اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لا يمكن فصل حديث مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى بربرا ليف، عن أن بلادها تنظر في إمكان فرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين، على خلفية عدم انتخاب رئيس الجمهورية، عن التطورات المستجدة التي كانت قد سُجلت على مستوى الاستحقاق الرئاسي في الأيام الماضية، خصوصاً لناحية التوازن الذي لا يقود إلى انتخاب الرئيس المقبل.

في هذا السياق، يرى الأميركيون ومعهم دول عربية على رأسها قطر، أن توافق القوى المعارضة مع «التيار الوطني الحر» على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، يضعف من حظوظ مرشح قوى الثامن من آذار رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، على اعتبار أن الأول يحظى بدعم غالبية القوى المسيحية الأساسية، الأمر الذي لا يتوافر بالنسبة إلى الثاني.

يعتبر الأميركيون أن قائد الجيش هو المرشح المثالي لرئاسة الجمهورية، رغم صدقهم بقولهم ان أي رئيس في لبنان سيتعامل مع الأميركيين بالطريقة نفسها، لكنهم اليوم يرون بحسب مصادر سياسية متابعة، أن الفرصة قائمة للتخلص من مرشح قوى 8 آذار، ومعه مرشح المعارضة و»الوطني الحر». وتضيف المصادر: من يتواصل مع الاميركيين يلمس تصورهم للمعادلة القائمة في هذه المرحلة، حيث يتحدثون عن أن المرشحيْن، سليمان فرنجية وجهاد أزعور، بالرغم من دعم كل منهما من قبل تحالف واسع، لا يملكان القدرة على تأمين أكثرية 65 صوتاً، بغض النظر عن الأرقام التي يطرحها كل فريق، وبالتالي انعقاد أي جلسة انتخاب سيكشف حجم الدعم الحقيقي الذي لدى كل منهما، الأمر الذي قد يكون بوابة البحث عن التسوية المنطقية، التي تفتح الباب أمام جوزاف عون.

هنا، يصبح منطقياً اعتبار أن ورقة التهديد بالعقوبات قد تنفع من أجل فرض انعقاد هذه الجلسة في وقت قريب، لكن من الناحية العملية هي لن تكون قادرة على فرض التسوية، التي تتطلب أن يكون هناك توافق أكبر على اسم الرئيس المقبل، وبالتالي هي قد تعجل التسوية، لكن لا تحدد مضمونها.

بالنسبة الى الفريق الداعم لجهاد أزعور فهو يسير بالتوجه الأميركي نفسه، على اعتبار أن التعجيل بعقد جلسة اليوم سيُظهر عدم قدرة فريق الممانعة على إيصال سليمان فرنجية، وبالتالي تصبح الأمور أسهل لدفعه الى التخلي عن هذا الترشيح، أو دفع المرشح نفسه الى الانسحاب من السباق، وهو الخيار الأكثر ترجيحاً بالنسبة لهم. بينما بحال تأخرت الجلسة فقد تسير التطورات بالمنطقة لمصلحة مرشحهم وهذا ما لا يريدونه، لذلك نجدهم اليوم مطالبين بالإسراع بعقد جلسة انتخابية.

بالمقابل، يرى الفريق الداعم لترشيح فرنجية أن التهديد بالعقوبات على المعرقلين قد ينعكس إيجاباً على مرشحهم، فهم بحسب مصادرهم قادرون على تأمين الاكثرية المطلوبة لانتخاب سليمان فرنجية، والتهديد بالعقوبات قد يساعدهم على تأمين انعقاد الجلسة وتوفير نصابها، فالفريق الآخر سيكتشف بعد وقت قريب، أن الأرقام التي يرميها بخصوص الدعم الذي يلقاه جهاد أزعور ما هي إلا وهم، وعندئذ قد يفكر من جديد بالتوجه نحو خيار المقاطعة، وهنا ستكون التهديدات الأميركية مناسبة لمنعه من هذا التوجه.

الأكثر قراءة

لماذا يتقصّد حزب الله الآن إظهار"العين الحمراء" لـ"إسرائيل"؟ تخبّط "الكابينت" يقلق ضباط الاحتلال من خطوات متهوّرة!