نحو 2000 بحيرة ضخمة باستخدام قياسات الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى نماذج المناخ وعلم المياه. وجاءت نتيجة أبحاثهم أن استهلاك البشر غير المستدام، والتغيُّرات في معدّل هطل الأمطار وهدْر المياه، والترسيب، وارتفاع درجات الحرارة أدّت جميعها إلى انخفاض مستويات مياه البحيرات على الصعيد العالمي، وحدث ذلك في 53 في المئة من البحيرات من 1992 إلى 2020.

وكشفت الدراسة أيضاً أن استهلاك البشر غير المستدام يتسبب بجفاف بحيرات مثل بحر آرال في وسط آسيا والبحر الميت في الشرق الأوسط، بينما تأثرت بحيرات في أفغانستان ومصر ومنغوليا بارتفاع درجات الحرارة التي يمكنها أن تزيد من تبخر المياه. وارتفعت مستويات المياه في ربع البحيرات، وغالباً ما كان ذلك نتيجة لبناء السدود في مناطق نائية مثل هضبة التبت الداخلية.

الأكثر قراءة

طوفان الأجيال في أميركا